النجمة ليلى علوي: لم أفقد شغفي بالفنّ ولا أفكر في الاعتزال | حوار – بوابة الأهرام
كرَّم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية النجمة ليلى علوي خلال دورته الخامسة عشرة، وحظيت باستقبال مغربي حافل وتكريم استثنائي، حيث استقبلها الجمهور بحفاوة بالغة.
موضوعات مقترحة
«نصف الدنيا» كانت معها لحظة بلحظة وتحدثت معها عن تكريمها بالمغرب وتجربتها السينمائية المختلفة التي جعلتها في مقدمة الفنانات المصريات والعربيات في حوار لا تنقصه الجرأة والصراحة في السطور القليلة القادمة.
– نعيش معك لحظة مهمة فى بلد عربي عاشق للفن والسينما المصرية ونجومها فى مدينة سلا التى يقام بها مهرجان لأفلام المرأة ويكرمك عن مجمل أعمالك ماذا يمثل لك هذا التكريم؟
شعرت بسعادة بهذا التكريم الذي يأتي من بلد جميل يحب الفن ويتذوقه بداية من جلالة الملك محمد السادس وصولا إلى أصغر فرد في الشعب، الذي يعرف قدر الفن ومن يعملون في هذه المهنة الشاقة، وأعتز بجمهوري فيه الذين طالما غمروني بمحبتهم واحترامهم لي، المغرب بلد جميل وعريق ويعكس الكثير من التحضر والانفتاح على كل الثقافات، وأتشرف بالتكريم في مهرجان سلا لأفلام المرأة في دورته ال15 بخاصة أنه يحتفي هذا العام بالسينما الأفريقية، وأشكر القائمين عليه على هذا التكريم، وأعتبره وساما على صدري.
– تكريم الفنان بشكل عام تقدير له واعتراف بأعماله الإبداعية التي بصمت مساره الفني ووسمت تاريخ السينما ماذا يعني لك تكريم الفنان بخاصة إذا كان هذا التكريم من خارج بلده؟
التكريم شيء مهم للفنان يشعره بمدى التقدير الذي يتوج تاريخه الفني، وحينما يأتي من بلد جميل مثل المملكة المغربية التي تمتلك شعبا متذوقا للفن بكل أشكاله، فهذا يعني لي الكثير.
– يعد المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا الأول على المستوى العربي المتخصص في تيمة المرأة يأتي بعده المهرجان الدولي بأسوان لسينما المرأة ما تعليقك على المهرجانات التي تعتمد على هذه التيمة؟
لو لاحظنا في الآونة الأخيرة لم يعد مهرجانا سلا وأسوان فقط هما من يتحدثان باسم المرأة، ولكن أضحت كل المهرجانات في العالم مثل مهرجان كان أو فينيسيا أو مهرجان القاهرة تخصص جزءا كبيرا من عملها لقضايا وأفلام المرأة وقضاياها، فالمرأة جزء مهم من المجتمع وإن لم يكن الأهم، فهي الأم والزوجة والحبيبة والأخت وغيرها من كل الصفات التي تؤثر في بناء المجتمع، فهي التي تربي النشء الذين يصبحون فيما بعد عماد المجتمع، لذا لا يمكن إغفالها ولا التغاضي عن قضاياها والمشكلات التي تتعرض لها في المجتمع، والتي يتم استعراضها من خلال السينما والدراما التلفزيونية واللوحات التشكيلية وغيرها، لذا وجود مهرجانات مخصصة للمرأة تتحدث عنها وعن مشكلاتها شيء صحي جداً.
– عندما نتحدث عن مهرجان لأفلام المرأة هل تعتقدين أن السينما العربية تعكس واقع المرأة بالعالم العربي؟
السينما العربية استطاعت بالفعل أن تعكس وتناقش الكثير من قضايا المرأة، وبالطبع السينما المصرية كانت السباقة في هذا، وامتدت بعدها إلى سينما شمال أفريقيا المغرب، وتونس والجزائر وصولاً للخليج العربي وتحديدا السينما السعودية التي ناقشت الكثير من قضايا المرأة وواقعها فيها.
– هل السينما في مصر مازالت لا تتمتع بالجرأة للاقتراب من موضوعات متعلقة بالمرأة أم من وجهة نظرك كل شيء يخص المرأة تم طرحه؟
السينما المصرية على مدى تاريخها الطويل الممتد لأكثر من ١٢٠ عاما امتلكت الجرأة لتقديم كل القضايا المطروحة في المجتمع، وناقشتها بمنتهى الشفافية، بل إنها في كثير من الأوقات كانت السبب في إعادة تعديل قوانين وسن تشريعات قانونية تساند المرأة، وهذه القضايا كلما تطور العصر اختلفت طريقة الطرح وأيضاً نوعيتها، فهناك الآن موضوعات لم نكن نسمع عنها مسبقاً لكنها تستحق المناقشة، ولدينا الكثير من المنتجين والفنانين والكتاب الذين يمتلكون الجرأة لتقديمها.
– هل ليلى علوي لها صداقات من الوسط الفني المغربي؟ ومن هم؟
تربطني صداقة مع وزير الثقافة الأسبق محمد بن عيسى، والمخرج المغربي عبدالإله الجوهري، والفنانة ملاك دحموني وسبق أن التقيتهم في مهرجان مالمو وكانوا أعضاء في لجان تحكيم المهرجان.
– ما رأيك في السينما المغربية؟ ومن النجوم المغاربة الذين يعجبك أداؤهم في التمثيل والتشخيص؟
تعجبني السينما والفن المغربي مجملا في أنه الثقافتان الشرقية والغربية في آن واحد، لذلك السينما تمتلك الجرأة الكافية لمناقشة مشكلات المجتمع المغربي وقضاياه التي تقدم في الأعمال السينمائية والفنية إجمالا، سواء كانت تخص المرأة أو غيرها، فهي تناقش مشكلات المجتمع بمنتهى الانفتاح والقوة والجرأة، والفنانون المغربيون معروفون في كل مكان بعدم الخوف والجرأة في تقديم أي شيء طالما سيضيف للعمل الفني الذي يقدمونه، ويعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فرصة لمشاهدة هذه الأفلام والتعرف إلى صناعها، مثل فيلم (ميلوديا المورفين) للمخرج هشام أمل وفيلم (لو انهارت الجدران) للمخرج حكيم بلعباس.
– لو عُرض عليك المشاركة في عمل سينمائي مغربي باللهجة المغربية هل تقبلين أم ستشكل لك اللهجة عائقا على اعتبار أن اللهجة المغربية صعبة؟ومن اسم المخرج الذي تفضلين العمل معه؟ولماذا؟
على الرغم من إتقاني للغة الفرنسية بشكل ممتاز ومن الممكن أن أتحدث بها بطلاقة، فإنني أرى أن اللهجة المغربية جميلة وفي كل مرة أزور المغرب تكون فرصة للتعرف إليها وإلى مفرداتها عن قرب أكثر، وأتعلم في كل زيارة كلمة جديدة، وإن توافر العمل الذي يمكن أن أشارك فيه فمن الأكيد أننا سنتناقش كثيرا وسنصل للمفردات والكلمات المناسبة، وأعتقد أن اللهجة المصرية أصبحت في كل بيت والجميع يعرفها تماما.
– زرت المغرب في مناسبات عديدة ما انطباعاتك عن المغرب وشعبه؟
المغرب بلد جميل وأرى أنها في تطور مستمر في عهد الملك محمد السادس ورؤيته الحكيمة وحبه لشعبه وقيادته للحكومة، وفي كل مرة أزور المغرب ألمس التطور الذي يحدث بها وأستمتع بوقتي في الأسواق وكل أماكنها السياحية، بخلاف أن الشعب متذوق كبير للفن ويقدر الفنان الذي يزوره.
– أسهمت في أفلام كان لها فضل في تغيير قوانين، الآن في 2022 ما الموضوع الذي تتمنين طرحه في عمل ويغير قانونا؟
كل ما يمكن أن يغير المجتمع للأفضل هو ما أتمنى تقديمه، وأبحث عنه طوال الوقت، سواء كان هذا يخص المرأة أم لا، فما يهمني في أي عمل أقدمه هو الإنسان أولا، فهو القضية الأولى التي من أجلها نعمل، فحتى الأعمال الكوميدية التي تعد من أصعب أنواع الفنون تحمل دائماً في مضمونها رسالة وهدفا، وأحيانا يكون عرض بعض القضايا الكبيرة بأسلوب كوميدي الطريقة الأنسب للعلاج أو تسليط الضوء، لهذا أي عمل يحمل قضية تخص الإنسان مهما تكن نوعيته أحب أن أقدمه.
– عندما نتحدث عن تعديلات قوانين الأسرة في مصر وإلغاء الطلاق الشفهي كيف تقيم ليلى علوي هذا الطرح وكيف يمكن للفن المساهمة في هذا النوع من الحراك المجتمعي؟
هذا هو الدور الأساسي للفن ورسالته الحقيقية، بأن يكون الأداة للتغيير نحو الأفضل، وأحيي كل فنان تمكن من خلال ما يقدمه من الدفع بعجلة التطور القانوني للمجتمع للأفضل.
– هل تعتقدين أن الفن بهذه القوة لتغيير المجتمع أم أن الفن فقط مرآة للمجتمع؟
طبعاً، فلولا ما شاهدناه في السينما والدراما التلفزيونية ما كنّا امتلكنا القدرة على التغيير ولفت النظر لنقاط الضعف في المجتمع وتعديلها وتغييرها.
– بعد سنوات طويلة من العمل في المجال الفني هل نستطيع أن نقول إن قضية المرأة هي قضية حياة ليلى علوي؟
كما ذكرت سابقاً الإنسان هو قضيتي الأولى، وكوني امرأة بالتأكيد يجعلني أهتم بكل ما يخصها، حتى وإن كانت موضوعات بسيطة، تعكس أحاسيس ومشاعر لم يسبق أن تطرق لها أي أحد مسبقاً، فكل شخصية مهما تكن بسيطة لكنها بالتأكيد تحمل أبعادا تختلف في طريقة تقديمها من فنان لآخر.
– كيف ترغبين أن يذكر التاريخ ليلى علوي كفنانة؟
أتمنى أن يظل الجمهور يتذكرني بأعمالي التي قدمتها سواء كانت في السينما أو الدراما التلفزيونية أو المسرح، وتظل الشخصيات حية في أذهانهم.
-هل من الممكن أن تعيدي تجربة الإنتاج مرة أخرى؟
أكيد، في حال توافر النص والقضية التي تستفزني كفنانة ومنتجة لن أتردد لحظة في الإقدام على تكرار التجربة وخوض المغامرة.
– طوال مسيرتك الفنية هل جاءت عليك لحظات فقدت شغفك بالفن وبعد كل هذه السنوات هل تشعرين أنه مازال لديك حماس وشغف للعمل؟
أبداً أبداً، الشغف هو الشيء الأساسي الذي يحيا به كل فنان، وكل لحظة أتنفس فيها هي لحظة ولادة لمزيد من الحماسة والبحث عن الجديد في الفن لتقديمه.
– متى تفكر ليلى علوي في الابتعاد عن العمل أو الاعتزال؟
هي فكرة غير واردة في تفكيري نهائياً، وبعيدة كل البعد عن شخصيتي، فالفن هو العشق الكبير الذي سأظل أمارسه طوال حياتي ولن أبتعد عنه لحظة واحدة، صحيح أن هناك أحياناً أوقاتا تجعل الفنان يأخذ موقع المتفرج لبرهة من الزمن، لكنها تكون لإعادة شحن الطاقة من جديد للمواصلة والاستمرار، لكن الشغف لا ينتهي أبداً لهذا تعد فكرة الابتعاد أو الاعتزال غير واردة نهائياً.
– كيف تقيمين الفنانات الشابات وأداءهن؟
لدينا الكثير من الفنانات الشابات الممتازات اللاتي يمتلكن الكثير من القدرات الفنية والمهارات العالية التي تصنع منهن نجمات في المستقبل، وهذا الجيل الجديد يعلم أنه يجب أن يظل مواكباً لكل التطور الهائل الذي تمر به الحركة الفنية في كل مكان، لذا نجد الكثير منهن حريصات على أخذ دورات تدريبية دائمة لمواصلة ومواكبة التطور.
– هل تعتقدين أن الفنانين الآن لديهم فرصة أكبر بانتشار المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي أم أنتم حظيتم بفرص كلاسيكية وفرت لكم جودة التعلم والإبداع؟
لكل عصر أدواته في التعلم للوصول إلى النجاح، لذا الأدوات التي امتلكناها صقلت مواهبنا وهي ما تجعلنا نصبح ما نحن عليه الآن، فالأهم من النجاح والانتشار هو صقل الموهبة ورعايتها للقدرة على الاستمرار، الاستمرارية هي التقييم الحقيقي للنجاح وليس أي شيء آخر، وهذا يتطلب الكثير من الجهد والعمل على الأدوات الشخصية التي يمتلكها الفنان من مشاعر وأحاسيس وقدرته على رسم الشخصيات واختلافها من عمل لآخر مهما تتكرر.
– نجد أفلاما على المستوى العربي تناولت قضايا تهم المرأة.. هل تشغلك النقاشات لهذا النوع من القضايا؟وما أكثر الموضوعات التي تشدك في السينما؟
قدمت الكثير من الأعمال التي ناقشت مشكلات المرأة في المجتمع بمنتهى الجرأة مثل (إنذار بالطاعة والمغتصبون والمساطيل والحجر الداير وحب البنات وَيَا دنيا يا غرامي وخرج ولم يعد) وغيرها الكثير، ومن الأكيد كوني امرأة أن تشغلني قضايا المرأة لكونها إنسانا وعنصرا مهما في المجتمع، فكل ما يهم الإنسان بمختلف جنسه يهمني للغاية، وأتمنى تقديم الكثير منها، فكلما تطور الزمن ازدادت القضايا تعقيداً واختلفت، فما يهمني اليوم يمكن أن يطرأ عليه غدا ماهو جديد.
-ما المعايير التي تحكم اختياراتك الفنية؟
جودة العمل الفني وعناصره والذي يبدأ من كتابة القصة وصولا للسيناريو والحوار، ومن بعدها تأتي كل العناصر الفنية، فإن لم تجذبني القصة انتهى بالنسبة لي هذا العمل.
– قمت بالعديد من الأدوار وأديت مجموعة من الشخصيات ما أكثر الأدوار التي تستهويك؟ وما الدور الذي تتمنين أن تقومي به وتقدميه لجمهورك؟
تستهويني كل الأدوار والشخصيات الموجودة والتي تحمل أبعادا كثيرة، فحتى إن كنت قدمت سابقاً شخصية ما لكنها مؤكد في كل قصة ستكون مشاعرها مختلفة عن الشخصية التي قدمتها من قبل، لذلك أتمنى تقديم كل الشخصيات بكل اختلافاتها.
– (قطة السينما العربية) أو (التفاحة) كما يحلو للبعض تسميتك أيهما تحبين؟ ولماذا؟
الألقاب كلها جاءت من الجمهور لذلك أحبها كلها لأنها نبعت من محبتهم لي.
-نجد العديد من النجوم المصريين استغلوا شهرتهم التي منحتهم شعبية في اقتحام عالم السياسة عبر بوابة الانتخابات ألا تفكرين في دخول غمار السياسة؟
الفن هو الشيء الذي أحبه كثيرا ومن خلاله أناقش قضايا المجتمع كلها حتى السياسية، ولكن فكرة أن أتفرغ تماما وأتوجه للعمل السياسي فهذا غير وارد، لكني بالطبع أدعم وطني وبلادي من خلال الفن الذي أقدمه والموضوعات التي يمكن أن تسهم في خلق حياة أفضل للجميع.
-هل اهتمامك بمظهرك على رأس اهتماماتك؟
المظهر جزء أساسي من حياة الفنان، لهذا أواظب على متابعة الموضة والتعرف بكل جديد.
– ما هوايتك المفضلة التي مازلت تحافظين على ممارستها؟
السباحة جزء أساسي في حياتي وهوايتي التي أحب ممارستها، وكوني كائنا بيتوتيا يحب الجلوس في البيت أغلب الأوقات لذا الرسم وتصميم الديكور من هواياتي أيضاً المفضلة والدائمة.
– كيف تحافظين على شبابك الدائم؟
الرضا والاقتناع التام بأن كل شيء يحدث هو لحكمة من عند رب العالمين هو الذي يبعث الهدوء في النفس داخلياً وبالتالي يظهر هذا على الشكل من الخارج، إلى جانب المواظبة على الرياضة والأكل الصحي.
– أمنية ليلى علوي القادمة؟
السلام للجميع في كل مكان، وأن يظل الفن هو القوة الناعمة القادرة على تغيير المجتمع نحو الأفضل.
#النجمة #ليلى #علوي #لم #أفقد #شغفي #بالفن #ولا #أفكر #في #الاعتزال #حوار #بوابة #الأهرام
تابعوا Tunisactus على Google News