الوطن العربي وحالة «الإنهاك»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تكفي مطالعة الأخبار يوميا عن ما يجري في المنطقة العربية كي تفسر، على سبيل المثال حالة التفاعلات المتوترة على وسائل التواصل الاجتماعي، فالضغوطات، كما كتب د. خالد حنفي علي، تتوالى على المنطقة منذ أكثر من عقد، حتى بات التقاط الأنفاس عسيرا ليس فقط للأفراد، وإنما للدول والمجتمعات. في ليبيا وسوريا واليمن لا أحد يعرف متى ينتهي الصراع الأهلي الممتد، فيما تعقد المأزق الطائفي أكثر في العراق. أما اللبنانيون فأمنهم الغذائي بات في خطر وشيك بفعل التأزم السياسي والاقتصادي، فيما تدور السودان في صراع انتقالي مفرغ بين الجيش والمدنيين وسط تردي معيشي، ونذر عنف تطرح سيناريوهات خطرة على بنية الدولة ذاتها. حتى بعض الدول، التي حققت قدرا من الاستقرار، كمصر والجزائر والمغرب والأردن وتونس، فإنها تواجه تحديات اقتصادية حادة جراء جائحة كورونا والحرب الأوكرانية. وسط هذا التأزم تبدو دول الخليج استثناء، بما قد يفسر تصاعد أدوارها الإقليمية خلال العقد الأخير. ومع ذلك، لا يمكن إغفال التحدي الإيراني الضاغط على أمنها. وبينما درجت الأدبيات السياسية والفكرية، على مدار عقود ما قبل الثورات، على وصف منطقتنا المأزومة بسمات عديدة، كالتخلف والعجز والتأخر الحضاري وغيرها، فإن الأزمات والضغوطات المتناسلة بلا هوادة خلال عقد ما بعد الثورات أضافت لها سمتا جديدا هو الإنهاك. قد يرى البعض ممن يفكرون بالتمني أو المؤامرة او حتى الزبائنيون الجدد الذين يستثمرون في الضعف العربي أن هذه السمة للمنطقة، كسابقتها، تنطوي على قسوة واختزال وتشاؤم، ومع ذلك، فإنها تلامس ولو جانبا، من الواقع والصورة العربية نراه بأعيننا وتتأثر به حالتنا الفسيولوجية والنفسية والذهنية ما يقتضي به كي يتسنى التفكير في أبواب التعافي الممكنة.
#الوطن #العربي #وحالة #الإنهاك
تابعوا Tunisactus على Google News