اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني .. قضية عادلة تنتظر الحل
يحل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام والقضية الأزلية تعود للحياة من جديد وتتصدر اهتمامات العالم منذ اندلاع “طوفان الأقصى”..عملية عسكرية ممتدة شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام صباح السبت 7 أكتوبر 2023، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية.
ومازالت أنظار العالم تترقب الوضع وعمليات تبادل الأسرى بعد سريان هدنة إنسانية و إغاثية بغزة بدأت صباح الجمعة 24 نوفمبر لمدة 4 أيام قابلة للتمديد لإيقاف إطلاق النار بعد أكثر من 45 يوما من العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع.
*قرار تقسيم فلسطين
تأكيدا للتضامن مع معاناة الشعب الفلسطيني تنظم الأمم المتحدة فعاليات سنوية يوم 29 نوفمبر من كل عام بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في ديسمبر 1977 في ذكرى صدور قرار الجمعية العامة والذي ينص على تقسيم فلسطين.
في 29 نوفمبر عام 1947، اتخذت الجمعية العامة القرار رقم 181 المعروف باسم قرار تقسيم فلسطين والذي نص على أن تنشأ في فلسطين دولة يهودية ودولة عربية مع اعتبار القدس كيانا متميزا يخضع لنظام دولي خاص ومن بين الدولتين المقرر إنشاؤهما بموجب هذا القرار، لم تظهر إلى الوجود إلا دولة واحدة هي إسرائيل.
ورغم مرور عقود طويلة لاتزال القضية الفلسطينية حية نابضة وتكتسب مزيدا من التضامن العالمي يوما بعد يوم حتى ينتصر الحق.وفي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني لابد من العمل على رفع مستوى الوعي العالمي بالقضية من خلال التأكيد على أن سياسة اسرائيل حيال الشعب الفلسطيني هي السبب الحقيقي للصراع، وهو العقبة الأساسية التي تمنع الوصول لحل دائم للقضية الفلسطينية.
*فرصة للفت الانتباه
يشكل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة للفت انتباه المجتمع الدولي لحقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة ولم تحل حتى يومنا هذا، رغم مرور عشرات السنين وصدور العديد من القرارات الدولية ذات الصلة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه وهي الحق بتقرير المصير دون أي تدخل خارجي، أسوة ببقية شعوب الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أبعدوا عنها.
وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي .. تشمل مظاهر التضامن مع الفلسطينيين، مظاهرات عارمة في عدة دول عربية وإسلامية في ظل الأوضاع الملتهبة في قطاع غزة حيث خرجت مظاهرات ومسيرات في دول عربية وإسلامية عدة تأييدا للفلسطينيين وتنديدا بالضربات الإسرائيلية على القطاع.
من العراق إلى الأردن والبحرين وإيران وتونس، وغيرها رددت شعارات مناهضة لإسرائيل ودول غربية مثل “الشعب يريد تجريم التطبيع” و”مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة” و”فلسطين عربية لا بديل عن البندقية”.
كما شهدت عدة مدن أوروبية حول العالم تظاهرات شارك فيها الآلاف تضامنا مع الفلسطينيين وتنديدا باستهداف المدنيين في قطاع غزة من قبل اسرائيل، ومنها مظاهرة في إسبانيا، حيث تجمع حوالي 1200 شخص فى ساحة سانت جاومي أمام مبنى بلدية برشلونة ومجلس المدينة تحت شعار فى “مواجهة الهجوم البرى فى غزة”.
وكرروا هتافات مثل “إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية” أو “غزة، أنت لست وحدك” أثناء حملهم أعلام فلسطين، بالإضافة إلى الوقوف دقيقة صمت حداد على روح الشهداء وشارك فى تلك المظاهرات عدد من المسئولين مثل عمدة برشلونة السابق ادا كولوا، وأعضاء البرلمان.
ولم تقتصر مظاهرات دعم الفلسطينيين في أوروبا على إسبانيا، بل شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة بباريس دعما للشعب الفلسطيني، رغم صدور قرار حظر أمني أيده القضاء، أما فى لندن، فكانت المظاهرة الأكبر حيث تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في لندن وجميع أنحاء المملكة المتحدة للحث على إنهاء الهجمات الإسرائيلية على غزة وطالب المتظاهرون بتحرير فلسطين بالكامل وإقامة دولة فلسطينية من النهر إلى البحر، في إشارة إلى الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.
*الدعم والوساطة المصرية
وفيما يتعلق بالدعم والتضامن المصري للقضية، فقد تعددت صوره منذ بداية المأساة، وقد حققت مصر ريادة في رفع معاناة الفلسطينيين ولعبت دور الوساطة على مدار عقود ماضية، ونجحت فى وقف اطلاق النار وإعادة القطاع إلى الهدوء الأمني في جميع الحروب الإسرائيلية الخمسة السابقة بقطاع غزة (2008، 2012، 2014، 2021، 2022).
وخلال عدوان الأخير على قطاع غزة لعبت دورا محوريا لتجنب إراقة المزيد من الدماء البريئة، ونددت بسياسة العقاب الجماعي للنساء والأطفال ونادت بضغط المجتمع الدولى من أجل ايقاف اطلاق النار حتى تم مؤخرا اتفاق الهدنة الإنسانية بغزة بين حماس وإسرائيل فجر الأربعاء 22 نوفمبر 2023 بوساطة مصرية قطرية أمريكية ودخل حيز التنفيذ 24 نوفمبر 2023 لمدة 4 أيام تم تمديدها لتبادل المزيد من الأسرى بين الطرفين.
وبالتوازي، نجحت التحركات الدبلوماسية المصرية، رغم العراقيل الإسرائيلية في إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطيني بعد اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطيني، وإدخال عدد من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية بالعبور.
وتواصل مصر جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حيث تم تسليم الجانب الفلسطيني حتى 23 نوفمبر نحو 2468 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية و8440 طنا من المواد الغذائية و658 طنا من الوقود و6345 طنا من المياه فضلا عن مواد إغاثة أخرى بلغت 1885 طنا بالإضافة إلى 82 قطعة من الخيام والمشمعات و 18 سيارة إسعاف و1849 شاحنة.
ومن أبرز قوافل المساعدات المصرية التي أطلقها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح السبت 18نوفمبر تحت شعار “نتشارك من أجل الإنسانية”، محملة بمختلف المساعدات الإغاثية والإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الشقيق .
وأعلن تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر أن القافلة تتضمن 190 شاحنة بها أكثر من 2510 أطنان تحتوي على الاحتياجات الملحة والضرورية، وفي مقدمتها القافلة الطبية والتي تمثل أهمية قصوى للقطاع الطبي في غزة، لعلاج مئات الآلاف من الجرحى والمصابين.
#اليوم #العالمي #للتضامن #مع #الشعب #الفلسطيني #قضية #عادلة #تنتظر #الحل
تابعوا Tunisactus على Google News