بالخيوط والمسامير.. رسام صومالي يبدع لوحات فنية
داخل مرسمه الذي بات جزءا من حياته، يضع الشاب الصومالي عبد الكافي عثمان حزما من المسامير والخيوط، ليصنع منها لوحات إبداعية، في فن أدخله إلى بلاده لأول مرة، وذلك بحثا عن التميز بموهبته وهربا من ازدحام سوق الرسم بالألوان الذي يتقنه.
ورغم موهبته بفن الرسم إلا أن حبه في مواجهة التحديات لتطوير الحرفة التي كان يعشقها منذ طفولته، كان كفيلا للخوض في عالم فن “الفيلوجرافيا” أو “استرينغ أرت” (يعنيان الرسم بالمسامير) ليضفي ذوقا من نوع آخر على لوحات بمنظر ثلاثي الأبعاد.
عبر دورات بسيطة في الإنترنت وتصفحه اليومي في مواقع خاصة لهذا الفن، تمكن عبد الكافي في الوهلة الأولى من تعلم أساسيات هذا الفن الذي يبدو بسيطا لناظريه لكنه يتطلب جهدا وعناية كبيرين.
** جهد بدني
في زاوية من مرسمه يأخذ عبد الكافي استراحة قليلة يهيئ نفسه لرحلة صناعة خريطة تركيا بمقياس 100*70 سم، لمشاركتها في برامج معرض صور بمناسبة ذكرى إحياء 10 سنوات من العلاقات الدبلوماسية الصومالية التركية.
يقول عبد الكافي للأناضول إنني سعيت لأن اغتنم هذه الفرصة لتوصيل هذا الفن النادر إلى العالم الخارجي مستغلا الحضور الكبير التي تحظى به مناسبة إحياء العلاقات الدبلوماسية بين مقديشو وأنقرة من خلال عرض خريطة تركيا.
بعد رسم شكل الخريطة ودقها بالمسامير يبدأ الفنان عبد الكافي مسك الخيط بإحكام بين أصابعه رابطا الخيط بعناية بين المسمار والمسمار الذي يقابله حتى يملأ المساحة الفارغة في الخريطة بالخيطان لتخرج لوحة ابداعية مميزة.
وبينما هو يتصفح طلبات زبائنه يقول الفنان عبد الكافي إن صناعة لوحة واحدة رغم اختلاف حجمها تتطلب جهدا فائقا وعناية دقيقة لغاية يوم واحد على الأقل، مشيرا إلى أن جمال اللوحة تخضع أحيانا لذوق الفنان واختيار لون الخيوط التي يستخدمها في تلوين لوحته.
وفوق طاولة من غرفته يحتفظ عبد الكافي بلوحة لصورة غزال رغم الطلبات الكثيرة لشرائها بمبلغ 700 دولار، إلا أنه يرغب الاحتفاظ بها كونها أول صورة رسمها بالخيط والمسامير بعد عشرات المحاولات.
** معارض محلية
شارك عبد الكافي في عشرات المعارض المحلية بالبلاد، في محاولة لعرض لوحاته الفنية التي لاقت إعجاب الكثير من المشاركين من بينهم شخصيات رسمية.
يلفت عبد الكافي إلى أن معظم لوحاته تجسد خرائط البلاد ورسوم الحيوانات وديكورات البيت إلا أنها خالية من الرسوم الشخصية “البورتريهات” والتي تكلف الكثير من الوقت أكثر من الرسوم الأخرى.
لوحة خريطة تركيا لاقت استحسانا كبير في آخر معرض له بالعاصمة مقديشو، حيث حيزت الخريطة مساحة في حفلة عشاء لوفد تركي أقيمت في القصر الرئاسي ليهدي الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو الخريطة للسفير التركي لدى الصومال محمد يلماز.
ويسوِّق عبد الكافي لوحاته عبر صفحاته بإنستغرام وفيسبوك، ما ساهمت بتلقيه طلبات من المعجبين بها لتشكل مصدر دخل له.
وقال إن طلبات شراء لوحاتي كثيرة لكن الأسعار منخفضة جدا مقارنة بالجهد والعناية التي تتطلب بإنتاج لوحة فنية واحدة.
** تحديات جمة
يواجه الفنان عبد الكافي تحديات جمة في مسيرته بهذا الفن الجديد الذي يختلف كثيرا عن الفنون الأخرى الذي يستخدم بالفرشاة والألوان، فالأدوات الخاصة بفن “استرينغ آرت” غير متوفرة في البلاد.
ويشير عبد الكافي إلى أنه يستخدم أدوات محلية قريبة من الأدوات الرسمية لهذه الفن، لافتا إلى أنه ورغم جمالية اللوحات إلا أنه يشعر بنقص نتيجة عدم توفر الأدوات الأساسية لهذا الفن وهو ما يشكل تحديا أحيانا من تميزي.
ويوضح أنه بعد الاقبال الكبير على لوحاته اضطر إلى جلب المعدات الخاصة بالفن من الخارج مثل كينيا وتركيا وهو ما كلفه ماليا، مقارنة بقيمة الطلبات التي لا تعكس قيمة اللوحة.
** مستقل مشرق
وبعد أن خطرت الفكرة في مخيلته يبحث الفنان عبد الكافي عن سبل تطوير هذا الفن الجديد بالنسبة له وللبلاد من أجل التعبير عما يدور في بلده فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية من خلال الخيط والمسامير.
وعن طموحاته المستقبلية يقول عبد الكافي إنه يسعى إلى دراسة هذا الفن في الجامعات الخارجية لمعرفة أسراره والإبداع فيه أكثر.
ويعبر عن حلمه بالارتقاء بهذا الفن وإيصال لوحاته إلى المعارض الدولية.
#بالخيوط #والمسامير #رسام #صومالي #يبدع #لوحات #فنية
تابعوا Tunisactus على Google News