بتكلفة تزيد على 500 مليون جنيه تجديد “عمرو بن العاص” و”زينب خاتون” و”قنصوة بن سعيد” وتحديث ملاعب شيحا – بوابة الأهرام
لواء محمود نصار: دعم الرئيس السيسي يعيد بهاء القاهرة الإسلامية.موضوعات مقترحة
لواء وائل مصطفى: حفظنا قبة “قنصوة” من الاندثار.
ونبدأ ترميم الأثر من الأساسات وتدعيمها لتقويتها.
المهندس طارق خضر: مشكلة أغلب الآثار في المياه الجوفية.
لواء د. مدحت مصطفى: تطوير كامل للمنطقة من شارع المعز إلى باب النصر.
ترميم وإعادة توظيف “وكالة قايتباي وزينب خاتون والسور الشمالي واستثمارها اقتصاديًا.
الدكتور محمد محمود أبوهاشم: مراقد آل البيت الكرام تحظى في عهد السيسي برعاية جادة.
تعج القاهرة بمئات المباني الأثرية التي تعود إلى حقب إسلامية مختلفة، كثير منها أتلفته عوادي الزمن والإهمال وقارب على الإنهيار، حتى ما تعرض منه للتجديد في عهود سابقة لم يحظ إلا بترميم شكلي وظاهري ولم يتعرض التجديد للأساسات والقواعد مثل مسجد عمرو بن العاص ومنزل زينب خاتون وغيرهما، وهو ما انتبهت إليه الحكومة مؤخرًا ممثلة في “جهاز تعمير القاهرة الفاطمية” والذي أنشأ عام 1990 لهذه المهمة ليبدأ في إصلاح وترميم عدد من المباني والتي تمثل مفاخر التاريخ الإسلامي في مصر وعمارته الفريدة، وبدأت خطة إنقاذ هذه الآثار في نشاط وإتقان ودقة، وجاء الاهتمام بهذه المشروعات الحيوية –كما يقول اللواء نصار رئيس الجهاز المركزي للتعمير – في إطار دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي وتوجيهاته لترميم وإعادة التوظيف للمناطق الأثرية بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الآثار والأوقاف للحفاظ على التراث الأثرى للعاصمة باعتبار القاهرة أحد أبرز المدن التراثية القديمة على مستوى العالم، لغناها بآثارها الإسلامية ذات الصبغة المعمارية والفنية المتميزة وفي ” جهاز القاهرة الفاطمية ” وضعنا برنامج تنفيذى طموح للارتقاء والتحسين الشامل للآثار الإسلامية القديمة بالتنسيق مع اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية للحفاظ على الثروة التاريخية المعمارية – لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية وخلق منطقة سياحة دينية وسط القاهرة مما يسهم في زيادة الدخل القومى من السياحة، وهو ما شهدته “تحقيقات بوابة الأهرام” من خلال جولة لعدة أيام في ربوع القاهرة الفاطمية برفقة اللواء وائل مصطفى رئيس “الجهاز التنفيذي لتعمير القاهرة الفاطمية” ونائبه الدكتور مدحت مصطفى، بدأت من سور القاهرة الشمالي، وهو السور الذى بدأ جوهر الصقلى قائد جيش المعز لدين الله الفاطمى في إقامته قبل ألف عام حول المكان الذي اختاره لتشييد “القاهرة”، تمهيدًا لنقل عاصمة “الخلافة الفاطمية” من تونس إلى القاهرة.. رأينا حركة دؤبة ونشطة من عمال مهرة ومحترفين يعرفون كيف يتعاملون بمهارة لا ينقصها الرفق بأحجار الأثر في وجود المختصين فى كل نواحى العمل من مهندسين وفنيين ومعماريين ومرممين أثريين ومنهم نهى جمال الهوارى المشرفة على العمارة، وياسر فتحى وسمية ياسر سعيد وحسين محمد عثمان من قسم ترميم الآثار. ومحمد جادالرب وآية بيومى وشيريهان حسين مفتشة الآثار بالفاطمية، ومديحة علاء الدين تمراز، وإيمان أبوالفتوح مديرة مشروع سور القاهرة، يمثلون الجيل الجديد من خبراء آثار يعرفون قدرها وقيمتها التاريخية والمعمارية، ويواصلون العمل ليلاً ونهارًا بمتابعة شبه يومية من رئيس الفاطمية اللواء وائل مصطفى ونائبيه د. مدحت مصطفى ولواء أحمد مدحت. وكانت المسافة التى يمتد فيها السور عبارة عن مقلب قمامة وتعرف ب “ملاعب شيحا” …و بدأ العمل فيه – كما يقول اللواء وائل مصطفى رئيس “جهاز الفاطمية ” – منذ ثلاث سنوات بترميم جزء من السور الشمالى بطول 260 م بدأ من شارع بهاء الدين حتى برج الظفر، والسور الشرقى بطول 460 م يبدأ من برج الظفر حتى شارع صالح الجعفرى ويبلغ ارتفاع السور حوالى 10 م بتكلفة مالية قدرها 167 مليون جنيه. تجديد القاهرة الفاطمية
وبدأنا بالحفر لمسافة 10 م تقريبًا؛ حيث كان السور قد اختفى تمامًا نتيجة ارتفاع منسوب الشارع، فتم الكشف عن أساساته بطول 1400 م. وبأسلوب علمى دقيق قام مهندسو الجهاز بأعمال الحفر الكشفى لإظهار سور “بدر الدين الحمالى” من جهته الجنوبية.
يضيف المهندس شريف أحمد: قمنا بإنشاء “خوازيق” لحماية منطقة العمل وبدأنا استكمال الحجارة التى كانت مفقودة من السور لاستكماله، حيث تم كشف أساساته وتدعيمها بعد الكشف عن منسوب السور وحقنه بمواد التقوية المعتمدة لربط جسم السور بالأحجار الجديدة التى تم وضعها فى مكان الأحجار المفقودة. والتعامل بالتدعيم والصلب حتى لا تنهار هذه الأجزاء، كما تم إنشاء أبراج جديدة مكان الأبراج المنهارة والتى اختفت نتيجة عوامل التعرية والإهمال والخلع، وذلك بناء على دراسات أثرية لتحديد المكان وعناصره التفاصيل الإنشائية للسور وتوثيقها اعتمادا على المراجع الأثرية والشواهد. تجديد القاهرة الفاطمية
المتوفرة والتوصل لأقرب تصور بناء على برج مماثل أو عناصر مماثلة من نفس العهد. مع اتباع المنهج العلمى الدقيق فى الترميم بإعادة البعث للكتل الأثرية بنفس نوع الحجر والأخشاب التى استخدمت قديما، بعد إجراء تجارب واختبارات، وهو ما حرص اللواء مهندس وائل مصطفى رئيس الجهاز على التأكيد عليه، مضيفا أن سور القاهرة الفاطمية، ويعد بأبراجه وبواباته من أهم معالم العاصمة يستوجب الحفاظ عليه وإعادة ترميمه لكونه نموذجًا فريدًا للعمارة الحربية فى مصر مع استغلاله أثريًا وسياحيًا في إطار التطوير الشامل للمباني الأثرية للمنطقة المحيطة به كحرم مباشر للأثر للحفاظ على الطابع المعمارى للقاهرة القديمة باعتبارها سجلات مفتوحة لمرحلة مهمة من مراحل تاريخ العاصمة المصرية، ومنها بوابة “النصر” إحدى بوابات القاهرة الفاطمية والتي تفضي إلى “وكالة قايتباي” المواجهة لمسجد الحاكم بأمر الله، وهي الوكالة التجارية التي بناها السلطان الأشرف قايتباى وخصص عائدها للإنفاق على الفقراء، وتضم خانًا “فندقًا” لنزول التجار مع بضائعهم، والمبنى مكونة من طابق أرضى وميزانين.. وبدأ جهاز “الفاطمية” ترميمها وتأهيلها كأثر يحكى جزء من تاريخ القاهرة، لإعادة النبض والروح لها بإعادة توظيفها بنفس هدف الإنشاء كفندق سياحى يتكون “25 غرفة” مع مراعاة البعد التحديثى دون إخلال أو إهدار للقيمة الجمالية والتاريخية، وللحفاظ على الطابع التاريخي الجهاز وتم إضافة بعض المستحدثات في الخدمات الفندقية لمواكبة العصر وتوفير سبل الراحة والرفاهية للنزلاء الراغبون في التمتع بجو القاهرة الإسلامية؛ حيث يقع هذا الأثر في قلب مدينة القاهرة الفاطمية التاريخية القديمة. فالمنطقة كما يقول – اللواء دكتور مدحت مصطفى نائب رئيس “جهاز الفاطمية” – ليس بها فنادق تتوافق مع نفس الطراز التاريخى لها، رغم تطور وتدفق السياحة الدينية والإسلامية إليها طول العام، وهو ما سيسهم فى إعادة تشكيل النسيج العمرانى للمكان مع تطوير كامل للمنطقة من شارع المعز وحتى باب النصر، بالتعاون مع جهاز التطوير الحضرى الذى خطط لتطوير مبانى شارعى المعز والجمالية برعاية الهيئة الهندسية من مدخل باب الفتوح. وسيتم تنفيذ التطوير حسب عمارة المنطقة فى الفترة الفاطمية، وهو ما يؤكد عليه اللواء محمود نصار رئاسة الجهاز المركزي للتعمير، مشيرًا إلى دقة التنفيذ لتحقيق برنامج الجهاز الذى أنشئ لأجله عمليا، لإعادة بهاء وألق وروح المبانى الإسلامية القديمة بترميمها ورفع كفاءتها بصورة متقنة لإظهار الوجه المعرفي والثقافى لمواجهة المتغيرات العمرانية والزحف الأسمنتى على المدينة القديمة وتراثها المعمارى والحضارى لاستعادة جمال القاهرة التاريخي وإعادة توظيفها بمعايير تنظيمية ومعمارية وفنية واقتصادية دون الإخلال بقيمتها المعمارية ولا وظيفتها الأصلية وهو نفس المنهج الذي اتبعه “جهاز الفاطمية” في إعادة ترميم ورفع كفاءة مسجد عمرو بن العاص، التي تؤرخ عمارته للمراحل التاريخية التى مر بها، وتبين تطور العمران في مصر، مسطح المسجد 27 ألف و800 متر مقسم إلى 10 ألاف للأروقة ومصلى المسجد و2500 صحن المسجد و13 ألف متر ساحات خارجية، و3 آلاف ساحة مطلة على شارع حسن الأنور، وكانت المرحلة الأولى لترميم المسجد فى العصر الحديث هو ما قامت به لجنة حفظ الآثار العربية التابعة وقتها لوزارة المعارف عام 1930 وعمدت إلى توسعة المسجد وإعادته إلى ما كان عليه في العصر الفاطمى، في البداية قمنا برصد مساحى لحوائط المسجد قبل بدء العمل _كما يقول اللواء وائل مصطفى – واختبارات العزل وتوحيد مناسيب المزاريب فوق السطح وتعديل الصرف الصحى، ونفذنا شبكة تصريف لمياه الأمطار واتبعنا الأسلوب العلمى الأمثل في نقل المياه وصرفها. وإنشاء شبكة مياه وصرف بميول دقيقة لتلافى تأثير أرض المسجد ورخام الصحن بديلاً عن الشبكة السابقة التى كانت خارجية وتنفيذ شبكة حريق، مع إزالة البياض الخارجى أولاً لتهوية الجدران وتنفيذ شبكة تهوية بإدخال مواسير مثقبة بأبعاد منتظمة داخل الحوائط الأثرية للجزء الأسفل منها إلى ارتفاع 120سم من الأرض بهدف تخليصها من الرطوبة الموجودة، مع تنفيذ شبكة خفض منسوب للحفاظ على أساسات المسجد وتوسعة المدخل. ومعالجة الشروخ في الأرجات التى تسببت فيها الأحمال إنشائياً ومعالجة العيوب والشروخ في رواق القبلة والأعمدة بما يتناسب مع العمارة الإنشائية، وتم إزالة (دورات المياه) وإنشاء بديل لها خارج حرم المسجد وإنشاء مبنى إدارى بجواره، وبالكشف عن أرضية المسجد اكتشفنا خندق (غرفة) كهرباء متوسطة الجهد لتغذية المنطقة فشكلنا لها حماية لحفظ الكابلات وإزالة المخلفات والبلاطات المتهالكة منه، أما المأذنتان الأمامية والخلفية فتعودان إلى عصر مراد بك فتم ترميمها.تجديد القاهرة الفاطمية
وحقن الشروخ الموجودة واستكمال الفواقد، وتقول المهندسة سالى مدحت مدير عام المشروعات الأثرية بالجهاز: جاء التكليف برفع كفاءة المسجد وترميمه تزامناً مع تطوير حدائق الفسطاط، ولإنقاذ المسجد من ارتفاع منسوب المياه الجوفية التى تعم المنطقة ولم يتم التعامل معها في عملية الترميم السابقة والتى تم تنفيذها عام 2002، ونتج عنها شروخ ورشح في جدران المسجد كله مما هدد بانهيارها لو لم يتم تلافيها ومعالجتها، وللأسف تشربت أحجار المسجد وأساساته المياه، وهو ما أرقنا جميعاً لعدم وجود خرائط أو رسومات تحدد الشبكة الموجودة سوى البيارات الظاهرة فقط. ولذلك كان لابد من البداية معالجة هذا الأمر وإنشاء شبكة لخفض المنسوب.
وتدخلنا خلال العمل لتلافى أخطاء الترميم الأثرى السابق، وإعادة الترميم بشكل دقيق بتعقيم وترميم الأسقف الخشبية مع رفع كفاءة سطح المسجد وتغطيته بالكامل بطبقة عازلة لحمايته من الأمطار والشمس. ولدينا عدد من خريجى الآثار قسم ترميم وزعناهم على المشروعات التى بدأها الجهاز في ترميم الأماكن الأثرية تضيف المهندسة مديحة علاء الدين تمراز مدير المكتب الفني بالجهاز: أزلنا كل البياض ووصلنا إلى طوب البناء القديم وأعدنا تلميع الأعمدة الموزاييك وتم تنظيف التيجان بالكمادات وقمنا بالتحديث على ذات الطابع القديم وإعادة ترميم المنبر الأثرى واستكمال النواقص منه. المحراب الرئيسى هو المحراب الملون وبدأنا في معالجته وإزالة الاتساخات والتعديات عليه والوصول إلى الألوان الأصلية، وباختبار المواد الأصلية المستخدمة، واستطعنا إعادة الألوان بنفس المكونات القديمة.
أعدنا بياض الواجهة بنفس الدرجة وبنفس مكونات البياض القديم بعد اختباره مع إزالة الاتساخات على الأعمدة ثم تغليفها بطبقة شمع، وتحديد نوعية البياض بنفس النسب التى توجد في البياض القديم بعد تحليله حتى يمكن استخدامه بما يتناسب مع الطراز المعمارى والخواص الفنية التى دهنت به الحوائط قديماً، وكذلك يتم إجراء الاختبارات والتحليل لنوعية الخشب في الأبواب والمشربيات والشبابيك لاستكمال الأجزاء الناقصة منها بنفس النوع. وهو نفس المنهج الذي يتبعه الجهاز في إعادة تأهيل وترميم ورفع كفاءة كثير من الأماكن الأثرية في القاهرة بدعم من وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار ومتابعة من رئيس الجهاز المركزى للتعمير اللواء محمود نصار الذى لا يبخل بالدعم فى كل مراحل العمل في أي أثر ويمثل تشجيعه دفعا للروح المعنوية لأطقم العمل.
وهنا يقول اللواء محمود نصار التعاون مع إدارة صيانة القصور فى “المقاولون العرب” يسهم في الحفاظ على الآثار التي نعمل فيها نتيجة الخبرات التي تراكمت لدى مهندسيها المختصين فى التعامل مع الآثار الإسلامية والخبرات العلمية والفنية على مدى عقود.. منهم المهندس محمود سالم مدير مشروع السور الذى أكد لـ “تحقيقات بوابة الأهرام” على توفر الخبرة لديهم فى ترميم الآثار، مشيرا إلى أن المشكلات الرئيسية لكل المنشآت الأثرية فى القاهرة هى المياه الجوفية وتأثيرها على أساسات المنشآت الأثرية القديمة، وهو ما يجعلنا نبدأ العمل فى الأساسات من أكبر عمق يمكن أن نصل إليه لتلافى ارتفاع منسوب المياه الجوفية فى الأرض، القيام باختبار التربة التى غالبا ما نجدها طينية غير منتظمة، حتى يمكننا معالجة المشكلة بإحلال تربة جديدة وسن ورمل. وهوما يؤكده المهندس طارق خضر مدير إدارة صيانة القصور والأثار بـ”المقاون العرب”، مشيرًا إلى أن أغلب الأماكن الأثرية في القاهرة تعج الأرض تحتها بالمياه الجوفية، بسبب وجود صهاريج أو أبار مياة، خصوصا في المساجد (تحت صحن المسجد غالبا) وتزداد المياه الجوفية في حالا المساجد التي بها مدارس والذي كان يستلزم وجود صهاريج مياة وحمامات لاستخدام الطلبة، أو أسبلة، وتلك مشكلة لأنها تؤثر على الأساسات والأعمدة وتضعفها وتسبب بها شروخًا، وكثيرا ما تحدث ميولا في المآذن كما في مأذنة مسجد فاطمة الشقرا التي اضطررنا لتفكيكها وترميمها وتقويتها وإعادة تركيبها، هو ما يجعلنا نبدأ عملنا من فحص ودراسة الأرض واساسات المباني، كذلك فإن بعض المباني الأثرية -وبسبب ظهر المياه الجوفية قديما- تم ردمها بتراب أو حجارة أو رخامات وهو ما يخفي الأرضيات الأصلية، فنعمل على إزالة هذه الأرضيات المستحدثة لترميم الأثر بشكل وصورة تتناسب مع أصله، سواء في نوعية المواد المستخدمة حجارة أو خشب أو رخام أو في الأوان والنقوش، ويشير المهندس وليد الشناوي بقوله إلى أن تنوع العصور التي مرت على الأثر وإحداث تغييرات به وإضافة عناصر أو تغيير في نشاطه يهين الأثر ويضعف من قوة أداؤه لوظيفته الأصلية، ولذلك نلجأ من خلال المختصين لدينا بالتعاون مع خبراء الآثار وبموافقة اللجنة الدائمة بإزالة المستحدثات التي طرأت عليه ومعالجة الترميمات السابقة التي شابها بعض العوار والخطأ، ويضيف المهندس أحمد كامل كشيرا إلى أن توفر أحدث الأجهزة العلمية لديهم مثل جهازي المسح الرداري و”ليزر سكان” وفرا الكثير من الجهد والوقت لأنهما ساعدا بصورة علمية دقيقة على تحديد الخلل والمشكلات في الأثر، أو المياه الجوفية الذي نادرًا ما نجد أثرًا لا تحفل الأرض أسفله بها في القاهرة.
وقبة السلطان “قنصوة أبوسعيد”، من الآثار النادرة سواء في انعدام المياه الجوفية تحتها أو في عمارتها الفريدة التي تقف وحيدة وسط المقابر والتي كان البعض يتوجس مما قد يحيق بها من دمار وانهيارها بسبب وجودها وسط شارعين يمتدان ما بين شارعى صلاح سالم والنصر وكثرة حركة السيارات عليهما، وعمر هذه القبة الفريدة معماريا أكثر من خمسمائة عام والتى تعرف لدى العامة باسم “قبة القرافة” لوجودها وسط قرافة المماليك. أنشأها السلطان المملوكى الجركسى قنصوة أبو سعيد فى بداية حكمه عام 904هـ، لتكون مدفنا له، فدفن فيها ابنه الذي توفي بعد عام من حكمه، وبعد عام ثان خلع هو عن العرش، وظلت القبة مهملة خمسمائة عام حتى انتبه إليها الجهاز المركزى للتعمير خلال التخطيط لبدء تنفيذ محور جيهان السادات والذى يمر مساره بجوار القبة فتم التنسيق مع وزارة السياحة وآثار لترميم القبة وتكليف جهاز الفاطمية بالتنفيذ فى إطار أعمال الجهاز للاهتمام بالآثار الإسلامية فى القاهرة، وعن قبة قايتباى تقول المهندسة مديحة علاء الدين تمراز مديرة المكتب الفنى بالجهاز أن العمل استغرق وقتاً بالحفر للوصول إلى أساسات القبة، ووصلنا لأكثر من 6 م حتى يتم تثبيت الأساسات بالحقن والتدعيم في حالة الاحتياج، وللاطمئنان على عدم وجود مياه جوفية تحت منسوب الأساسات وهو ما يطمئننا إلى ثبات القبة وقدرتها على التحمل.
يضيف اللواء وائل مصطفى: قمنا بإعادة ترميم وتدعيم القبة وإعادتها إلى حالتها الأولى التى بنيت عليها، كانت الفتحات والشبابيك مغلقة بالطوب فأزلناه وأعدنا صناعة الشبابيك والأبواب بنفس نوعية الأخشاب ونفس الألوان التي صنعت منها عند إنشائها، بالاستعانة بالدراسات الأثرية والمعمارية لنفس الحقبة التاريخية من أقرب أثر مماثل وبأراء الأثريين المتخصصين، وقمنا بتدعيم أساسات القبة لحفظها من الانهيار، وبالتنقيب الأثرى وصلنا إلى المقبرة داخل القبة، فوجدنا 14 جثة مدفونة فيها من أزمنة متفاوتة أحدثها من 100 عام، ومعها جثة أبن السلطان قنصوة الذي دفن طفلا صغيرا، ولحسن الحظ لم تطلها المياه الجوفية فانعدم تأثيرها فى القبة، وتم تسجيل المقبرة كأثر للحفاظ عليها من الاندثار.
والتوسع فى أعمال الترميم والتأهيل يعنى ضمان تدفق دائم ومستمر للسياحة الدينية سواء الداخلية أو الخارجية التى تحرص على اكتشاف التاريخ الإسلامى المتوارى فى جنبات القاهرة خلف صخب العاصمة وضجيجها وكتلها الأسمنتية، فإعادة ترميم ورفع كفاءة وتحديث هذه الأماكن يضمن إضاءة الوجه الإسلامى لعاصمة نشأت فى ظل الدولة الإسلامية، فتمثلت فنونها وتراثها الحضارى والمعمارى الذى غيبته عشوائية البناء وفوضوية الحركة وإهمال الرعاية.
ورصدت للخطة الاستثمارية لمشروع إعادة توظيف ورفع كفاءة منزل زينب خاتون مبلغ 48,5 مليون جنيه لإعادة توظيفه كمركز ثقافى وقاعات مؤتمرات ومطعم سياحى وهو عبارة عن دور أرضى وأول وثانى بمسطح 600 متر وسيتم اعادة توظيف فراغات الدور الارضى لتكون كافتيريا ومنطقة خدمات، وسيكون الدور الأول قاعة متعددة الأغراض وقاعة مؤتمرات ومنطقة خدمات بها حمامات والدور الثانى كافتيريا وقبة سماوية ولتلافي ما تغاضى عنه الترميم السابق للمنزل الذي تم في تسعينيات القرن الماضى.
وقام مهندسو الجهاز بعمل الجسات والاختبارات للإطمئنان على أساسات المبنى لتدعيم الأساسات، وبناء عليه تم الحفر للوصول إلى أساساته وإحلال لبشة مسلحة والقيام بحقن الأساسات للتدعيم. تقول شيماء إبراهيم عبدالفتاح مشرفة الترميم: إعادة تأهيل منزل زينب خاتون يتم وفق أصول ومبادئ ومواثيق الترميم الأحدث فى العالم بالتعاون مع إدارة صيانة القصور والآثار فى “المقاولون العرب”، ويتم الترميم الدقيق للأخشاب واستبدال الأجزاء التالفة وغير الصالحة بأخشاب جديدة مماثلة لها ولخواصها الفيزيائية والكيميائية، ويتم معالجتها وتشطيبها وفق العناصر الأثرية الموثقة فوتوغرافيا ومعماريا، بنفس الجودة، خصوصا الأبواب والشبابيك والمشربيات. أما الأجزاء الباقية بحالة سليمة فيتم تنظيفها ميكانيكيا ثم كيميائيا ومعالجتها بيولوجيا بالحقن أو الرش وتقوية وتثبيت القشور اللونية المنفصلة ثم تغليفها وحمايتها. ويلاحظ أن أهم ما يقوم به الجهاز الفاطمى فى الأعمال التى يقوم بها لرفع كفاءة وتطوير وترميم الأماكن الأثرية الإسلامية هو البدء من الأساسات بغرض تقويتها وتدعيمها، وحسب تأكيدات اللواء وائل مصطفى فإنهم لا يتدخلون تدخلا جائرا على الأثر، بل يتم العمل بحرص شديد ودقة لمعالجة الآثار السلبية به، ومن أهم سبل الحفاظ على الأثر وترميمه بشكل علمى يقول: يتم استخدام المواد المستعملة فى الترميم من نفس الخامات والدرجة والجودة، ففى “زينب خاتون” مثلا حللنا البياض الأثرى القديم وحددنا مكوناته. وأن أهم ما نركز عليه فى عملياتنا أن يبدأ ترميم الأثر من الأساسات وتدعيمها لتقويتها بعمل “لبشات” مسلحة وصبة أسمنتية أو حقنها للتقوية لضمان الحفاظ على الأثر من الانهيار. مع التأكيد على الحفر للوصول إلى الأساس أو حوله يتم يدويا، ويتم أخذ عينات من الأساسات بعد الحقن والتقوية لتحليلها قبل استكمال العمل بهدف ضمان قوة الأساسات وصلابتها والتأكد من تحقيق الحقن للجودة والقوة المطلوبة.
وبعد الانتهاء من الترميم والتدعيم سيتم إعادة توظيف المنزل واستغلاله استثماريا بإنشاء كافتريات ومطاعم، وفي المحراب الرئيس تم الكشف عن طبقات الألوان والتذهيب الأصلية وأعمال ترميم العناصر الجصية إثنان جانبيين وسط حائط القبلة وأخر على الواجهة الرئيسية، وفي الترميم السابق تم استكمال الشبابيك المفقودة والترميم كعلم يتطور من حيث المواد وطرق التنفيذ.
وبالترميم الدقيق الشامل قمنا بتنظيف وإزالة الأتربة والاتساخات الموجودة على السطح بطريقتى التنظيف المكيانيكية واليدوية وباستخدام الكمادات وما تم تطبيقه على المحاريب، تم أيضاً على الشبابيك الجصية، ونقوم كوزارة الآثار بالإشراف الفنى على العمل الذى بدأ في مسجد عمرو بن العاص في ديسمبر 2021 وأنهينا أكثر من 90% من الأعمال، وسيتم ترميم وإعادة توظيف قصر السكاكينى بقيمة مالية 126 مليون جنيه، ويقع القصر فى منطقة الظاهر وتم بناؤه على يد معماريين إيطاليين على مسطح 2700 م2 ويضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه إلى خمس طوابق ويضم 300 تمثال، وأهم ما يميز هذه الإنجازات هو الاستعانة بالخبرات العلمية والأثرية المتمرسة من إدارة الآثار الإسلامية بالقاهرة.
ويؤكد اللواء وائل مصطفى أن كل الأعمال التى يقوم بها الجهاز تتم بمتابعة يومية وتحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالقاهرة التاريخية، وتعاون من كافة أجهزة الدولة المعنية وبتنسيق كامل.
ويرى شيخ الطريقة الهاشمية الدكتور محمد محمود أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، ونائب رئيس اللجنة االشئون الدينية بالبرلمان أن مراقد آل البيت الكرام تحظى فى هذا العهد برعاية جادة بناء على توجيهات الرئيس السيسي الذي وجه بتطوير مساجدهم إيمانًا بأن الله تعالى حظى مصر بهم، فإن كانت المدينة المنورة مقرًا لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار، فإن مصر هى مقر آل البيت والعترة المباركة الذين قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتى أمان لأمتى”، وهو حديث صحيح ومشهور، على ذلك فإن وجود آل البيت الكرام فى مصر هو من أسباب حفظ الله لهذا البلد الطاهر، هم وأنبياء الله الذين وطؤوها، فهى موطن ميلاد ونشأة سيدنا عيسى ومنزل ومقر السيدة البتول الطاهرة مريم ابنة عمران وسيدنا المسيح.
ومقر سيدنا يوسف وفيها دفن شقيقه سيدنا بنيامين، وهى موطن سيدنا إدريس ومركز التجلى الأعظم وغيرهم الكثير من الصحابة والقديسين والأبرار، وهو ما يوجب علينا الاهتمام بمسار العائلة المقدسة ومناطق إقامة وأضرحة وظهور الأولياء والأنبياء وأهل البيت الكرام، وهو ما نشهده الآن بتطوير هذه المقامات وجعلها لائقة لمراقدهم الشريفة، ويتم العمل حاليًا بتعاون جهات عدة فى الدولة مع جهاز تطوير القاهرة الفاطمية لشارع “الأشراف” الذى يحظى ويشرف بالعديد منهم مثل السيدات سكينة بنت الحسين وأمها الرباب بنت إمرؤ القيس، وعاتكة ورقية وفاطمة النبوية وغيرهن ومعهد الإمام محمد بن سيرين من أعلام التابعين وسيدنا محمد بن الحنفية ابن سيدنا على بن أبي طالب، والأخ غير الشقيق لسيدنا الحسن والحسين.
وهذه المنطقة التى تبدأ من مقام السيدة نفيسة إلى السيدة زينب وتتفرع إلى القرب من المسجد الأزهر، وبه مقام السيدة فاطمة النبوية وضريح سيدنا بنيامين شقيق سيدنا يوسف، هذه المنطقة التى تشهد التطوير الآن ستكون من أهم مناطق الجذب السياحى، خصوصا السياحة الدينية، لأن أعدادًا غفيرة تجئ من كل حدب وصوب لزيارة هذه الأضرحة الشريفة.
تجديد القاهرة الفاطمية تجديد القاهرة الفاطمية تجديد القاهرة الفاطمية تجديد القاهرة الفاطمية تجديد القاهرة الفاطمية اللواء محمور نصار اللواء وائل مصطفى اللواء دكتور مدحت مصطفى دكتور محمد محمود أبو هاشم م. طارق خضر
#بتكلفة #تزيد #على #مليون #جنيه #تجديد #عمرو #بن #العاص #وزينب #خاتون #وقنصوة #بن #سعيد #وتحديث #ملاعب #شيحا #بوابة #الأهرام
تابعوا Tunisactus على Google News