“بريكس” يتوسع.. نظام اقتصادي عالمي جديد في مواجهة الهيمنة الغربية
بأكثر من 3 تريليونات دولار.. والسيطرة على 30% من حجم الاقتصاد العالمي.. وضم حوالى نصف سكان العالم .. حقق تجمع “بريكس” مكاسب ضخمة من خلال ضم 6 أعضاء جدد إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة التي تضم أكبر التكتلات السكانية وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.
دول بريكس الخمس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، اتفقت في قمتها السنوية في جوهانسبورج على منح مصر والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية والأرجنتين وإثيوبيا وإيران العضوية الكاملة اعتبارا من الأول من يناير 2024.
الخبراء يتوقعون أن يسهم ضم الدول الست في تعزيز التنمية ورفع مستوى الاستثمارات وزيادة القوة الاقتصادية للمجموعة وتعزيز نفوذها وتوسعها عالميا في مواجهة التكتلات الاقتصادية الأخرى.
تعد مجموعة “بريكس” (BRICS) تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في 2006، حتى أصبحت مجموعة بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظرا لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، مما جعلها محط اهتمام عديد من الدول الأخرى.
– مصر: نعتز بثقة دول التجمع
الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان بعد دعوة بريكس بلاده بالانضمام إلى عضويتها، قال: “أثمن إعلان تجمع بريكس دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارا من يناير 2024 ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة”.
وذكر إن مصر تتطلع للعمل على “إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية”.
– الصين: حدث تاريخي
الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تعد بلاده الأقوى في مجموعة الدول غير الغربية التي تمثل ربع اقتصاد العالم، إن “توسيع العضوية هذا حدث تاريخي”.
– إيران: نجاح لسياستنا الخارجية
تعتبر ايران ان انضمامها لتجمع بريكس مؤشرا على نجاح سياستها الخارجية.
– الامارات: نقدر موافقة القادة
رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد قال “نقدر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة”.
– إثيوبيا: لحظة عظيمة
قال أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا إن قرار مجموعة بريكس دعوة إثيوبيا للانضمام إليها “لحظة عظيمة”.. وأن بلاده تريد التعاون من أجل نظام عالمي شامل ومزدهر.
– الأرجنتين: دور مهم لبريكس في فترة صعبة عالميا
وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن مسارا جديدا ينفتح أمام الأرجنتين بالانضمام إلى مجموعة بريكس .. بسبب الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للمجموعة في فترة صعبة عالميا .. مشيرا الى انها فرصة عظيمة لتعزيز قوة الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية، مع ضعف العملة وشح الاحتياطات الأجنبية وزيادة التضخم.
– البرازيل: سنظل منفتحين لضم مرشحين جدد
رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قال إن اهتمام الدول الأخرى بالانضمام لمجموعة بريكس أظهر مدى أهميتها في مساعي إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد. وأوضح لولا سنظل منفتحين لضم مرشحين جدد.
– مصر في “بريكس”
استفادة كبرى تجنيها مصر من انضمامها لتكتل بريكس، بل سيتفتح نافذة عظمى لجذب الاستثمارات، وأبواب كبيرة للصادرات وتفيد مصر في سد عجز العملات الأجنبية بمستويين أحدهم سريع والأخر يستوجب مزيدا من الوقت، أولهم أن هذه الدول تتبادل التوريد والتصدير بعملاتها المحلية بعيدا عن الدولار، وهو ما يوفر سلع عالمية بعملة محلية.
انضمام مصر سيجعلها تستفيد من بنك التنمية الجديد التابع لبريكس، وقد يكون بديلا عن صندوق النقد الدولي.
3- تريليون دولار ونصف سكان العالم.. مكاسب التوسع
قبل التوسع .. كانت دول بريكس الخمسة تمثل ربع الاقتصاد العالمي، وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة (أكثر من 40 % من سكان العالم) وتوفر حاليا 31.5 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (نحو 27 تريليون دولار)، و18% من التجارة العالمية وفقا لصندوق النقد الدولي وبحلول عام 2030 كانت ستخلق “بريكس” أكثر من 50 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ولكن بعد التوسع ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، فإن الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية للدول التي ستنضم اعتبارا من عام 2024 هو كالتالي:
السعودية 1.06 تريليون دولار، والأرجنتين 641.1 مليار دولار، والإمارات 498.9 مليار دولار، ومصر 387.11 مليار دولار، وإيران 367.9 مليار دولار، وإثيوبيا 156.08 مليار دولار.
وهو ما يشكل حوالي 3.1 تريليون دولار.
وبهذا يصل الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس بعد التوسع إلى 30 تريليون دولار بما يمثل حوالي 30% من حجم الاقتصاد العالمي.
ومع ارتفاع عدد دول مجموعة بريكس إلى 11 دولة .. أصبح عدد سكان دول المجموعة أكثر من ثلاثة مليارات و670 مليون نسمة أي مايقارب نصف سكان العالم فيما كانت هذه النسبة عند نحو 40% قبل انضمام هذه الدول.
التوسع الكبير للمجموعة يظهر أيضا على حجم اليابسة التي أصبحت تسيطر عليها، فقبل انضمام الدول الست كانت بريكس تشكل نحو ربع مساحة اليابسة في العالم وبعد انضمام هذه الدول ستستحوذ بريكس على نحو 32 % من مساحة اليابسة في العالم.
– عملة “بريكس” مقابل الدولار
دول مجموعة بريكس تطمح إلى إنشاء عملة مشتركة في محاولة لتحدي الهيمنة الدولارية، حيث ترى أن عملة “بريكس” التي لا تزال تحت التطوير، تسمح لدول المنظمة بفرض سيادتها الاقتصادية أمام الدولار وتقليل اعتماد اقتصادات العالم على نظام الدولار المهيمن وأن تنهي اعتماد الدول النامية على الدولار.
لكن من غير المتوقع أن تؤتي العملة المشتركة – في حال الاتفاق على تأسيسها – بثمارها قريبا، لذا تسعى دول المجموعة إلى إيجاد البديل والذي يتمثل في زيادة استخدام العملات المحلية في المعاملات التجارية بينها.
في مارس 2023، قال ألكسندر باباكوف، نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، في نيودلهي إن روسيا تقود الآن تطوير عملة جديدة، سيتم استخدامها للتجارة عبر الحدود من قبل دول البريكس.
– القمة الـ15 للمجموعة
في عاصمة جنوب أفريقيا عقدت القمة الـ15 للمجموعة، تحت شعار “بريكس وأفريقيا” بمشاركة نحو 50 رئيس دولة وحكومة.
وخلال أيام 22 وحتى 24 أغسطس، حضر القمة قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومثل روسيا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف.
وتسعى المجموعة إلى إعادة تشكيل النظام العالمي ومواجهة “الهيمنة” الغربية.
وهيمنت الدعوات الرامية إلى توسيع مجموعة بريكس على جدول أعمال قمتها التي استمرت ثلاثة أيام وكشفت عن الانقسامات بين الكتلة بشأن وتيرة ومعايير قبول أعضاء جدد.
لكن المجموعة التي تتخذ قراراتها بالإجماع، اتفقت على “المبادئ التوجيهية لعملية توسيع بريكس ومعاييرها وإجراءاتها”.
– الدول التي طلبت الانضمام لـ”بريكس”
تفيد التقارير بتلقي تحالف بريكس رسمياً طلبات من 25 دولة للانضمام إلى الكتلة.
الدول التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام هي أفغانستان والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنجلاديش وبيلاروسيا ومصر وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والمكسيك ونيكاراغوا ونيجيريا وباكستان والمملكة العربية السعودية والسنغال والسودان وسوريا والولايات المتحدة، والإمارات وتايلند وتونس وتركيا وأوروجواي وفنزويلا وزيمبابوي.
– البيان الختامى لقمة بريكس
جدد قادة بريكس في البيان الختامي المشترك التزامهم بالتعددية الشاملة ودعم القانون الدولي، بما في ذلك المقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة باعتبارها حجر الزاوية والدور المركزي للأمم المتحدة في نظام دولي تتعاون فيه الدول ذات السيادة من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في الحفاظ على السلام والأمن ودفع عجلة التنمية المستدامة وضمان تعزيز وحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع.
وأشار البيان إلى أن البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا تقدم دعمها الكامل لروسيا في رئاستها لمجموعة البريكس عام 2024 وعقد القمة الـ16 لبريكس في مدينة كازان بروسيا.
كما جددت بريكس التزامها بروح المجموعة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتفاهم والمساواة في السيادة والتضامن والديمقراطية والانفتاح والشمول وتعزيز التعاون والتوافق
المجموعة دعت خلال القمة إلى زيادة تمثيل الأسواق الناشئة والبلدان النامية في المنظمات الدولية والمنتديات المتعددة الأطراف التي تلعب فيها هذه الأسواق دورا هاماً.
ودعت مجموعة بريكس الاقتصادية إلى الإسراع في وضع الصيغة النهائية للاتفاقية الشاملة بشأن الإرهاب الدولي واعتمادها في إطار الأمم المتحدة، وإلى إطلاق مفاوضات متعددة الأطراف بشأن اتفاقية دولية لقمع أعمال الإرهاب الكيميائي والبيولوجي، في مؤتمر نزع السلاح.
ورحبت المجموعة بأنشطة الفريق العامل المعني بمكافحة الإرهاب التابع لمجموعة البريكس ومجموعاته الفرعية الخمسة استنادا إلى استراتيجية البريكس لمكافحة الإرهاب وخطة عمل البريكس لمكافحة الإرهاب، معربة عن تطلعها إلى مواصلة تعميق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وكررت المجموعة في بيانها الختامي دعمها لأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ولجهود أفريقيا نحو التكامل، بما في ذلك من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وبحسب البيان المشترك، أكدت المجموعة الاقتصادية أهمية تعزيز الشراكة بين بريكس وأفريقيا لفسح المجال أمام فرص متبادلة المنفعة لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية.
وأشارت المجموعة الاقتصاية إلى أنها تدرك الحاجة الملحة إلى انتعاش قطاع السياحة وأهمية زيادة التدفقات السياحية المتبادلة، متعهدة بالعمل على تعزيز تحالف بريكس للسياحة الخضراء لتعزيز التدابير التي يمكن أن تشكل قطاع سياحي أكثر مرونة واستدامة وشمولا.
وأضاف البيان:”إدراكا لأن دول البريكس تنتج ثلث الغذاء في العالم، فإننا ندعو إلى ضرورة إحراز تقدم في مجال الزراعة وإنشاء نظام تجاري زراعي منصف وموجه نحو السوق العالمي، والقضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة والنظم الغذائية، وتنفيذ ممارسات زراعية مرنة”.
– ما هو تجمع “بريكس”
“بريكس” هو تكتل يضم أكبر وأسرع الدول نموا في الاقتصادات الناشئة على رأسها الصين التي تمثل قوة عظمى اقتصاديا في الاستثمار وفي الصناعة وفي التصدير في الاستيراد، وكذلك الهند علاوة على روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وهى من أكبر 30 دولة من حيث الناتج المحلى.
تأسست بريكس عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورج الروسية وكانت تضم أربع دول فقط بدون جنوب أفريقيا.
واقترح مصطلح اختصار “بريك” في عام 2001 جيم أونيل، رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية في شركة “جولدمان ساكس”، وقد جاء الاسم اختصارا للأحرف الأبجدية الأولى باللغة اللاتينية لكلا من البرازيل وروسيا والهند والصين.
وعندما انضمت جنوب أفريقيا إلى “بريك” في فبراير 2011، بدأت المجموعة تحمل اسم “بريكس”.
عقدت أول قمة “بريك” واسعة النطاق بمبادرة من الجانب الروسي في 16 يونيو 2009 في يكاترينبورج، وحضر القمة الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، والرئيس البرازيلي، لويس لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينج، ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جينتاو.
في أبريل 2010، عقدت القمة الثانية لقادة دول “بريك” في برازيليا (البرازيل)، وعقدت القمة الثالثة لقادة دول “بريكس” في أبريل 2011 في سانيا (الصين)، وعقدت مؤتمرات القمة اللاحقة في مارس 2012، في نيودلهي (الهند)، في مارس 2013 في ديربان (جنوب أفريقيا)، وفي يوليو 2014 في فورتاليزا (البرازيل)، وفي يوليو 2015 في أوفا، وفي أكتوبر 2016 في جوا (الهند)، في سبتمبر 2017 في شيامن (الصين)، وفي يوليو 2018 في جوهانسبرج (جنوب أفريقيا)، وفي عام 2019 في عاصمة البرازيل.
وعلى مدى العقد الماضي، تطورت مجموعة “بريكس” إلى شراكة إستراتيجية متعددة التخصصات تقوم على ثلاث “ركائز” رئيسية – السياسة والأمن، والاقتصاد والتمويل، والثقافة والعلاقات الإنسانية، وتبنى العلاقات بين شركاء “بريكس” على أساس المساواة والاحترام المتبادل، فضلا عن مبادئ الانفتاح والتضامن وعدم التوجيه ضد الأطراف الثالثة.
وتمثلت إحدى المراحل المهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية بين دول “بريكس” في إطلاق مشروعين: هما بنك التنمية الجديد ومجمع احتياطات النقد الأجنبي المشروط والمصممين للمساعدة في زيادة استقرار النظام المالي العالمي، وكذلك تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.
– بنك التنمية الجديد (NDB)
اعتبارا من 30 يناير 2023، وافق بنك التنمية الوطني على 83 مشروعا استثماريا يبلغ مجموعها أكثر من 30.1 مليار دولار.
وأطلق البنك في مارس 2020 برنامج مساعدة بقيمة 10 مليارات دولار لمكافحة جائحة “كوفيد -19” والتغلب على عواقبه الاجتماعية والاقتصادية.
وفقًا لقرار قادة دول “بريكس”، بدأ بنك التنمية الوطني في توسيع تكوين المساهمين. أصبحت بنجلاديش والإمارات العربية المتحدة عضوين جديدين في البنك في عام 2022، ومصر في مارس 2023، وعند الانتهاء من الإجراءات المحلية ستتصدر أوروجواي العضوية في البنك.
وفي عام 2018، تم افتتاح المركز الإقليمي الأفريقي لـ”NBR”في جنوب أفريقيا في 2019 و2020 و2022، تم إنشاء هياكل مماثلة في البرازيل وروسيا والهند
– مجمع احتياطيات النقد الأجنبي المشروط
في عام 2015، دخل حيز التنفيذ اتفاق على مجموعة من احتياطيات النقد الأجنبي المشروطة بمبلغ 100 مليار دولار، والتي أصبحت آلية تأمين في حالة حدوث أزمة لاي دولة من الأعضاء بالمجموعة.
#بريكس #يتوسع. #نظام #اقتصادي #عالمي #جديد #في #مواجهة #الهيمنة #الغربية
تابعوا Tunisactus على Google News