“بن عروس المغاربي”: المكتبات بعد كورونا
في نهاية كانون الثاني/ يناير عام 2017، أُعلن عن تأسيس “الاتحاد المغاربي للمكتبات ومرافق المعلومات”، في اختتام الدورة الثالثة من “ملتقى بن عروس المغاربي للكتاب والمطالعة”، على أن يكون مقرّه في تونس، ويهدف الاتحاد إلى وضع استراتيجيات لمشاريع مشتركة في المكتبات المغاربية، وخطط لتحديث البرمجيات المتعلّقة بعملها.
لكن الاتحاد لم يفعّل على النحو المأمول طوال السنوات الأربع الماضية، رغم تضاعف الاهتمام بعلم المكتبات في الآونة الأخيرة نتيجة التطوّر المتلاحق في آليات التصنيف وتقنيات الأرشفة الرقمية، والحاجة الماسّة لدى العديد من المؤسسات لعمليات حفظ المعلومات وأرشفتها.
كما توقّف الملتقى عن الانعقاد إلى أن تمّ برمجة دورة رابعة في نيسان/ أبريل الماضي، لكنها تأجلّت بسبب انتشار فيروس “كوفيد – 2019″، ثم انطلقت عند العاشرة من صباح اليوم الأربعاء تحت شعار “المكتبات في عالم متغيّر: الابتكار والقيادة والرؤية”، وتتواصل ليومين بتنظيم من “جمعية أحباء المكتبة والكتاب ببن عروس” و”الفهرس العربي الموحّد”.
التحدي المطروح أمام المكتبات هو القدرة على التحكّم في التكنولوجيا الرقمية
يشير بيان المنظّمين إلى أن “التحدي المطروح أمام المكتبات المغاربية والعربية هو القدرة على التحكّم في التكنولوجيا الرقمية وفرض نفسها كوسيط أو دليل موثق للقارئ في العالم الرقمي، بهدف استرجاع مكانتها وإنجاز رسالتها في بناء مجتمع المعرفة والدفاع عن القيم الاجتماعية للمعلومة (مثل عدالة المعلومة وحق الوصول إليها) والتواصل مع الجمهور ومواكبة التحولات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها المكتبات المغاربية”.
بات هذا التحدي موضع تداول لدى العديد من إدارات المكتبات العربية بعد حلول جائحة كورونا، نظراً إلى عدم استعداد معظمها لتقديم خدمات رقمية تتيح للقراء الوصول إلى كافة محتوياتها بيسر وسهولة في حال إغلاقها كما حدث خلال فترات سابقة.
يناقش المشاركون خمسة محاور، هي: استخدام تكنولوجيا الرقمنة ومنها التعامل مع الحوسبة السحابية ونظم المعلومات مفتوحة المصدر والبيانات المترابطة المفتوحة، وإدارة المعرفة وقيادة التغيير وتشمل استرجاع المعلومات والتقييم ورصد المعلومات والأخبار الزائفة وتدريب القراء على التحكم في المعلومات، والتنمية المستدامة وفق برنامج الأمم المتحدة 2030، والقراءة والكتاب ويتضمّن القراءة الرقمية وسلوكيات الجمهور، والتكوين ومهن المعلومات ويضيء الاتجاهات الحديثة في تدريس علوم المكتبات والمعلومات: الجودة والاعتماد الأكاديمي والتعليم عن بعد والتعليم المفتوح في علوم المكتبات والمعلومات.
من بين الأوراق المشاركة: “المكتبات والتحولات المهنية والتكنولوجية في عالم متغير” لـ علي المرزوقي، و”الوجه الآخر للتحولات المهنية وأشكال التواصل الجديدة” لـ آمنة مدني، و”التطور والنماء في عالم المكتبات” لـ عزيزة فضل، و”المكتبات وجائحة كورونا” لـ وحيد قدورة، و”المسؤولية الاجتماعية للمكتبات” لـ عبد الرحيم بالحاج، و”دور خدمات المعلومات بمكتبات المستشفيات والمسؤولية الاجتماعية تجاه المرضى” لـ نادية العزابي.