بودن ودبيبة يشرفان على لقاء رفيع المستوى بين وفدي البلدين
مثّل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بين تونس وليبيا، محور لقاء رفيع المستوى بين وفدي البلدين، انعقد اليوم الاربعاء بقصر الحكومة بالقصبة، برئاسة كل من رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان عن الوفد التونسي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة عن الوفد الليبي، الذي يؤدّي زيارة إلى تونس تستغرق يومين.
وأكّدت بودن في مستهل الاجتماع، وفق بلاغ لرئاسة الحكومة، أهميّة هذا اللقاء الذي يمثل مناسبة متجددة لمزيد تعزيز علاقات التضامن والتعاون بين تونس وليبيا، في ظلّ سياق إقليمي ودوليّ بات يفرض توحيد الجهود لمزيد التقارب والتعاون، تأكيدا للطابع الاستراتيجي للعلاقات التونسية الليبية. كما جددت رئيسة الحكومة، موقف تونس الثابت بالوقوف إلى جانب الأشقاء الليبيين، ودعم جهودهم من أجل إيجاد تسوية مستدامة للوضع في ليبيا تُعيدُ إليها الأمن والاستقرار، مشددة أن تونس لن تدخر أي جهد من أجل المساعدة على المضي قدما نحو حوار ليبي-ليبي وتحقيق المصالحة، بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها الوطنية.
وأضافت أن تونس تظل خير سند لليبيا الشقيقة حتى استكمال استحقاقاتها الانتخابية، بما يساهم في دعم مسارها الديمقراطي، واستعادة تعافيها، وتركيز مؤسساتها الدستورية الدائمة، تحقيقا لتطلعات وآمال شعبها، وترسيخا لمكانتها كطرف وازن في محيطها الإقليمي والدّولي.
كما أعربت عن ارتياحها للخُطوات التّي تحققت على درب استعادة النسق الطبيعي للتعاون الاقتصادي والتجاري مع ليبيا، رغم الظَّرف الصعب الذّي خلفته جائحة كوفيد-19، والذّي ضاعفت من حدّته الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الخطيرة على مختلف الأصعدة. ودعت في هذا الجانب، إلى مزيد تكثيف الاتصالات ودفع نسق التشاور والتنسيق، واستكشاف آفاق جديدة واعدة للتعاون والشراكة، إضافة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تسوية الملفات العالقة وتسهيل الإجراءات وتبسيطها، وإزالة جميع العقبات التّي ما تزال تحول دون تحقيق النُقلة النوعية المنشودة في التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتطوير الاستثمارات والتعاون في المجال المالي والمصرفي، والنهوض بالمبادلات التجارية. وأكدت بودن أن تونس تسعى، بالتنسيق مع الجهات الليبية ذات العلاقة، إلى تهيئة جميع الظروف لتيسير تنقل العائلات ومراعاة الحالات الإنسانية، وتيسير انسيابية وتدفق السلع والخدمات في الاتجاهين، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الجانبين في المجالين الصحي والأمني، وكذلك تحقيق الأمن الغذائيّ والطاقي من أجل مواجهة ما فرضته التطورات الدولية من تحديات مستجدّة.
وذكّرت بضرورة وضع الآليات المناسبة لتحقيق الاستفادة من المزايا التكاملية بين البلدين، وما يتوفر فيهما من خبرات وتجارب ناجحة في مجالات الموارد البشرية والتكوين المهني والتكنولوجيات الحديثة والصحة والتعليم والنقل والسياحة.
كما أبرزت الدور المحوري للقطاع الخاصّ في البلدين، لمزيد تنشيط العلاقات الثنائية واستثمار الإمكانيات الهامة لبناء الشراكات وجلب الاستثمارات وبعث الشركات، على المستوى الثنائيّ وضمن التعاون الثلاثي أيضا، لاسيّما باتجاه السوق الإفريقية الواعدة، وتطوير التبادل التجاري مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، التي تعتبر امتدادا تنمويا وأمنيا وبشريا لكلا البلدين.
زعزعة للاستقرار في ليبيا يمثل خطرا على تونس
من جانبه، أكّد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، على العلاقات المتميّزة التي تجمع ليبيا وتونس والتي “لا يمكن المساس بها”، ملاحظا أن التطورات المتسارعة للأوضاع على الصعيدين الدولي والإقليمي، تفرض تعزيز العمل المشترك وتوحيد السياسيات في مواجهة هذه التحديات المتزايدة.
وشدد على أن الشعب الليبي مصمم على فرض ارادته وتحقيق آماله وطموحاته في انهاء كل المراحل الانتقالية التي فرضت الفوضى والتخبط، والعبور إلى مرحلة البناء والتنمية، مبيّنا أنّ الشعب الليبي يعول أكثر من أي وقت مضى على دول الجوار وخصوصا دول الجوار المغاربي في تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا.
كما اعتبر أن أي خطر أو زعزعة للاستقرار في ليبيا يمثل خطرا على تونس، مؤكدا أن هدف البلدين المشترك يتمثل في ضمان حياة حرة وكريمة للشعبين، وتمهيد الطريق لبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة.
ودعا الدبيبة، إلى ضرورة تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل وتبادل الخبرات والقدرات في كل المجالات، والعمل على تشكيل فرق عمل مشتركة تضم خبراء من البلدين في كل القطاعات، لتحديد الأهداف السياسية والأمنية والاقتصادية المشتركة، ووضع الآليات اللازمة خاصة فيما يتعلق بأولويات التعاون وعلى رأسها التنسيق الأمني وتبادل المعلومات ومحاربة التنظيمات الإرهابية وعصابات الإجرام المنظم،
وأبرز أهمية التنسيق المشترك في تسيير المنافذ الحدودية بين البلدين، والعمل على انهاء الإشكاليات التي يواجهها عدد كبير من المواطنين ورجال الأعمال الليبيين في المعابر الحدودية.
وكان تعزيز علاقات التضامن والتعاون بين تونس وليبيا وتطوير الشراكة لتشمل مختلف المجالات، أبرز محاور اللقاء الثنائي الذي جرى صباح اليوم بين رئيسة الحكومة ونظيرها الليبي بقصر الحكومة بالقصبة قبل ترؤسهما اللقاء رفيع المستوى بين وفدي البلدين.
#بودن #ودبيبة #يشرفان #على #لقاء #رفيع #المستوى #بين #وفدي #البلدين
تابعوا Tunisactus على Google News