بينها ‘بطاقة زرقاء’ ومنحة مالية: خبير في الطفولة يقترح جملة من الآليات للنهوض بواقع أطفال التوحد

أكد الخبير في مجال الأسرة والطفولة ابراهيم الريحاني اليوم الأحد، أن النهوض بواقع أطفال التوحد في تونس يمكن تحقيقه باعتماد مقاربة تشاركية شاملة وعبر تفعيل عدد من الآليات في هذا الصدد.

واعتبر الريحاني في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن جميع الهياكل الحكومية المعنية بملف أطفال التوحد تعتمد على مجرد حلول ترقيعية ومشتتة لم تكن ناجعة في تقديم الإحاطة اللازمة لهذه الفئة من الأطفال التي تشكو الإقصاء و التهميش وتعاني أسرها معاناة مادية ومعنوية قاسية.

ودعا الخبير في هذا الخصوص الى ضرورة ضبط منشور مشترك بين وزارات التربية و الشؤون الاجتماعية و الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن والتكوين المهني والتشغيل و الشباب والرياضة، يتم فيه تحديد مهام كل جهة بشكل منسق ومتكامل من أجل توفير إحاطة شاملة لأطفال التوحد تضمن حقوقهم في الإدماج المدرسي وفي الصحة الجسدية والنفسية و الترفيه، إلى جانب تمتيعهم بجملة من الامتيازات التي من شأنها أن تخفف على أسرهم أعباء العناية بهم.

ومن بين الآليات التي اقترحها الخبير أن تسند وزارة الشؤون الاجتماعية “بطاقة زرقاء” لهذه الفئة عوضا عن بطاقة الإعاقة التي توزعها عليهم مشيرا الى أن البطاقة الزرقاء التي يعد لونها الرمز العالمي لأطفال التوحد من شأنها أن تسهل عملية تمييز هذه الفئة من الأطفال عن باقي الأطفال.

،وأضاف أن الاستظهار بالبطاقة الزرقاء سيمكن أطفال التوحد من التمتع بمجانية التنقل و الانخراط في الأنشطة الرياضية و خاصة منها السباحة لأهمية هذه الرياضة في مسار علاجهم.

واقترح الخبير أن تتولى وزارة التشغيل و التكوين المهني توفير المرافقين المدرسيين لأطفال التوحد وذلك ضمن عقود الإعداد للحياة المهنية تمتد على 4 سنوات بدلا من سنتين كما هو معمول به أو ضمن عقود العمل التطوعي، فضلا عن التزام وزارة الأسرة بإسناد منحة قيمتها 200 دينار لكل روضة أطفال تحتضن طفلا مصابا بطيف التوحد.

وطالب الخبير بضرورة إحصاء عدد أطفال التوحد وتوزعهم الجغرافي و شرائحهم العمرية ودرجات إصابتهم ضمن منظومة معلوماتية تتوفر لدى كل الهياكل الحكومية المنخرطة في هذا الملف.

وذكر الخبير أن تونس تشارك سنويا في الاحتفال باليوم العالمي للتوحد الموافق لـ 2 أفريل من كل سنة عبر رفع العديد من الشعارات وعقد جملة من الندوات لكن دون توفر إرادة سياسية حقيقية للنهوض بهذه الفئة حسب تقديره.