بينها تمثال على هيئة الملكة “نفرتيتى”.. قصة 4 تماثيل تخلد أعياد الفن
خصصت مجلة الكواكب الفنية عددها الـ245 والصادر بتاريخ 10 أبريل من العام 1956، ملفًا خاصًا عن المهرجانات الفنية، تحديدًا المهرجانات السينمائية. وتحت عنوان 4 تماثيل تخلد أعياد الفن، تتبع محرر الكواكب الأصل التاريخي والمنشأ الذي خرجت عنه فكرة تخصيص تماثيل كجوائز فنية، ومن بينها جائزة الأوسكار. ويستهل المحرر لافتًا إلى أن هذه التماثيل تنبض بالحياة، فهي رمز النجاح والتفوق، فلا عجب إذا تركز عليها اهتمام الفنانين، إلا أن الحصول على واحد منها هو غاية ما يصبو إليه كل فنان، ووراء هذه التماثيل قصص لا تقل طرافة عن قصص الفنانين الذين يفوزون بها.أما عن الجوائز والمهرجانات المصرية، فيشير محرر الكواكب إلى أن أولى هذه الجوائز، هي جائزة “مصر للسينما”، ويوضح: هذا هو الاسم المؤقت الذي يطلق الآن على أحدث التماثيل التي نستعرضها، وإن كان التفكير فيه يرجع إلى سنوات طويلة، فمنذ أكثر من عشرين عامًا كانت هناك جماعة اسمها “جماعة النقاد السينمائيين”، وكان تمثال الأوسكار الأمريكي قد ولد منذ خمس سنوات، ففكرت تلك الجماعة في أن تبتكر تمثالًا مثله تهديه كل عام كجائزة للأفلام الناجحة والمشتركين فيها.ــ حكاية أحمد بدرخان مع تمثال الأوسكارويمضي محرر الكواكب في حديثه، لافتًا إلى أنه كان المخرج أحمد بدرخان ضمن أعضاء تلك الجماعة- جماعة النقاد السينمائيين- ولم يكن قد سافر بعد إلى فرنسا، وإنما كان يشتغل بالصحافة الفنية، وقد شاءت الظروف ألا يرى التمثال النور وقتذاك، إذ لم تكن وسائل جماعة النقاد السينمائيين لتسعفهم بنفقات مثل هذا التمثال، فكان أن طويت فكرته إلى حين.ومنذ سنوات قريبة اتجهت النية إلى إقامة مهرجان سينمائي سنوي بمصر، في ميعاد دوري شأن المهرجانات السينمائية التي تقام في أوروبا وأمريكا، وكان ضمن برنامج هذا المهرجان إهداء رمزي للأفلام الفائزة وللمشتغلين بها، كما كانت هناك فكرة أن يتخذ هذا التمثال شكل الملكة المصرية القديمة “نفرتيتي”، ولكن مشروع المهرجان تأجل بالرغم من أنه كان قد دخل في طور التنفيذ، وتحدد موعد إقامته، وبالتالي طويت فكرة التمثال مرة أخرى، كما طويت في المرة الأولى، إلى أن فرضت وزارة الإرشاد القومي “قرش السينما” على مشاهدي الأفلام، وخصصت حصيلته للنهوض بالسينما المصرية.- جائزة مصر للسينماوقد تبع هذا الإعلان عن إقامة مسابقة سنوية للأفلام التي تعرض كل عام، تقدم فيها جوائز مالية للأفلام الفائزة والمشتركين فيها، فضلًا عن تقديم تمثال برونزي باسم “جائزة مصر للسينما”، للفيلم الذي ينال أعلى الدرجات.وفي هذه المرة قدر للتمثال المنتظر أن يولد، لقد أقيمت المسابقة بين أفلام عام 1954- 1955، وأعلنت عن نتيجتها التي عرفها الجميع في وقتها، كما وزعت الوزارة في المهرجان الذي أقيم يوم الأحد الماضي جوائز هذه المسابقة على الفائزين، كما قدم تمثال “جائزة مصر للسينما” للفيلم الفائز، وهو فيلم “ارحم دموعي”.- قصة تمثال الأوسكارويذكر المحرر قصة تمثال الأوسكار الشهير: ويعتبر تمثال “الأوسكار” أكبر التماثيل السينمائية سنًا، فقد رأي النور أول مرة في هوليوود عام 1929، عندما خصصت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، كجائزة سنوية تقدم إلى أحسن من يقدم عملًا فنيًا في كل ناحية من نواحي العمل في السينما، وحتى عام 1921 لم يكن للتمثال اسم معين، كان يعرف فقط بأنه “جائزة أكاديمية الصور المتحركة”، إلى أن دخلت فتاة عينت سكرتيرة في دار الأكاديمية بهوليوود، إلى مكتب أحد أعضاء الأكاديمية فرأت التمثال موضوعًا فوق المكتبة، فما كادت تلقي نظرة على التمثال حتى صاحت: “إنه يشبه عمي أوسكار”، وكان أحد الصحفيين موجودًا بالمكتب في هذه اللحظة فسجل الاسم في جريدته.ــ هنريتا جائزة شبيهة بالأوسكارويضيف محرر الكواكب: وفي هوليوود جمعية للصحفيين الأجانب رأت أن تقيم في كل عام مهرجانًا لاختيار أحب النجوم إلى الجماهير، وكان أن أقامت هذه الجمعية أول مهرجان لها في عام 1951 لكنها لم تقمه في هوليوود نفسها شأن مهرجان توزيع تمثال “أوسكار”، بل أقامته في مشتى “بالم سبرينجز”، ولم تكتف الجمعية بإعلان أسماء أحب النجوم في الصحف التي يعمل فيها أعضاؤها، بل رأت أن يقترن اختيارها لأحب النجوم بتقدير رمزي ملموس، وكان أن صنعت تمثالًا قدمته إلى النجوم الذين وقع عليهم الاختيار، وكان تمثال امرأة لها جناحان، وقد رفعت ذراعيها إلى السماء حاملة إكليلًا من الزهور، وأطلق عليه اسم “هنريتا” وهو اسم أول عضوية في الجمعية، وقد كان أول ممثل وممثلة فازا بهذا التمثال هما النجمة “جين وايمان” والنجم “جريجوري بيك”.ــ تمثال النجم الفضيوعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في عام 1945، رأت جريدة “الديلي ميل” البريطانية أن تساهم في إنهاض صناعة السينما بانجلترا، وكان أن قررت إقامة مهرجان سنوي للأفلام الإنجليزية، تقدم فيه لأحسن هذه الأفلام والعاملين فيها، “جائزة الفيلم الوطني”، وقد استقر الرأي على أن تكون هذه الجائزة عبارة عن تمثال شبيه بتمثال “الأوسكار”، وكان أن صنع هذا التمثال من الفضة وأطلق عليه اسم “النجم الفضي”.وعقدت جريدة “الديلي ميل” أول مسابقة لتوزيع جائزتها على الأفلام الإنجليزية التي عرضت بين 2 سبتمبر 1945 و31 ديسمبر 1946، وكان الفيلم الذي فاز بتمثال النجم الفضي في هذه المسابقة هو فيلم “طريق النجوم”، كما كان النجمان الإنجليزيان اللذان فازا بالتمثال هما: “مارجريت لوكوود”، و”جيمس ماسون”.
#بينها #تمثال #على #هيئة #الملكة #نفرتيتى. #قصة #تماثيل #تخلد #أعياد #الفن
تابعوا Tunisactus على Google News