تحذيرات أممية بشأن موجات الحر.. هل تفاقمت أزمة تغيّر المناخ فعلًا؟ | التلفزيون العربي
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن شدة موجات الحر ستستمر في الازدياد في مناطق شاسعة من العالم، محذرة من حدوث وفيات بسبب ذلك.
ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر في وقت وصلت فيه درجة الحرارة جنوبي إيطاليا على سبيل المثال إلى 46 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في أوروبا. وتترقب مناطق أخرى في القارة مستويات مماثلة.
والمنطقة العربية ليست بمنأى عن الحرارة القاسية، إذ تعاني عدد من دولها من درجات عالية جدًا منذ أيام، فالسعودية والعراق ومصر والسودان تتصدر الوطن العربي في تسجيل أعلى درجات الحرارة حيث تراوحت بين 44 و46 درجة مئوية. وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تصل الحرارة في هذه الدول إلى 50 درجة.
تحذيرات من موجات حر قياسية
وشملت التحذيرات من موجات حر قياسية وطويلة كلا من الجزائر وتونس. وكذلك الحال بالنسبة لفلسطين والأردن وسوريا وبلدان عربية أخرى يكافح فيها رجال الإطفاء حرائق نشبت في مناطق متعددة وسط تأهب لمزيد من الحرائق.
وتشير التحذيرات إلى أن الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة سيستمر على مدار أيام ويشمل 7 دول عربية بفعل ما أسماه الخبراء بظاهرة “القبة الحرارية”.
وأمام ضعف الإمكانات في الدول العربية، تبرز تحذيرات ونصائح صادرة من أصحاب الاختصاص بهدف التقليل من الأضرار الناجمة عن موجات الحر الشديد على المواطنين والثروة الحيوانية وكذلك الزراعية.
وجاءت الدعوات لتدابير احترازية في ظل تأكيدات أممية على أن مطلع الشهر الجاري كان الأشد حرارة على الإطلاق في كوكب الأرض، مشيرة إلى أن يونيو/ حزيران الماضي كان أعلى حرارة من أي عام آخر بسبب الاحتباس الحراري.
وبحسب الأطباء، فثمة مخاطر لدرجات الحرارة على صحة الإنسان لأن الجسم غير قادر على التعافي من الحرارة المستمرة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في حالات النوبات القلبية والوفاة.
نتيجة متوقعة
في هذا السياق، يشير أستاذ الحوكمة والسياسات البيئية والتغيير المناخي بجامعة جورج ميسون تود لابورت إلى أن ما يحدث هو نتيجة يمكن التنبؤ بها بسبب غازات الاحتباس الحراري التي تنبعث من أنظمة النقل والزراعة ما يسهم في ارتفاع درجات الحرارة.
ويلفت في حديث إلى “العربي” من نيويورك إلى أن كميات الغازات تتزايد بشكل مضطرد على مدى مئة عام.
ويشرح أن تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي من شأنه أن يزيد من الاحتباس الحراري، وهذه الحرارة لا تتوزع بشكل منتظم، ففي القطبين الشمالي والجنوبي يرتفع منسوب الاحتباس بشكل أعلى من مناطق أخرى.
تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة
من جهتها، تشير الباحثة المختصة بالبيئة والتغير المناخي سميرة مبيض إلى أن العالم وصل إلى مرحلة بدء تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة. وتشرح أن غازات الاحتباس الحراري هي التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة أن تفكك هذه الغازات قد يتطلب آلاف السنين.
وتقول في حديثها إلى “العربي” من باريس: “نحن الآن في مرحلة ندعوها مرحلة التأقلم مع ارتفاع درجة حرارة المناخ ومرحلة محاولة إخماد مسببات ذلك”.
وتلفت مبيض إلى أن ظواهر الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات هي ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وتؤكد على ضرورة العمل على التأقلم مع الواقع وإخماد المسببات والتعامل مع النتائج.
القبة الحرارية
وحول ظاهرة ما يعرف بـ”القبة الحرارية” التي تشهدها دول عربية، تشرح رئيسة منظمة “سينارجيا” بسمة بلبجاوي أن هذا المصطلح غير علمي ولكن ما يحدث هو انخفاض الضغط الجوي مع ارتفاع درجات الحرارة مما ينتج عن قبة حرارية تتحرك ببطء شديد ترجع إلى تيارات الرياح المتباطئة الناتجة عن ظاهرة “النينيو”.
وجعلت “القبة الحرارية” درجات الحرارة فوق الجزائر ومنطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط ترتفع ارتفاعًا شديدًا، حسب بلجاوي.
وتقول: “شهد جنوب الجزائر درجة حرارة بلغت 46 درجة مئوية، كما شهدت أوروبا درجات حرارة مرتفعة غير مسبوقة”.
#تحذيرات #أممية #بشأن #موجات #الحر. #هل #تفاقمت #أزمة #تغير #المناخ #فعلا #التلفزيون #العربي
تابعوا Tunisactus على Google News