تزامنا مع تجديد اتفاق الهجرة الإيطالي- الليبي.. المئات بسفن الإنقاذ «تائهون» في البحر منذ وصول ميلوني
تزامنا مع تجديد اتفاق الهجرة الإيطالي- الليبي.. المئات بسفن الإنقاذ «تائهون» في البحر منذ وصول ميلوني
القاهرة – بوابة الوسط الجمعة 04 نوفمبر 2022, 12:19 مساء
عقّد وصول اليمين المتطرف الإيطالي إلى السلطة من عمليات المنظمات الإنسانية في تأمين موانئ آمنة لمئات المهاجرين الذين تاهت سفن الإنقاذ بهم في البحر لمدة أسبوعين دون أن تجد لهم مستقرا في دول أوروبية، ودون أن تحصل على ردود داخل منطقة البحث في ليبيا ومالطا، فيما تسببت الواقعة في حادثة «عنصرية» داخل البرلمان الفرنسي.
ويصل أعداد اللاجئين الذين أنقذتهم سفن الإنقاذ «أوشن فايكنغ» و«جيو بارنتس» و«هيومانيتي 1»، إلى نحو ألف مهاجر ينتظرون السماح لهم بالنزول في ميناء أوروبي آمن. ورغم مرور أكثر من أسبوعين وهم في عرض البحر، وخوفا من تدهور حالة الطقس، راسلت منظمة «أس أو أس ميديترانيه»، السلطات في كل من فرنسا وإسبانيا واليونان، لمساعدتها في إنزال 234 مهاجرا متواجدين على متن سفينة «أوشن فايكنغ» قبالة صقلية. يأتي هذا الطلب في ظل عدم رد السلطات الإيطالية والمالطية على طلبات المنظمة لإنزال المهاجرين في موانئهما.
وتعود الحوادث إلى 22 أكتوبر، عندما طلبت المنظمة تحديد ميناء آمن من سلطات منطقة البحث في ليبيا ومالطا، كالمعتاد ووفقا للقانون البحري، لكنها لم تحصل على أي رد ليكون عليها التواصل مع السلطات في إيطاليا، لكن التغيير الأخير للحكومة وإعلانات قادتها المناهضة للمهاجرين، حالت دون رسو السفن. وتخشى المنظمة غير الحكومية من «رياح قوية وأمواج عالية وانخفاض في درجة الحرارة بنهاية الأسبوع»، مضيفة في بيان صحفي نُشر الخميس، أن «مخزون السفينة بدأ في النفاد».
العودة لعلم بلد السفينة أو تصنيفها سفينة قراصنة
ويرجع سبب تعنت روما في استقبال المهاجرين إلى توجيه أصدره وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، يحذر قوات الشرطة وسلطات الموانئ من أن وزارته تدرس فرض حظر على دخول المياه الإقليمية على كل من سفينة «أوشن فايكنغ» التابعة لـ«أس أو أس ميديتيرانيه»، و«جيو بارنتس» التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، وكلاهما تحملان العلم النرويجي، إضافة إلى سفينة «هيومانيتي 1» الألمانية، التابعة لمنظمة «أس أو أس هيومانيتي».
أما ماتيو سالفيني الذي يشغل حاليا منصب وزير البنية التحتية في الحكومة، المنصب الذي يمنحه السيطرة على الموانئ الإيطالية فقد قال في تغريدة له عبر «تويتر» نشرها الخميس، «أين يجب أن تذهب السفينة النرويجية؟ الأمر بسيط، إلى النرويج».
– مصري يروي لـ«الوسط» وقائع رحلة «غير شرعية» عبر صبراتة.. كيف واجه ورفاقه «شبح الموت»؟
– الهجرة والموقف من روسيا وتركيا والحكومتان.. 3 ملفات تشغل بال القيادة الجديدة بإيطاليا في التعامل مع ليبيا
– «نوفا»: حملة في ليبيا ضد المتاجرين بالبشر بعد أيام من تنصيب سلطة جديدة بإيطاليا
– رئيسة الوزراء الإيطالية: يجب إزالة دوافع المهاجرين للتخلي عن أراضيهم
– ميلوني تنفي أي «تعاطف» مع الفاشية.. وتؤكد عزمها وقف الهجرة إلى إيطاليا
وأظهرت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أهدافها الواضحة عبر كتاب سينشر الجمعة، ومما قالت فيه «إذا قمت بالتنقل بين الشواطئ الأفريقية وإيطاليا لنقل المهاجرين، فأنت تنتهك بشكل صارخ القانون البحري والقوانين الدولية. وإذا رفعت سفينة تابعة لمنظمة غير حكومية علم، على سبيل المثال، العلم الألماني، فإن المعادلة تكون على النحو التالي، إما أن تعترف بها ألمانيا وتتولى مسؤوليتها، أو يتم اعتبارها سفينة قراصنة».
اتفاقية إيطالية- ليبية مثيرة للجدل
وكشفت وزارة الداخلية الإيطالية عن وصول 85.991 شخصا عن طريق البحر إلى إيطاليا بين 1 يناير و2 نوفمبر 2022، مشيرة إلى أن نصفهم من مواطني تونس ومصر وبنغلاديش. بينما كان عددهم 53.825 مهاجراً في الفترة ذاتها من العام 2021، و28.353 مهاجرا في 2020.
والأربعاء الماضي، صادق البرلمان الإيطالي على تجديد اتفاق بين إيطاليا وليبيا لمنع المهاجرين واللاجئين من الوصول إلى السواحل الأوروبية لثلاث سنوات جديدة، وفق ما أكدته وسائل إعلام إيطالية.
وتنص الاتفاقية المثيرة للجدل التي وقعتها الحكومة الإيطالية والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السابقة العام 2017، على أن تساعد روما قوات خفر السواحل الليبية في التصدي لقوارب المهاجرين، وعلى إعادتهم إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا، كما تضمنت التزاما من إيطاليا بتزويد خفر السواحل الليبية بالسفن وتدريبهم على التعامل مع أشكال الهجرة غير الشرعية.
عنصرية في البرلمان الفرنسي
ويأتي ذلك في وقت أثارت الواقعة حادث عنصري في البرلمان الفرنسي في باريس، وتوقفت الجلسة بعد ظهر الخميس، بعد مداخلة من نائب بالتجمع الوطني اليميني المتطرف وجرى تأجيلها حتى الجمعة. وطالب برلمانيون من جماعات أخرى بفرض عقوبات قاسية على عضو البرلمان جريجوار دي فورناس.
وبدأت الواقعة عندما كان النائب ذو البشرة السمراء كارلوس مارتينز بيلونجو، يتحدث على المنصة عن سفينة على متنها لاجئون عالقون في مياه البحر الأبيض المتوسط، وعندها صرخ دي فورناس قائلا: «دعوه يعود إلى أفريقيا». وحدثت حالة من الهرج والمرج في البرلمان وهتف عديد النواب «اخرج»، «اخرج». ووصف مارتينز بيلونجو ذلك بأنه عار بعد إنهاء الجلسة، وقال: «اليوم جرى الحط من قدري بسبب لون بشرتي، لقد ولدت في فرنسا، وأنا نائب فرنسي».
وبعد الفضيحة، تحدث النائب اليميني المتطرف عن سوء فهم وزعم أنه قصد بذلك اللاجئين على متن القارب وليس زميله البرلماني. ولكنه لم يبد أي اعتذار حتى الآن. ونددت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، بالحادثة وقالت: «لا مكان للعنصرية في ديمقراطيتنا»، فيما صرح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، في تغريدة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «يا له من عار».
#تزامنا #مع #تجديد #اتفاق #الهجرة #الإيطالي #الليبي. #المئات #بسفن #الإنقاذ #تائهون #في #البحر #منذ #وصول #ميلوني
تابعوا Tunisactus على Google News