تونس ، قمة المناخ و اللحظة الحاسمة

افتتح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الاثنين 1 نوفمبر 2021 قمة غلاسكو للمناخ التي تحتضنها مدينة غلاسكو الاسكتلندية و  تشارك فيها حوالي 200 دولة من العالم من بينهم تونس ، و تكتسي هذه القمة  ” كوب 26 ” أهمية بالغة بالنظر الى جدول أعمالها حيث ستبحث القمة  سبل التقليل من الانبعاثات بحلول عام 2030 و من المنتظر أن يدلي قادة العالم المشاركون بتعهداتهم الخاصة بخفض انبعاثات الكربون التي أصبحت تشكل خطرا على الانسانية و أدت الى أزمة المناخ.

وتعد هذه القمة حجر الأساس لاتفاقية باريس للمناخ لسنة 2015 ، والتي عاشت تعثرا خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق سنة 2017 وهي التي تعتبر ثاني أكبر ملوث في العالم ، و بعودة الولايات المتحدة الأمريكية  الى الاتفاق قد يكون من الممكن اليوم تطبيق اتفاق باريس و الذي يمثل أول  اتفاق عالمي بشأن المناخ . و يمثل اتفاق باريس  ثمرة توافق بين  194 دولة من العالم و هو اتفاق يسعى الى تحديد حرارة الارض  لأقل من 2 درجات و في حدود 1.5 درجة.

و بالنظر الى أهمية الحدث وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قمة المناخ ب ” نقطة تحول للإنسانية ” و هي ”  لحظة اختبار لمصداقية العالم” حسب تعبيره ، ودعا جونسون في افتتاحه لقمة المناخ الى ضرورة التحرك و اتخاذ القرارات اللازمة وذلك بالنظر الى حساسية الوضع الذي يعيشه كوكب الأرض وحذر قائلا ”  تفصلنا دقيقة واحدة حتى منتصف ليل يوم القيامة ” في إشارة لخطورة الوضع.

و يذكر أن بريطانيا كانت قد ضاعفت التزامها بالتمويل الدولي للمناخ إلى 11.6 مليار جنيه إسترليني على مدار خمس سنوات سنة 2019 ، وقد يصل التعهد الجديد إلى 12.6 مليار جنيه إسترليني بحلول سنة 2025 ” إذا نما اقتصاد البلاد وفق التوقعات  ” بحسب جونسون ، من جانبها تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بالترفيع في تمويلها الدولي للمناخ إلى حدود  11.4 مليار دولار سنويا ، و قد تساعد هذه التعهدات سواء من بريطانيا أو الولايات المتحدة الامريكية في مساعدة الدول النامية حتى تتمكن من مجابهة التغيرات المناخية و قد تقترب هذه الدول من تحقيق الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة وهو تخصيص  100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ.

و تشارك تونس في قمة المناخ  بوفد رسمي يتقدمه محمد الزمرلي وهو المكلف بنقطة الاتصال الوطنية للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ، و ستشارك تونس في مفاوضات المجموعة الافريقية ، المجموعة العربية و مجموعة 77+ الصين و من بين المواضيع التي سيتفاوض عليها الوفد هي مسألة التكيف مع تغير المناخ ، عمل كورونيفيا المشترك في الزراعة و المادة السادسة من اتفاق باريس التي تتمحور حول آليات تبادل الانبعاثات وما تقتضيه من شفافية.

وتعتبر قمة المناخ مهمة لتونس رغم ان مساهمتها في انبعاثات الغازات الدفيئة  لا يتجاوز  007ر0 بالمائة ، لكنها تحتاج  الى تمويل بحوالي ب19.3 مليار دولار لمجابهة التغيرات المناخية، و للتذكير تعهدت  تونس منذ اتفاقية باريس بالتخفيض في كثافة الكربون بنسبة 41 بالمائة الى حدود سنة 2030 ، و هو هدف ممكن التحقيق إذا تمكنت من الحصول على التمويل الكافي ، هذا السبب تعد قمة المناخ بغلاسكو اللحظة الحاسمة بالنسبة لتونس و أيضا للعالم الذي ينتظر بفارغ الصبر اتفاق جديا حول المناخ ينقذ البشرية من كارثة التغيرات المناخية.

ر.ع