- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

تونس.. السياحة البديلة مجال جديد لإنعاش الاقتصاد



وللهروب من صخب المدينة وازدحام شوارعها، اختار الزريبي في عام 2006 أن يكون ذلك البيت الذي صنعت جدرانه من الخشب الصلب وأحاطت به أشجار الزيتون واللوز والتفاح، بمثابة إقامة عائلية وقتية، لكن أمرا ما دفعه إلى تشييد بيت ثان ثم مجموعة من الغرف التي اعتاد أن يستضيف فيها أسرته وأصدقاءه وزملاءه في العمل من الهاربين من ضجيج المدينة والباحثين عن هدوء الطبيعة وسحرها.يسترجع إسكندر صاحب أول نزل إيكولوجي بتونس مراحل إنشاء مشروعه قائلا للجزيرة نت “الأمر كان محض صدفة؛ فلم أكن أنوي غير التمتع بالراحة وسط الضيعة، أنعم وعائلتي بالهواء النقي، حتى وجدت نفسي أدعو أصدقائي لمقاسمتي سحر الطبيعة، وفي 2010 شيدت بيوتا أخرى، بلغ عددها 15 غرفة إيكولوجية في عام 2015”.ويضيف أنه “بناء على طلبات الأصدقاء وتزايد عدد الزيارات طورنا المشروع، وقمنا بتوسعة النزل بتشييد حمامات طبيعية ومطاعم وقاعة للمؤتمرات، كما وفرنا فضاءات لبعض الحرفيات لإقامة مشاريع وسط هذا الفضاء، وبيع المنتج للزوار والمقيمين”.ويرى الزريبي أن الفرصة سانحة لينسج عدد من المحافظات التونسية الأخرى على منوال زغوان، لإقامة مشاريع في السياحة البديلة، مثل الكاف وباجة (شمال غرب) وتوزر (جنوب) وغيرها؛ بفضل ما تتمتع به من مواقع مميزة قادرة على استقطاب الزوار للترفيه أو الإقامة.

مسبح نزل دار زغوان (الجزيرة)
وجهة مفضلةويعد نزل “دار زغوان” الذي يمتد على عدة هكتارات وسط المناطق الزراعية بمحافظة زغوان (ستين كيلومترا شمال شرقي العاصمة تونس) واحدا من الفنادق الإيكولوجية التي صارت أكثر من أي وقت مضى وجهة محبذة للسياح التونسيين والأجانب، بفضل ما يتوفر فيها من هدوء المكان وسحر الطبيعة والخدمات الصحية والفندقية والترفيهية.
وفي 2018 تم اختيار نزل دار زغوان مشروعا نموذجيا سياحيا بديلا في حوض البحر المتوسط من حيث استخدام الطاقات المتجددة والنظيفة من قبل لجنة أوروبية متخصصة.
وتوفر “دار زغوان” نحو ثمانين فرصة شغل مباشر وغير مباشر بالنزل، وبعض الحرفيين وأصحاب المشاريع الصغرى.
وفي ظل المؤشرات المتواضعة للقطاع السياحي في السنوات الأخيرة، استهوت الفنادق الإيكولوجية داخل الضيعات الفلاحية وخارج المدينة عددا من المستثمرين.
وتُعد تونس نحو أربعين وحدة سياحية بديلة، عبارة عن ديار ضيافة أو وحدات للإقامة والترفيه داخل مناطق زراعية أو جبلية وضيعات حوّلها أصحابها إلى مراكز للإيواء تستقبل الزوار وتقدم خدمات سياحية موازية وأنشطة ترفيهية.
كما توفر هذه الوحدات السياحية البديلة طاقة تشغيلية مهمة لأصحاب المشاريع الخاصة، وتحتضن بعض المبادرين والحرفيين الشبان، بحسب منال عريبي التي تملك مخبرا طبيعيا لصنع مستحضرات التجميل ومواد الزينة والعطور.

إسكندر الزريبي مدير نزل دار زغوان بتونس (الجزيرة)

- الإعلانات -

وقبل أن تستقبل عددا من السياح الألمان الذين حلوا بالمخبر للاطلاع على بعض منتجاته، تقول منال للجزيرة نت “أشرف على مخبر لصنع مواد الزينة من الأعشاب الطبيعية، ثم أبيع منتجاته للمقيمين والزوار بنزل دار زغوان، السياحة البديلة أسهمت في إنعاش قطاعات عديدة وتقليص معدلات البطالة”.
قطب سياحي بديلوأعاد وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي الاعتبار للسياحة البديلة، عقب زيارته قبل أسبوعين مدينة زغوان، حيث أعلن هذه المدينة عاصمة للسياحة البديلة بتونس عام 2019.
وأشاد الطرابلسي في أعقاب تلك الزيارة بالمنشآت السياحية الطبيعية والمواقع الأثرية بجهة زغوان، والتي تمثل وجهة قادرة على استقطاب السياح، ورافدا قويا من روافد القطاع السياحي سيكون له أثر كبير على اقتصاد البلاد.
وانتقد وزير السياحة سوء استغلال المناطق الطبيعية والمعالم التاريخية في زغوان، مثل معبد المياه، أحد أشهر المعالم الأثرية بالجهة.
ويعد معبد المياه وجهة سياحية في المدينة، إذ يرتاده الكثير من السياح الأجانب، كما يستقطب عددا كبيرا من التلاميذ في رحلات مدرسية منظمة.

عدد من السياح الألمان في زيارة لنزل دار زغوان بتونس (الجزيرة)

ويقع المعبد على سفح جبل زغوان (على ارتفاع 1295 مترا) وتقول المدونات التاريخية إن الرومان شيدوه وجعلوه منذ القرن الثاني للميلاد معبدا، قدسوا فيه المياه النابعة من تلك المرتفعات الشاهقة، وتبركوا به لأنه كان يمنح تونس الحياة، على حد وصف المؤرخين.
ويحتضن المعبد سنويا مسابقات رياضية في الجري وتسلق المرتفعات الجبلية بهدف التشجيع على السياحة البديلة والتعريف بهذا المعلم التراثي.
ويعتبر محمد التركي مدير الفضاء الترفيهي بمنتزه معبد المياه أن المناطق الخلابة الموجودة في زغوان قادرة على جعلها مقصدا سياحيا رائدا ووجهة ترفيهية أولى في تونس.
ويقول التركي للجزيرة نت “زغوان هي مدينة المياه منذ العصور الغابرة، ولا تزال تحافظ على هذه الميزة، يتوافد على معبد المياه وجبل زغوان آلاف الزوار بفضل ما يتمتع به المكان من هدوء وجمال”.
ويخشى التركي تأخر السلطات في تنفيذ المشاريع التي أعلنها وزير السياحة لدعم المستثمرين في القطاع السياحي وإنعاش الحركة التجارية بالجهة.



المصدر


الصورة من المصدر : www.aljazeera.net


مصدر المقال : www.aljazeera.net


- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد