تونس: المشّيشي يستعجل سعيّد لتحديد موعد أداء اليمين للحكومة الجديدة… و«النهضة» تشكّك في نجاح لائحة سحب الثقة من الغنّوشي
منذ ساعتين
حجم الخط
تونس – «القدس العربي» : قالت مصادر حكومية، أمس الإثنين، إن رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، أرسل «تذكيراً» إلى الرئيس قيس سعيد يطلب فيه الاستعجال بأداء اليمين للوزراء الجدد، في وقت أعلن فيه حزب قلب تونس استعداده للتخلي عن الوزراء المحسوبين عليه داخل التشكيلة الجديدة، بهدف حل الأزمة السياسية القائمة، كما نفى ما أُشيع حول مقايضته حرية رئيسه نبيل القروي بفك الارتباط مع حركة النهضة والتصويت على لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، فيما شككت حركة النهضة اللائحة المذكورة، مؤكدة ثقتها بحلفائها في البرلمان.وأضافت إن المشيشي «وجّه تذكيراً إلى سعيد يطلب فيه استعجال تحديد موعد لأداء أعضاء الحكومة الجدد -الحاصلين على ثقة البرلمان- اليمين الدستورية، مذكراً بدقة الوضع الأمني والصحي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد والذي لم يعد يتحمل مزيداً من التعطيل في سير مؤسسات الدولة».وكان سعيّد عبر في أكثر من مناسبة عن رفضه التشكيلة الوزارية الجديدة، مبرراً ذلك بوجود شبهات فساد وتضارب مصالح لدى بعض الوزراء، فيما لمّح كل من المشيشي وحركة النهضة عن إمكانية مباشرة الوزراء الجدد لمهامهم، حتى في حال عدم حصول على تسمية رسمية من قبل سعيّد.فيما عبّر النائب عن حزب قلب تونس، فؤاد ثامر، عن استعداد حزبه للتنازل عن الوزراء المقترحين المحسوبين عليه في التعديل الوزاري الذي أجراه المشيشي، بهدف إنهاء الأزمة السياسية القائمة، مضيفاً: «نصف الحكومة تقريباً تعيش شللاً تاماً، والمشيشي لا يعلم حتى الآن الأسماء التي يتحفظ عليها رئيس الجمهورية ويرفض قبولهم لأداء اليمين الدستورية».
«قلب تونس»: مستعدون للتخلي عن وزرائنا لإنهاء الأزمة ولم نقايض حرية القروي بفك التحالف مع الحركة الإسلامية
وأضاف، في تصريحات صحافية الإثنين: «رئيس الجمهورية أصبح مثل بقية الأحزاب السياسية الأخرى يبحث عن نصيبه من الحكومة في إطار المحاصصات والغنائم، وهذا أمر خطير وخاصة أن الرئيس مؤتمن على تأويل الدستور وتطبيقه. ونحن نرى أنه لا يمكن لرئيس الحكومة المزيد من الانتظار في وقت تعيش فيه الـبلاد فراغـاً في عـدد من الـوزارات».ونفى ثامر ما أُشيع حول منح حزبه لرئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي مهلة 48 ساعة لإطلاق سراح رئيس الحزب، نبيل القروي، من سجنه قبل فك الارتباط بالنهضة والحزام السياسي لحكومة المشيشي، مشيراً إلى أن حزبه «لا يعمل وفق مبدأ المقايضة، والهدف من ترويج هذه الإشاعات هو التأثير على القضاء حتى لا يتم إطلاق سراح القروي».كما نفى النائب عن كتلة قلب تونس، عياض اللومي، هذه الشائعات، التي قال إنها «عارية من الصحة تماماً وافتراء على قلب تونس ونوابه، مؤكداً فنحن نؤمن باستقلال القضاء وموقفنا ثابت ومستقر بدعوة السياسيين إلى النأي بالملف القضائي لنبيل القروي».وكانت وسائل إعلام وصفحات اجتماعية تحدث عن قيام حزب قلب تونس بمقايضة حركة النهضة، عبر منحهما مهلة لإطلاق سراح القروي مقابل تعهد نواب الحزب بعدم الإمضاء على اللائحة المتعلقة بسحب الثقة من الغنوشي، التي أعدها الحزب الدستوري الحر، بمشاركة بعض الكتل البرلمانية.فيما شكك فتحي العيادي، الناطق باسم حركة النهضة، في إمكانية نجاح لائحة سحب الثقة من الغنوشي، مؤكداً أن «حركة النهضة تثق في الائتلاف البرلماني وفي شركائها داخل البرلمان على غرار كتلة قلب تونس وائتلاف الكرامة وكتلة الإصلاح» قائلاً: «في تقديري أنّها لن تخوننا».وأضاف، في تصريح صحافي الإثنين: «لسنا خائفين من هذه اللائحة طالما أنّها إجراء منصوص عليه في النظام الداخلي وفي إطار الديمقراطية، وكنت أرجو أن يتم بذل هذا الجهد في تطوير النظام البرلماني والنظام الداخلي للمجلس، ولكن هناك أطراف ترفض تغيير النظام الداخلي لأنّ التغيير ليس في مصلحتها».كما أشار إلى وجود «محاولة لإرباك العمل البرلماني من داخل المجلس من قبل الحزب الدستور الحرّ الذي يعمل على هذه الاستراتيجية، ومن خارجه من طرف رئاسة الجمهورية التي لديها فكرة دافعت عنها منذ الانتخابات، وهي أنّ النظام السياسي الحالي غير صالح».وأضاف: «هناك التقاء بين فكرة تعطيل البرلمان من الداخل وفكرة حلّ البرلمان من الخارج، وهناك أطراف ترفض التعايش مع حركة النهضة وخاصة رئيسها لأنّه يمثّل عنوان التجربة القديمة والجديدة للحركة بسيئاتها وإيجابياتها، لكن نحن لا نعدّل عليها كثيراً ولا نعتبرها محدّداً أساسياً في سياسات الحركة».وكانت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، كشفت أخيراً أن عدداً من النواب قاموا بإمضاء لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، تقدّم بها حزبها، مشيرة إلى أن الحزب سيسعى لوصول العريضة إلى النصاب القانوني (73 نائباً) للتصويت عليها في جلسة عامة داخل البرلمان.
تابعوا Tunisactus على Google News