تونس تتلقى دفعة أميركية تدعم معركتها لإنعاش السياحة المتعثرة |
سبيطلة (تونس) – أشاع إطلاق تونس مبادرة “زوروا تونس” ضمن مساعيها لإنعاش السياحة، التي تعد العمود الفقري لمجمل النشاط الاقتصادي للبلاد، حالة من التفاؤل بعودة القطاع إلى خارطة السياحة العالمية، وبإمكانية تصحيح الاختلالات المالية المزمنة.
وأطلقت وزارة السياحية الأربعاء الماضي من سبيطلة الأثرية، التابعة لولاية القصرين بوسط غرب البلاد، هذا المشروع، الذي ستموله الوكالة الأميركية للتنمية بقيمة 50 مليون دولار، ويمتد إلى خمس سنوات لزيادة عدد السياح الدوليين القادمين إلى تونس.
وقالت الوزارة على حسابها في فيسبوك إن “المشروع يهدف إلى الإسهام في إنعاش السياحة بعقد شراكات بين القطاعين العام والخاص، وكذلك الابتكار الرقمي، فضلا عن الاستفادة من المقومات الطبيعية والتراث الثقافي لأجل بناء قطاع متنوع وتنافسي وقادر على الصمود”.
محمد المعز بلحسين: نشجع رواد الأعمال على إقامة مشاريع بالمناطق المهمشة
ومن المتوقع أن يسهم المشروع في توفير نحو 15 ألف فرصة عمل في قطاع السياحة البديلة في المناطق المهمشة، وفي مقدمتها ولاية القصرين، وزيادة الاستثمار والعائدات بنسبة 20 في المئة وعدد السياح إلى 11.5 مليون سائح بحلول العام 2026.
ويأتي المشروع الممول من قبل الولايات المتحدة في وقت تعيش فيه تونس على وقع أزمات مالية واقتصادية مركبة، حيث يمثل هذا الاستثمار أكبر تمويل من جهة مانحة في القطاع السياحي.
وذكرت السفارة الأميركية بتونس في تدوينة على حسابها في فيسبوك أن المشروع سيعزز الأنشطة القائمة على التجارب السياحية المتنوعة، والتي تختلف عن السياحة الشاطئية، لجذب سياح أجانب جدد إلى المناطق التونسية التي غالبا ما لا تحظى باهتمام الزوار.
وقالت أيضا إنه “سيركز على النساء والشباب وسيدعم المؤسسات السياحية الصغيرة وأصحاب المشاريع على الصعيد المحلي”.
وأكدت السفارة أن “الحكومة الأميركية على استعداد للدخول في شراكات مع التونسيين لإنشاء مشاريع وتوفير فرص عمل جديدة في المناطق الداخلية، حيث تشتد الحاجة إليها”.
وبينما عززت أموال المغتربين احتياطات النقد الأجنبي للبلاد منذ تفشي الأزمة الصحية، حيث ارتفعت إلى رقم قياسي العام الماضي لتصل إلى 2.98 مليار دولار، لا تزال السياحة التي تعد أحد أهم مصادر العملة الصعبة لتونس تعاني منذ قرابة العامين، بسبب اضطرابات السفر.
وأدت قيود الإغلاق التي فُرضت على الرحلات والسفر جراء الأزمة الصحية العالمية إلى توقف معظم الفنادق عن النشاط وفقدان الآلاف من العاملين وظائفهم، مما دفع السلطات إلى الإعلان عن تسهيلات في قروض لأصحاب الفنادق.
وأكد وزير السياحة محمد المعز بلحسين أن مبادرة “زوروا تونس” بالغة الأهمية بالنسبة للنشاط السياحي، الذي يشغل أكثر من 400 ألف تونسي في جميع أنحاء البلاد.
دونالد بلوم: المشروع سيطور منتجات خارج المقاصد السياحية المعروفة
ونسبت وكالة الأنباء التونسية الرسمية إلى بلحسين قوله إن “النشاط الاقتصادي تأثر جدا بالجائحة، ومن الضروري دعمه ومساعدته على التعافي عبر الاستفادة من الثروات التي تزخر بها البلاد، لاسيما المناطق الداخلية منها”.
وأضاف “نسعى إلى تشجيع أصحاب المبادرات الخاصة ورواد الأعمال على القيام بمشاريع في القطاع، مثل الفنادق والسياحة البديلة، وخاصة في المناطق المهمشة”.
ولفت بلحسين إلى أن السياحة التونسية منفتحة على كافة الأسواق، ولكن جراء الجائحة، فإن التركيز منصب على الأسواق الواعدة وهي أوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى، إلى جانب سوقي الجزائر وليبيا مع الأسواق التقليدية المتمثلة في أوروبا الغربية والشرق الأوسط.
وأوضح أنه رغم تحسن المؤشرات السياحية خلال العام الماضي، فهي تبقى بعيدة عمّا تمّ تسجيله خلال العام 2019.
ووفق المؤشرات التي نشرها البنك المركزي التونسي الشهر الماضي، سجلت العائدات السياحية زيادة بنسبة 7.7 في المئة بنهاية العام الماضي، لتبلغ 2.1 مليار دينار (730 مليون دولار) بمقارنة سنوية.
وتعد صناعة السياحة مصدرا رئيسيا لجلب العملة الأجنبية، وبعد أن استقبلت تونس في 2019 ولأول مرة تسعة ملايين سائح وحققت إيرادات بنحو ملياري دولار، ما لبث أن عاد القطاع إلى مربع الانكماش إثر تفشي الجائحة بالبلاد في مارس 2020.
وتراجعت إيرادات القطاع بواقع 65 في المئة في العام 2020 مقارنة مع العام السابق، لتصل إلى حوالي 746 مليون دولار في ضربة قوية للقطاع وللاقتصاد المحلي.
وقال السفير الأميركي بتونس دونالد بلوم في تصريحات صحافية على هامش زيارته للموقع الأثري بسبيطلة إن “مشروع ‘زوروا تونس’ مهم في هذا التوقيت، لقدرته على الإسهام في تطوير منتجات وخدمات خارج المناطق السياحية المعروفة بتونس، إلى جانب سعيه للارتقاء بالوجهات السياحية الداخلية”.
وأوضح أن بلاده ساهمت بشكل مباشر في دعم أكثر من 19 ألف شركة كانت معرضة لصعوبات اقتصادية بسبب الجائحة، كما قامت بتمويل برامج لحفظ التراث التاريخي في كل من مدينتي الجم وأوذن.
#تونس #تتلقى #دفعة #أميركية #تدعم #معركتها #لإنعاش #السياحة #المتعثرة
تابعوا Tunisactus على Google News