- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

تونس تراهن على الجزائريين لإنقاذ السياحة

تنتظر تونس استقبال أعداد كبيرة من السياح الجزائريين ابتداء من تاريخ فتح الحدود في الـ 15 من يوليو (تموز)، بعد أكثر من عامين من إغلاقها، وذلك بعد إعلان البلدين استئناف تنقل الأشخاص إثر زيارة الرئيس قيس سعيد إلى الجزائر.

وكانت الجزائر أغلقت في شهر مارس (آذار) سنة 2020 الحدود مع تونس بسبب جائحة كورونا، ومنع دخول المغادرين لترابها والقادمين إليها قبل أن تتخذ تونس القرار ذاته.

ويأتي ذلك بعد أن تكبدت الوجهة التونسية خسائر كبيرة جراء الإغلاق بسبب الأزمة الصحية بلغت 7 مليارات دينار (2.33 مليار دولار)، وما زاد حدة الأزمة هو استمرار توقف السوق الجزائرية إلى فترة ما بعد الحجر، مما يساوي توقف دخول السياح من الجارة الجزائر على مدى موسمي 2020 و2021 والنصف الأول من 2022، وهي التي يتدفق منها 3 ملايين سائح كمعدل سنوي.

وأشار مسؤولون لـ “اندبندنت عربية” إلى استعداد المؤسسات السياحية في تونس لاستقبال آلاف الجزائريين خلال الأيام المقبلة، فيما عبر بعض المهنيين في القطاع السياحي عن تخوفهم من مدى جاهزية الفنادق لاستقبال العملاء المتوقع دخولهم بأعداد كبيرة خلال مدة زمنية قصيرة هذا الصيف.

وتعتمد تونس على القطاع السياحي كأول مصدر مباشر للعملات، وقد وفر 5.6 مليار دينار (1.9 مليار دولار) سنة 2019، بينما لم تتجاوز مداخيله 2.2 مليار دينار (733 مليون دولار) سنة 2021.

جلسة عمل

تونس هي الوجهة السياحية الأولى لجزء كبير من الجزائريين الذين يشكلون أهم عملاء للمؤسسات السياحية من فنادق ووكالات سفر ومطاعم وتجار وناشطين في القطاع السياحي بشتى أطيافهم، وتسبب غلق الحدود منذ العام 2020 في ركود السياحة التونسية، إذ كانت تفتح معابر برية محددة بمواعيد معينة لإجلاء الطلاب والرعايا الجزائريين أو التونسيين العالقين بين البلدين وحسب. وتواصل منع عبور المسافرين للصيف الثالث على التوالي حتى بعد إعلان السلطات الجزائرية إعادة فتح حدودها البرية مع تونس لتسهيل نقل السلع وتحسين التبادلات التجارية بين البلدين خلال شهر مايو (أيار) 2022 وإيقاف العمل بإجراءات الوقاية من كورونا في معظم البلدان.

وعقد وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين صباح الإثنين (11 يوليو) بالمعبر الحدودي مع الجزائر “ملولة” جلسة عمل مع نظيره الجزائري كمال بلجود، خصصت للنظر في جاهزية أجهزة وزارة الداخلية في البلدين ومدى التحضير في المعابر الحدودية التونسية الجزائرية الأمنية والديوانية، استعداداً لاستقبال ومغادرة المسافرين بعد فتح الحدود، في إشارة واضحة إلى توقع تدفق أعداد قياسية من السياح الجزائريين تجاه السواحل التونسية للاستجمام بعد غياب طويل.

مليون سائح

رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار (مستقلة) أحمد بالطيب كشف عن أنه من المنتظر دخول 7 آلاف سيارة من الجانب الجزائري من الحدود باتجاه تونس خلال اليوم الأول لفتح الحدود، على أن يتواصل تدفق السياح الجزائريين على مراحل.

وتوقع بالطيب أن يبلغ عدد الجزائريين مليون سائح إلى حدود الـ 31 من ديسمبر (كانون الأول) 2022، بحكم طبيعة السياح الجزائريين الذين يتوزع توافدهم على فترات مختلفة من السنة ولا يتركز على عطلة الصيف وحسب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف بالطيب أن الاستعدادات جيدة وسط تعاون بين الإدارة التونسية المعنية والمؤسسات السياحية بأنواعها وتسجيل ارتفاع في نسق الحجوزات المتواترة لدى وكالات الأسفار منذ الإعلان عن فتح الحدود.

وتتميز السوق الجزائرية الغائبة منذ مدة بإقبالها على نزل معينة عرفت باشتغالها على هذا الطيف من السياح، كما يمثل السياح المتجهون إلى الفنادق ثمانية في المئة من مجموع الوافدين الجزائريين، إذ يعمد الجزء الأوفر إلى تأجير منازل خاصة، لكنهم يرتادون المؤسسات السياحية من فنادق ومطاعم وملاهي للتمتع بالخدمات، كما تستقطب مدن تونسية عدة سياحاً جزائريين وافدين من وجهات مختلفة أوروبية وجزائرية يجدون ضالتهم في الوجهة التونسية للالتقاء وقضاء العطلة.

وتعمل تونس على تأهيل وتحسين جميع المعابر الحدودية مع الجزائر وليبيا وعددها 11 في مخطط مخصص لذلك يمتد إلى سنة 2031، على أمل أن يسهم استئناف السوق الجزائرية نشاطها في انتعاش القطاع الذي يعاني مخلفات الأزمة الصحية، وقد بلغت مداخيله 1.03 مليار دينار (343 مليون دولار) إلى حدود يونيو 2022، بتطور قدره 55 في المئة، مقارنة مع السنة المنقضية، وبانخفاض قيمته 60 في المئة مقارنة بسنة 2019.

عروض تنافسية

نذير بلحاج رئيس النقابة الجزائرية للوكالات السياحية توقع بدوره، أن مليون سائح جزائري على الأقل سيزورون تونس هذا الصيف، وقال إن عدداً كبيراً من الجزائريين اتصلوا بوكالات الأسفار للاستفسار عن برامج الرحلات والعروض المقدمة بعد انتشار خبر فتح الحدود، وإن الوكالات جهزت نفسها لإطلاق العروض التنافسية لكامل المدن التونسية.

وأشار بلحاج إلى أن الفنادق التونسية “تعاني اكتظاظاً هذا الصيف”، وأن نسبة الحجوزات بلغت 80 في المئة، وأن الوكالات السياحية الجزائرية وجدت صعوبة في حجز غرف في الفنادق التونسية نتيجة توافد عدد كبير من السياح من مختلف بلدان العالم.

 من جانبه، اعتبر مصباح القديري المتخصص في العلاقات التونسية الجزائرية أن فتح الحدود البرية هو متنفس اقتصادي مهم لكلا البلدين، لكنه يمثل عاملاً لانتعاش السوق السياحية في تونس التي انتظرت طويلاً عودة سوق المغرب العربي من بوابة الجزائر في مجال السياحة، وسط توقعات بتدفق أولى دفعات السياح الجزائريين إلى تونس مباشرة بعد عيد الأضحى.

مخاوف

بينما عبر الخبير والناشط التونسي في القطاع السياحي محمد علي العنابي عن تخوفه من مدى جاهزية المؤسسات السياحية التونسية لاستقبال السياح الجزائريين بأعداد كثيفة بعد توقف طويل لهذه السوق التقليدية، إذ سيحدد حسن الاستعداد لتوافد الجزائريين ارتفاع موارد هذه السوق من عدمه.

وأرجع العنابي تخوفه طوال فترة إغلاق عدد كبير من الفنادق بسبب الأزمة الصحية وحاجتها إلى تمويلات لاستعادة نشاطها في أفضل الظروف، علاوة على فقدانها الجزء الأوفر من اليد العاملة ذات الكفاءة المتمرسة الساهرة في السابق على حسن إدارة المواسم، وهو ما من شأنه أن يجعل عودة هذه السوق الواعدة محاطة بمخاوف حول جودة الخدمات المعتادة في السوق التونسية.

- الإعلانات -

#تونس #تراهن #على #الجزائريين #لإنقاذ #السياحة

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد