تونس على فوهة بركان.. الإخوان في مرمى نيران الغضب الشعبي – ANHA | HAWARNEWS
ويواجه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مطالبات متواصلة بسحب الثقة منه، تقودها النائبة التونسية عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر، بالإضافة إلى عدد من النواب غير المنتمين إلى الكتل البرلمانية، على خلفية ضعف أدائه في إدارة مجلس نواب الشعب الذي يشهد منذ تشكله توترًا مستمرًا بين النواب والكتل، حتى بات مسرحًا للاعتصامات والخصومات التي تطور بعضها إلى العنف اللفظي والمادي، في مشهد غير مألوف داخل الساحة السياسية في البلاد.
ويترسخ لدى أغلب التونسيين انطباع أن البرلمان أصبح عبئًا على الديمقراطية التونسية الناشئة، وأن ما يحدث داخل أسواره هو السبب الرئيس للأزمة السياسية في البلاد، وهو ما تدعمه نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن أكثر من 90 بالمئة من التونسيين يقفون مع حل البرلمان بسبب سوء الإدارة والأزمات المتواصلة.
ويعمل عدد من النواب غير المنتمين إلى الكتل على جمع الإمضاءات على عريضة ثانية لسحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، بعد أن كانت سبقتهم في ذلك عبير موسي وحزبها.
وفي ظل التوتر المتصاعد في تونس، دعا الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي، وهو لاعب رئيسي ومؤثر في المشهد السياسي بالبلاد، أربعة وزراء عينهم رئيس الحكومة في تعديل وزاري ورفضهم الرئيس قيس سعيّد بسبب شبهات تضارب مصالح، إلى الانسحاب من أجل إنهاء الأزمة السياسية المحتدمة في البلاد.
وكان البرلمان قد وافق، الأسبوع الماضي، على تعديل وزاري واسع اقترحه رئيس الحكومة هشام المشيشي وشمل 11 وزيرًا من بينهم وزراء الداخلية والعدل والصحة.
ولكن الرئيس قيس سعيّد رفض التعديل، قائلًا إنه يتضمن أسماء تحوم حولها شبهات تضارب مصالح، مضيفًا أنه لن يتراجع عن موقفه، في تصعيد للخلاف بين رأسي السلطة التنفيذية في البلاد-الرئاسة والبرلمان-.
وتتواصل التحركات الاحتجاجية التي انطلقت منذ قرابة شهر في كافة المحافظات التونسية وزادت من وتيرتها حملة الاعتقالات التي طالت عددًا من الشباب والطلبة، وتبعًا لذلك تقرر تنظيم مسيرة احتجاجية اليوم السبت 6 شباط/ فبراير تزامنًا مع ذكرى اغتيال شكري بلعيد، للمطالبة بحلّ البرلمان وطرد الإخوان ومحاسبة ومحاكمة المتورطين في اغتيال شكري بلعيد، وإطلاق سراح الموقوفين والاحتجاج على سياسات الحكومة.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي التونسي، نزار الجليدي، إن العديد من الأحزاب والأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني في تونس دعت إلى تظاهرة كبيرة اليوم السبت بمناسبة ذكرى اغتيال شكري بلعيد.
وأوضح الجليدي في تصريح خاص لوكالتنا، أن الدعوة ليست فقط للاحتفال بهذه المناسبة ولكنها مظاهرة كبيرة للإعلان النهائي عن الأزمة السياسية في تونس وانتهاء الإخوان المسلمين في تونس بعد تأزم الوضع السياسي فيها.
وأشار الكاتب الصحفي التونسي إلى أن الأزمة اختلقتها حركة النهضة بمجرد تغييرها للحكومة، وتقديم حكومة جديدة يشوبها الفساد، ورفض رئيس الجمهورية لأداء يمين الوزراء الذين لهم شبهات، لافتًا إلى أن ما يحدث الآن معركة حامية الوطيس بين رئاسة الجمهورية التونسية والحكومة.
ولفت إلى أن هناك معركة أخرى انطلقت باحتجاجات منذ الاحتفال بذكرى الثورة في 14 كانون الثاني/ يناير بعد أن استخدمت قوات الأمن العنف ضد المحتجين وحاولت تطويع الشارع إليها، مشيرًا إلى أن حركة النهضة غيرت مسارات الحياة السياسية في تونس مما جعل الأمن يدخل السبت الماضي في معركة كبيرة وطويلة مع المحتجين.
وأكد الجليدي أن الشباب الغاضب الذي يخرج إلى الشارع اليوم مطالبه واضحة، وهي تعثّر الوضع السياسي ولابد من حلول، وإطلاق سراح كل الشباب المحتجزين وعددهم يفوق الآلاف، وكذلك تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي في تونس حيث تلوح الحكومة بإجراءات قاسية، بالإضافة إلى وضع كورونا في ظل عدم وجود لقاحات وعدم وجود سياسة واضحة من الحكومة للتعامل مع الصعوبات الاقتصادية.
وأشار الكاتب الصحفي التونسي إلى أن الحياة الاجتماعية والسياسية في تونس أصبحت متعثرة جدًّا، وكل القرائن في الوضع السياسي التونسي تدل على أن الظلمة أصبحت حالكة ومسارات النفاذ لإيجاد حلول لم تعد متوفرة، وقال مختتمًا: “انطلقت معركة الإخوان الآن دون جنود التناوب الذين كانت تستخدمهم الجماعة، فهناك حراك كبير داخل مجلس النواب تقوده عبير موسي والحزب الدستوري الحر والعديد من الكتل السياسية لإقالة راشد الغنوشي”.
(ح)
ANHA
تابعوا Tunisactus على Google News