- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

ثروت الحديد تتحدى إعاقتها البصرية وتحترف فن الطهي وتوثيق الو…

- الإعلانات -

ثروت الحديد تتحدى إعاقتها البصرية وتحترف فن الطهي وتوثيق الو…


(MENAFN- Alghad Newspaper)

ربى الرياحي
عمان- بإحساسها الواثق وقوة البصيرة لديها، نجحت الكفيفة ثروت الحديد (54 عاما) في أن تصنع فارقا في حياتها بما تملكه من شجاعة وإصرار. استطاعت أن توثق حضورا خاصا في عالم الطهي لتؤكد أن فقدان البصر لا يمكن أن يكون عائقا بين الشخص وطموحه، إلا إذا أراد هو ذلك.
ولأنها تؤمن بنفسها جيدا، قررت أن تعيش الحياة بطريقتها بعيدا عن نظرات الناس والأفكار المحبطة، وبالصلابة التي تمتلكها تمكنت من قلب كل الموازين، وأثبتت أن الإعاقة قد تجعل الحياة أصعب لكنها في المقابل قد تكون مصدر قوة وتميز أيضا.
زوجة وأم وامرأة عاملة، كلها أدوار استطاعت ثروت أن تؤديها بحب ومسؤولية من دون أن تسمح لكف البصر بأن يهزمها، هي ليست بطلة أو إنسانة خارقة للعادة، بل قرارها بأن تكون قوية هو ما جعلها تكون على قدر التحدي لإيمانها بأن الحياة ليست وردية مع الجميع ومن المستحيل أن تكون كذلك.
منذ طفولتها، عانت ثروت من ضعف في البصر نتيجة إصابتها بالتهاب في الشبكية. وبالإرادة، قررت أن تنتصر على مخاوفها وعلى ظروف الحياة الصعبة، هي قبلت التحدي ورضيت بما كتبه الله لها. لذلك حاولت أن تدرس وتجتهد وتكون متفوقة لتستطيع أن تحقق حلمها وتحصل على الشهادة الجامعية، لكن في الحياة أحيانا قد يتغير مسارنا بلحظة، وهذا بالضبط ما اختبرته ثروت عندما اضطرت للتوقف عن الدراسة لصعوبة الظروف في ذلك الوقت.
ظلت الدراسة حلما جميلا في رأس ثروت تطمح لتحقيقه، وبعد سنوات عدة استطاعت أن تتقدم لامتحان الثانوية العامة وتنجح، وللمرة الثانية لم يسعفها الحظ في أن تكمل دراستها لأسباب شخصية وكانت قد فقدت بصرها تماما.
ولأن الحياة تستمر، اتكأت ثروت على بصيرتها القوية وعرفت كيف تستخدم حواسها الأخرى لتبصر من خلالها طريقها، هي كإنسانة صبورة لم تفقد الأمل يوما، بل على العكس أصرت على أن تبحث عن نقاط القوة لديها وتركز عليها لتتجاوز كل المشكلات التي قد تصادفها.
ومع مرور الأيام، اقتنعت ثروت أن الإنسان لا يمكن أن يحصل على كل شيء وأن دخولها الجامعة قد يبقى حلما فقط. ثروت خسرت بصرها، لكنها أيضا كسبت أشياء أخرى كانت سببا في سعادتها، فقد تزوجت وأصبحت أما لثلاثة أبناء رعتهم وكبرتهم بالحب، إلى جانب عملها في أمانة عمان كمأمورة مقسم.
التحدي هو ما جعلها امرأة مستقلة قوية قادرة على أن توازن بين مسؤولياتها دون أن تخاف الفشل أو تحبط.
أما عن حبها للطبخ، فتقول ثروت إنها اكتشفت شغفها بالطبخ بعد زواجها، فهي قبل ذلك عندما كانت في بيت أهلها، لم تكن تهتم بهذه الأمور لأن والدتها كانت هي المسؤولة.
في البداية تعلمت الطبخ من المحيطين بها وحاولت جاهدة أن تستفيد من خبراتهم، ولكونها شخصية مغامرة تحب أن تجرب كل شيء بنفسها تمكنت ثروت من إتقان الكثير من الأطباق، مبينة أن اعتمادها على حواسها الأخرى بدلا من البصر ساعدها جدا، ولم يقتصر الشغف بهذا الفن عليها وحدها، وإنما أيضا لمست ذلك عند ابنتها التي بدأت الطبخ في عمر الـ10 سنوات واستطاعت أن تحترفه لاحقا.
وبمرور الوقت، وبعد أن زوجت ابنتيها وبقيت في البيت مع والدتها وابنها، وجدت ثروت نفسها أمام تحد جديد قادر على أن يوقظ فيها شغفها للطبخ مرة أخرى وبشكل مختلف، ومن شدة حبها لهذا العالم تمكنت من إتقان جميع الأكلات، ولا سيما القديمة منها، فأبدعت بعمل المنسف والمقلوبة والكبسة والكبة والكفتة وغيرها من الأطباق الأخرى وانتقلت بعد ذلك إلى الحلويات.
ثروت لم تقبل بأن تظل متلقية تطبق فقط ما تأخذه من المحيطين بها، بل أصرت أيضا على أن تبتكر بعض الأطباق واضعة لمستها الخاصة في كل طبق تحضره. وبالممارسة والحذر والإحساس بأهمية ما تفعله، نجحت ثروت وتميزت مستخدمة في ذلك حواسها، فهي تستطيع تحديد درجة النار والغليان عن طريق السمع، إضافة إلى الشم الذي يساعدها كثيرا على التمييز بين البهارات.
تقول“أهتم كثيرا بترتيب المطبخ لأن ذلك يسهل علي الوصول للأشياء بشكل أسرع وأدق”، كما أنها تحرص على إرجاع الغرض إلى مكانه بعد استخدامه مباشرة ليظل المكان مرتبا ولتستطيع أن تعود للغرض كلما احتاجته. أما بالنسبة لحاسة اللمس، فتعتمد عليها كثيرا في التفريق بين الخضار، وذلك بمعرفتها من شكلها وملمسها.
وتشير إلى أنها قادرة على التمييز بين الكزبرة والبقدونس من خلال اللمس فقط، وكذلك تقوم بتقطيع الخضار بنفسها، لافتة الى أن الشخص الكفيف بالعادة يكون أكثر حذرا من غيره.
وتؤكد أن الفتاة الكفيفة ليست عاجزة، هي ترى الأشياء بطريقتها وبإحساسها الخاص وتعلم الطبخ والاعتناء بنظافة البيت، مبينة أن هناك الكثير من الفتيات المبصرات اللواتي لا يحببن الطبخ ولا يجدنه أصلا، بينما في المقابل هناك كفيفات كسرن بشجاعتهن حاجز الخوف وأبدعن في المطبخ رافضات بذلك أن يكن شخصيات اتكالية وعبئا على غيرهن.
اليوم، تستخدم ثروت السوشال ميديا في توثيق تجربتها مع الطبخ من خلال تصويرها فيديوهات قصيرة تقدم فيها وصفات مختلفة ومن ثم مشاركتها مع المتابعين على“فيسبوك” و”تيك توك”، وقد ساعدتها على ذلك ابنة أختها رند الحديد، فكانت تعد الفيديو وتمنتجه وبعد ذلك تقوم بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا كله لاقى تفاعلا كبيرا من قبل الناس على الفيديوهات، واستطاعت ثروت أن تحصد الكثير من عبارات الدعم والتشجيع.
تقول إن أسعد لحظاتها تكون عندما يتذوق المقربون والمعارف أكلاتها باستمتاع وسط كلمات الإطراء التي تزيدها ثقة أكبر بكل ما تقدمه. وحسب رأيها، فإن الطبخ“نفس طيب”، لذلك تحرص على تحضير وصفاتها بإحساس متجدد يجعل منها مرجعا للكثير من النساء اللواتي لمسن في وصفاتها التميز والتنويع.
وعما تنوي تحقيقه في الأيام المقبلة إذا أتيحت أمامها الفرص ولاقت الدعم الكافي من قبل المؤسسات والجهات المعنية، فإنها تطمح إلى عمل دورات لتعليم الطهي تركز فيها على الفتيات الكفيفات لكونهن يعشن التحديات نفسها وتأليف كتاب خاص بفن الطبخ يضم كل الوصفات.
كما تسعى ثروت لتطوير نفسها يوميا، وذلك بتعلم كل شيء جديد، وأكثر ما تتمناه اليوم، وبعد خبرتها الطويلة في هذا المجال، أن تمنح الفرصة للمشاركة في المسابقات الخاصة بالطهي لتثبت أن الشخص الكفيف قادر إذا نوى وقرر، فمن كان النور في داخله لن تهزمه العتمة أبدا، فالعتمة في السلبية والاستسلام.

MENAFN20112022000072011014ID1105210285

إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة “شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية” على توفير المعلومات “كما هي” دون أي تعهدات أو ضمانات… سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

#ثروت #الحديد #تتحدى #إعاقتها #البصرية #وتحترف #فن #الطهي #وتوثيق #الو..

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد