جثث أطفال على جانبي طريق بطول 200 كم.. عماد الدين أديب يروي تأثير الجفاف خلال رحلته لإثيوبيا

سد النهضة.. عماد الدين أديب: الدور التركي في اختبار الآن.. حجم استثماراتها وقطر داخل إثيوبيا يتعدى 22 مليار دولار

قال الكاتب الصحفي والإعلامي عماد الدين أديب، إن التفكير بملف سد النهضة يجب أن يكون بعقلية ومصالح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، موضحًا أن «أحمد» ينتمي إلى عرق الأورومو الذي يمثل 26% من التركيبة العرقية في إثيوبيا.

وأضاف أديب، خلال لقاء لبرنامج «مدار الغد»، المذاع عبر فضائية «الغد»، مساء السبت، أنها المرة الأولى في التاريخ السياسي لإثيوبيا يتم تعيين شخص ينتمي لهذا للعرق بمنصب رئيس الوزراء، منوهًا إلى أن آبي أحمد يواجه مشكلات شديدة مع إقليم الأمهرة والذي يمثل العرق الآخر التقليدي الذي يحكم منه الرؤساء ومجلس إدارة الثورة.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي يواجه مشكلات داخل إقليم «تيجراي» ما بين القبائل التي لها علاقة بالسلطة، واضطهاد الدولة المركزية لها، إضافة إلى أنها يعاني من مشكلات حدودية مع السودان.

وأوضح أن «أحمد» قدم فكرة سد النهضة وأسماه «النهضة» على أساس أنه المشروع القومي الأعظم الذي يقدمه هدية إلى الشعب الإثيوبي؛ للخروج من الفقر المدقع الذي تعانيه أديس أبابا ويعفيها من الجفاف.

وذكر «أديب» أنه من الصحفيين القلائل الذين سافروا عام 1986 إلى إثيوبيا وقت الجفاف، لافتًا إلى أن جثث الأطفال كانت ملقاة على جانبي الطريق من «ويلو» إلى «تيجراي» والتي بلغت مسافته 200 كم.

ولفت إلى أن إثيوبيا لم تحسن استغلال وتنظيم المياه بالرغم من امتلاكها 11 سدًا وكونها دولة مصب أساسي لنهر النيل، مضيفًا أن وفاة 2 مليون إثيوبي؛ بسبب الجفاف في الماضي يجعل سد النهضة مسألة قومية.

وتابع الكاتب الصحفي أن الأمر دفع المواطنين للتبرع والاستثمار في السد، مستطردًا أن العديد من القوى الدولية شريكة في السد كالصين وأمانيا وإسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وقطر.

ونوه إلى أن «الدور التركي في اختبار الآن»، معلقًا: «إما يقنع آبي أحمد بالتعامل العاقل في الملف، أم يستمر في تشجيعه على الرفض وخاصة أن هناك 120 شركة تركيا داخل إثيوبيا توظف 600 ألف مواطن إثيوبي، فضلًا عن أن حجم استثماراتها وقطر يتعدى 22 مليار دولار».

وأكد أن لتركيا وقطر تأثير هام على آبي أحمد وصناعة القرار المالي والاقتصادي بإثيوبيا، مختتمًا: «الدوحة وأنقرة تستطيعان أن تثبتا للعالم العربي ومصر والسودان أنهم يسعون للمصالحة وبداية صفحة جديدة من خلال إقناع آبي أحمد بالتعقل والوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يتضمن آلية لفض المنازعات وينظم الحصص التاريخية للدول».