- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

جدارية قصة حب

  عندما تعيش الحب بكل معانيه وتقتسم القلب والمشاعر والأفراح والضحكات والعبرات مع أحدهم وتتوحد الأحلام والأهداف ووجهات النظر والأمانى ومشاريع المستقبل والمتاعب والنجاحات والإخفاقات ستصبح فى حاجة لدفتر من آلاف الأوراق، بل قد تصل لأرقام فلكية لتسجل خطواتكم معاً وكيف بدأتم وإلى أى اتجاهات تحركتم وكيف كان خط سيركم، وليكون لديك دفتر أحوال يؤرخ لميلاد ذلك المخلوق الناعم البديع الذى لا يشيخ ولا تتغير ملامحه، ويتجول بين أيامه ومناسباته ليحكى كيف بدأت القصة والى أى منطقة وصلت وليتوارثه الأبناء والأحفاد بحب وفخر واعتزاز كجزء من ثروة عائلية يحتفظ بها داخل الخزانة الحديدية ذات الأرقام الضخمة وبصمة اليد والعين وملامح الوجه وقد يحتفظون ببعضها فى إطارات من ذهب أو فضة ليراها زوار المنزل ومحبوه ويتساءلون ويبتسمون ويتذكرون.
وإذا أردت أن تحتفظ بدفتر أحوالك الثمين المميز ليصبح مزاراً عالمياً تقام له المعارض فى عواصم الحضارات والفن الرفيع وتلتقط له كاميرات أشهر المصورين كادرات مختلفة يخرج منها طوابع بريد ولوحات مقلدة وأخرى بريشة سوداء وثالثة بألوان مائية أو زيتية لامعة صريحة مبهجة تحمل دفء الشمس ورمادية القمر فعليك بتعلّم فن الجداريات، فهى أدق وأجمل دفاتر الأحوال التى تراها على أبواب المعابد وداخلها وعلى جدران الكنائس والأماكن المقدسة القديمة والتى تسجل وتكتب وتحكى قصص الحضارات وكيف وصل الإنسان للعلم والطب والزراعة والصناعة والبناء وأقام المبانى وحفر المقابر والسراديب وصنع محراث الأرض والفأس والمقلاع وأدوات الحرب من سهام وحراب ودروع وطور آلات العزف وتعلم ما هى الموسيقى والغناء وارتدت النساء ملابس الرقص وتزين وتعطرن، والتف الجميع حول الملكة فى احتفالات تؤكد أنهم وصلوا لمراحل متقدمة من الفن والابتكار وسجلوا كل ذلك فى جدارياتهم.
فإذا أردت أن تسجل قصة الحب فى جدارية لا تنسى الفسيفساء أو الأحجار أو قطع الموزاييك أو تقنية التمبرا والأفرسكو والنحت الغائر، فقد نجحت فى أن تصبح قصتك خالدة تتناقلها الأجيال. ولمن لا يعلم فإن الجدارية تعنى فن الرسم أو التصوير على عناصر البناء المعمارى كالجدران والأسقف والأعمدة والأقواس والأرضيات بأى تقنية. والتصوير الجدارى هو أول لغة بصرية عرفها الإنسان ووجد فيه ملاذاً للتعبير عن ذاته وما يراوده من أسئلة وجودية.
كما أنه من أقدم أشكال الفن البشرى، وهذا ما تشير إليه وتؤكده لوحات الكهوف فى معظم المستوطنات البشرية القديمة حول العالم، حيث كان الفن بأنواعه وسيلة الإنسان البدائى فى عصور ما قبل التاريخ لتجسيد رسومات اعتقد مقدرتها على حمايته ودفع الشرور عنه، فكان ذلك الفن الذى برع فى تسجيله من حركات رآها خلال مراقبته للطبيعة من حوله قبل أن تظهر الكتابة بزمن كبير.
وفى كتب التاريخ القديم صور نادرة تؤكد أن معابد القدماء المصريين ظلت رسوماتها غالباً ذات طابع دينى لتجسيد رؤى الإنسان للموت والعالم الآخر، كما تجسد أبعاداً دنيوية تناقض تلك الأبعاد الدينية كمشاهد الصيد والاستعداد للقتال والعجلات الحربية، التى ترسم أبعاد الحياة الإنسانية وما تحفل به من صراعات، وإذا كان الفن الجدارى هو أقدم أشكال التعبير الإنسانى التى عرفها الإنسان فإن جدران الكهوف الصخرية هى أول الأسطح التى رسم عليها الفنان القديم لوحاته ليعبر عما يدور فى ذهنه من أفكار ويسجل الذكريات، وقد حدث لهذا النوع من الفن تطور طبيعى؛ فبعد جداريات العصر البدائى كان هناك الفن المصرى القديم والفن الآشورى والقبطى والإسلامى وفن عصر النهضة والعصر الحديث. فهيا ليختر كل منا جداراً يسجل فوقه دفتر أحوال قصة حبه لنضيفه إلى أنواع الجداريات ونسميه (جدارية قصة حب).

- الإعلانات -

#جدارية #قصة #حب

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد