جريدة المغرب | بعد تجديد دعوة قيس سعيد إلى التقشف وعدم وضوح الرؤية حول الإنقاذ الاقتصادي: السياسات المالية تجمع نور الدين الطبوبي مع محافظ البنك المركزي مروان العباسي

يدرك الاتحاد العام التونسي للشغل جيدا أن فترة الهدنة قد انتهت وأن الوقت حان للتحرك لا فقط للدفاع عن حقوق الشغالين والدخول في مفاوضات الزيادة

في الأجور وتفعيل الاتفاقيات الممضاة مع الحكومة السابقة بل للمشاركة في إنقاذ البلاد وتجاوز الوضعية المالية الصعبة التي تمر بها وسط تواصل التأخر في الكشف عن الملامح الكبرى لمشروع قانون المالية لسنة 2022 كذلك مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2021، واللقاءات التي قام طيلة الأيام الفارطة خاصة منها مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية في تونس دونالد بلوم ومحافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي أو المبرمج القيام في غضون الساعات أو الأيام القليلة القادمة وبالتحديد مع حكومة نجلاء بودن.
تثير الوضعية المالية الحرجة للبلاد انشغال وحيرة العديد، حيرة تضاعفت مع تواصل غياب رؤية واضحة ومفصلة للإنقاذ الاقتصادي وخارطة طريق عمل الحكومة في الفترات القادمة سيما بعد تعثر المفاوضات مع المؤسسات الدولية المانحة وعدم وجود أي مؤشرات ايجابية إلى حدّ الآن من قبل بعض الدول حول منح تونس قروضا، وضع أجبر العديد من الفاعلين على الدخول على الخط والبحث عن حلول، يشدد رئيس الجمهورية قيس سعيد على ضرورة التعويل على القدرات الوطنية قبل البحث عن موارد من الخارج، وهو ما أكده في اللقاء الذي جمعه أول أمس مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن. وجدّد الدعوة إلى التقشّف في المال العام، مشددا على ضرورة أن يشعر جميع المواطنين بأنهم معنيون بالسياسات التي تنتهجها الدولة.
اللقاء تمّ في مقر البنك المركزي وبطلب من الطبوبي
من الأطراف التي دخلت على الخط لإخراج البلاد من الوضع الصعب الذي يمر به الاقتصاد الوطني، الاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما نلاحظه من اللقاءات التي يقوم بها أمينه العام نور الدين الطبوبي، حيث التقى يوم أمس مع محافظ البنك المركزي مروان العباسي في مقر البنك المركزي، لقاء كان بطلب من الطبوبي وتمّ الحديث فيه عن الوضع الاقتصادي والسياسات المالية المنتظر إتباعها في البلاد، لقاء تمّ التكتم عن مضمونه من قبل الطرفين ويأتي بعد يومين فقط من اللقاء الذي جمع العباسي مع رئيس الجمهورية قيس سعيد والذي شدد فيه على ضرورة طمأنة التونسيين والتقشّف في التصرّف في المالية العمومية حتى لا تُصرف الأموال في واردات لا تحتاج اليها تونس في هذا الوقت بالذات، مؤكدا على ضرورة التعويل على أنفسنا قبل كل شيء، وعلى أن يكون التعاون على المستوى الدولي في خدمة حاجيات تونس وفي إطار اختياراتنا الوطنية. من جانبه، أفاد محافظ البنك المركزي باستعداد الممولين الدوليين، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار المنظمات المالية العالمية، للاستجابة لمطالب تونس شرط أن تكون الرؤية واضحة والأهداف محددة ودقيقة.
تشريك الاتحاد
لقاء الطبوبي مع العباسي يأتي أيضا بعد يومين من اللقاء الذي جمعه مع سفير الولايات المتحدة بتونس دونالد بلوم أين استعرض الطرفان الوضع العام بالمنطقة خاصة كيفية دعم التجربة الديمقراطية في تونس و دفع الاقتصاد الوطني ، وأكد بلوم استعداد الولايات المتحدة إلى دعم تونس والمؤسسات الديمقراطية وتشريك الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا المسار خاصة في المجال الاقتصادي الذي يطلب الإسراع في حلول عملية وفي المفاوضات مع المؤسسات الدولية وإخراج تونس من الوضع الصعب الذي يمر به الاقتصاد الوطني .
الابتعاد عن الحلول الترقيعية المنتهجة
مع استمرار الجفاء بين قيس سعيد ونور الدين الطبوبي وعدم التواصل بينهما منذ أشهر، يبحث الاتحاد عن مخارج أخرى للضغط الايجابي ليكثف في الفترة الأخيرة من تحركاته وخطاباته وتوجيه الرسائل إلى رئيس الجمهورية والتي مفادها أنه لا يمكن قيادة البلاد دون تشريك اتحاد الشغل أو بعض الهياكل الفاعلة في البلاد، كما أن بيان مكتبه التنفيذي الموسع الأخير كان واضحا، حيث دعا إلى الابتعاد عن الحلول الترقيعية المنتهجة أو التي تكون على حساب الأجراء والمغلّفة بدعاوى التقشّف أو التضحيات دون اعتبار أنّ مبدأ التضحيات يحتاج إلى حوارات وتشارك واستعداد من جميع الأطراف. وطالب بإجراءات قانونية واجتماعية عاجلة لتسديد الشغورات وخاصّة في مجالي الصحة والتعليم ومن شأنها أن تحدّ من الاحتكار وتعيد هيكلة مسالك التوزيع وتوقف حمّى المضاربة بحياة الشعب وقوته وخاصّة منه الفئات الضعيفة والمهمّشة والمعطّلة عن العمل وتعطي الشباب الذي طالت بطالته أملا جديدا في حقّ الانتداب وفق القانون المصادق عليه.