جريدة المغرب | بعد ماراطون اللقاءات وتدخلات قيس سعيد ونور الدين الطبوبي: هل تمرّ حكومة إلياس الفخفاخ بتركيبتها المعدلة ؟
لم يختلف نسق أحداث أمس عن سابقيه، تحركات لا تهدأ من قبل الجميع المتدخلين في مشاورات تشكيل حكومة الياس الفخفاخ التي
ارتهنت بشكل أو بآخر بقرار مجلس الشورى لحركة النهضة..فالكل ينتظر ما سيفرزه اجتماع النهضة ليعلم ما العمل وخاصة إن كانت ستفرج أم لا؟.. اجتماعات ولقاءات ماراطونية تمت يوم أمس في محاولة للبحث عن مخرج قبل انتهاء الآجال الدستورية، تنتهي اليوم الأربعاء، وتفادي شبح حلّ البرلمان وإعادة الانتخابات.
تواصلت اللقاءات الثنائية والثلاثية والمعلنة وغير المعلنة إلى ساعات متأخرة من يوم أمس من أجل العمل على تجاوز الخلافات الحاصلة من أجل إيجاد حلّ لأزمة تشكيل الحكومة، لقاءات لعب فيها الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي دورا كبيرا، سعى خلالها إلى تقريب وجهات النظر وإيجاد حل وسط يرضي الجميع، حتى أنه بشر الشعب التونسي على هامش إشرافه على افتتاح مؤتمر الجامعة العامة لأعوان وزارة العدل وأملاك الدولة والملكية العقارية أمس أنه ستكون هناك حكومة في الساعات القليلة القادمة بتضافر كل الجهود .
تعديلات على القائمة المقترحةخلال الـ 48 ساعة الفارطة، تعددت اللقاءات بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة المكلف، لقاءات حسب بلاغ مقتضب لرئاسة الجمهورية يطلع خلالها الفخفاخ رئيس الدولة على آخر مستجدات المشاورات الجارية والمتعلقة بتكوين الحكومة قبل أن يقدم له رسميا تركيبة الحكومة قبل انتهاء الآجال الدستورية اليوم، تركيبة الحكومة الجديدة لن تختلف وفق آخر الكواليس عن التركيبة التي أعلنها الفخفاخ منذ أيام مع إدخال بعض التعديلات بناء على طلبات حركة النهضة، تعديلات قد تشمل وزارات تكنولوجيا الاتصال، حيث عارضت حركة النهضة وبعض الأحزاب اقتراح لبنى الجريبي لتسييرها، علما وأن الجريبي قد يتم منحها وزارة أخرى، وزارة العلاقة مع مجلس نواب الشعب، أيضا من التعديلات التي طالبت بها حركة النهضة، تغيير الوزير المقترح على وزارة المالية ووزارة الشؤون الثقافية والداخلية ووزارة البيئة ووزارة الرياضة، الفخفاخ استجاب لبعض مطالب النهضة وقد قدم للغنوشي خلال لقائه به القائمة الاسمية الجديدة المقترحة وقد قام رئيس الحركة بعرضها على مجلس الشورى واتخاذ القرار النهائي إما التمسك بموقفهم السابق الانسحاب من الحكومة مع عدم التصويت لها أو الموافقة على التعديلات المدرجة بالتركيبة المقترحة من الفخفاخ وبالتالي منح الثقة لحكومة الفخفاخ وتجنب سيناريو الانتخابات المبكرة.
القروي..الحكومة ستحظى بثقة البرلمانالساعات القادمة ستكون حاسمة ومفصلية في مسار تشكيل الحكومة وقد تسير الأزمة في اتجاه الانفراج ما لم تحصل أي مفاجآت أو تطورات جديدة في علاقة خاصة بقرار مجلس الشورى لحركة النهضة، قرار من شأنه أن يجنب الحركة المرور إلى الخطة «ب» أي حكومة دون النهضة بضمّ قلب تونس، وحسب تصريح مقتضب لرئيس حزب قلب تونس نبيل القروي لـ«موزاييك» فإن حكومة إلياس الفخفاخ ستحظى بثقة البرلمان لتجنيب البلاد سيناريو حل البرلمان الذي يدفع إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد.
النهضة وتعديل موقفهاباتت حركة النهضة في وضع صعب ولم يتبق أمامها غير مراجعة موقفها خاصة أمام التفاعلات الايجابية لرئيس الحكومة المكلف مع مطالبهم، علما وأن رفض بعض الأسماء المقترحة على عدد من الوزارات لم يكون فقط من قبل النهضة بل أيضا التيار الديمقراطي الذي طالب المكلف بتشكيل الحكومة بتغيير وزير الداخلية المقترح هشام المشيشي، نظرا لكونه شخصية غير معروفة وليس من الكوادر الأمنية القادرة على تسيير وزارة الداخلية ومكافحة تفشي الجرائم، كما طالب بتغيير شكري بن حسن من وزارة البيئة ووضع لبنى الجريبي على رأس وزارة أخرى، ووضع شخصية مستقلة على رأس وزارة تكنولوجيات الاتصال، كما أبدى المكتب السياسي تحفظاته الكبيرة على بعض الوزراء مثل أحمد قعلول وأنور معروف.
المصدر
الصورة من المصدر : ar.lemaghreb.tn
مصدر المقال : ar.lemaghreb.tn