جريدة المغرب | مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس يحتفي باليوم العالمي للمسرح: «بدن فارغ» مسرحية عن «الكورونا » والعلاج بالفن
«المسرح هو خلق تلك المساحة على الأرض التي يكون فيها الكل متساويا، سواء أكانوا بشرا أو آلهة أو نباتات أو الحيوانات أو قطرات مطر أو دموع أو عملية التجديد»
هكذا تم تعريف الفن الرابع في رسالة اليوم العالمي للمسرح 2022 التي جاءت بإمضاء المخرج المسرحي بيتر سيلرز. واحتفالا باليوم العالمي للمسرح، أعد مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس تحت إدارة المخرج معز العاشوري برمجة نوعية تليق بهذا الحدث الاستثنائي.
يحتفل مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس بالتعاون مع المركب الثقافي علي بن عياد بحمام الأنف باليوم العالمي للمسرح على امتداد يومي 26 و27 مارس 2022. وفي هذا الإطار تنتظم ندوة علمية بعنوان «المسرح ومقاومة العنف» إلى جانب تقديم العرض ما قبل الأوّل لمسرحية «بدن فارغ».
ندوة فكرية عن «المسرح ومقاومة العنف»
«أعطنى مسرحا… أعطيك شعبا عظيما» قد تختزل هذه المقولة الخالدة دور «أب الفنون» في بناء الشعوب وتهذيب ذوقها وسلوكها… ولأنّ الفن الرابع يعتبر سلاحا من أسلحة مواجهة العنف وكل الممارسات المهددة لإنسانية الإنسان، فقد ارتأى مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس أن ينظم ندوة علمية تحت عنوان» المسرح ومقاومة العنف» يوم السبت 26 مارس الجاري بالمركب الثقافي علي بن عياد بحمام الأنف انطلاقا من الساعة الثانية بعد الزوال.
وبعيدا عن اجترار المواضيع المستهلكة وفي اقتراب من شواغل المواطنين وواقعهم الراهن، تهتم ندوة «المسرح ومقاومة العنف» بتشريح أسباب ثقافة العنف في المجتمع التونسي ودور المسرح في الحد من أثرها وحدّتها …
وتستدعي الندوة العلمية «المسرح ومقاومة العنف» ثلة من المختصين والباحثين للإفادة بمقاربتهم لدور الفن الرابع في هزم العنف من خلال أربع مداخلات بإمضاء الدكتور سامي نصر الذي سيقدم مداخلة بعنوان «العنف والأعنف في مقاربة المسرح للحياة: بياض و سواد عند حدود الكتابة في المسرح التونسي». ويقدّم الدكتور توفيق العلوي مداخلة تحت عنوان «مسرحة ظواهر العنف في الشارع التونسي». في حين ستلقي الفنانة والمختصة في علم النفس نجمة الزغيدي مداخلة عن «عملية الخلق المسرحي لدى الطفل و أثرها في تجاوز السلوك العنيف». أما الدكتور سامي الذيبي فسيتحدث عن «دور المسرح في مقاومة ظاهرة تفشي العنف المدرسي».
لأول مرّة منصف المزغني ممثلا في «بدن فارغ»
كلّما اقترب المسرح أكثر من واقع المتفرج كان أكثر صدقا وحميمية… وقد اختار المؤلف والمخرج المسرحي معز العاشوري أن يكون مسرحه معبّرا عن هواجس المواطنين وحاملا لقضاياهم وصادحا بصوتهم… فقد تطرّق في مسرحيته «دون كيشوت أو حب تحت المراقبة» إلى تهديد الإرهاب لحرية الفن والتعبير في الوقت الذي عاشت فيه تونس فواجع الاغتيال السياسي واحتلال الإرهابيين للجبال … وعندما وضع دراماتورجيا وسينوغرافيا مسرحية «الوحش» فقد أراد أن يثبت دور العلوم في إنقاذ حياة البشر زمن الأوبئة والعالم بأسره يعيش تحت وطأة «الكورونا». وفي مسرحيته الجديدة «بدن فارغ» يكرّم معز العاشوري على طريقته ضحايا الكورونا الذين أصبحوا مجرد أرقام في سجلات الوفيات.
في موضوع طريف ومعاصر لم يسبق طرحه على الأركاح، اختار المخرج معز العاشوري أن يستلهم موضوع «بدن فارغ» من الصدمة التي عاشتها قارات الكرة الأرضية جراء زحف فيروس كورونا على المدن واختطافه لأرواح البشر.
وتتحدث مسرحية «بدن فارغ» (corps-vide) عن ممثل شاب يتوّجه إلى إحدى القاعات قصد تقديم عرض فني، فيتفاجئ بتحوّل قاعة المسرح إلى مركز كوفيد 19. ورغم دهشته وحيرته، لا يعود هذا الفنان أدراجه بل يرتدي ملابس الشخصية المسرحية ويقرّر الدخول إلى القاعة ليجد نفسه في غرفة الإنعاش يعالج المرضى لا بالأدوية والعقاقير بل عن طريق الفن.
في نص وإخراج لمعز العاشوري، نجحت مسرحية «بدن فارغ» في استضافة الشاعر الكبير منصف المزغني لأول مرة على ركح المسرح لنراه ممثلا مسرحيا وهو الذي برع في إلقاء الشعر بطريقة «مُمسرحة» لا تشبه أحدا سواه.
ويلعب أدوار «بدن فارغ» كل من الممثل القدير كمال علاوي والفنان يحي الجزيري وثلة من الممثلين الشبان.
وفي عرضها ما قبل الأول ستصافح مسرحية «بدن فارغ» عشاق الفن الرابع يوم الأحد 27 مارس الجاري على الساعة السادسة والنصف بالمركب الثقافي على بن عياد بحمام الأنف.
مع كل احتفال باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس من كل عام، تتأكد الحاجة إلى المسرح بما هو حوار وحرية وعلاج للأسقام والعلل وعنوان أمل وحياة.
#جريدة #المغرب #مركز #الفنون #الدرامية #والركحية #ببن #عروس #يحتفي #باليوم #العالمي #للمسرح #بدن #فارغ #مسرحية #عن #الكورونا #والعلاج #بالفن
تابعوا Tunisactus على Google News