جماعة الإخوان تتآكل.. انقسامات وخيبة أمل في صفوف شبابها
فيما تعصف الانقسامات بجماعة الإخوان، يراقب العديد من المهتمين بالجماعات الإسلامية، مآل ومصير تلك الخلافات، على الرغم من أن بياناً لـ”علماء الإخوان” صدر مطلع الشهر الجاري، مؤكداً أن القيادة لإبراهيم منير.
فبعد عقود من تميز الجماعة بتماسكها تنظيمياً، منذ السنوات الأولى لتأسيسها، يبدو أنها باتت الآن تتآكل تحت وقع الخلافات المستشرية بين جناحي إسطنبول ولندن، بحسب ما أفاد تقرير لمجلة الإيكونوميست.
ويبدو أن الإخوان المسلمين يعيشون اليوم أصعب الفترات بسبب الصراعات المستعرة على القيادة، بما يتعارض مع المبادئ التي أرساها ونظّر له مؤسسها حسن البنا.
إذ بات قادتها يتبادلون الاتهامات والشتائم بين تركيا وبريطانيا، كاشفين عن صفقات ترتبط بالفساد والعمالة لوكالات المخابرات الأجنبية.
صراع بين ابراهيم منير ومحمود حسين
خيبة أمل في صفوف الشباب
بالتزامن يفتك اليأس بالعديد من أعضاء الجماعة، لاسيما في صفوف الشباب، الذين يشعرون بخيبة أمل من قادتهم، خاصة بعد فشلهم أو حتى عدم محاولتهم أساسا التوصل إلى اتفاق مع القاهرة للعفو عن أعضاء من الإخوان في السجون المصرية.
فقد تعثرت جهود الجماعة في إخراج الموقوفين بسبب الصراع الجديد الذي ظهر مؤخرا حول قيادة الإخوان بين إبراهيم منير، الذي خلف محمود عزت في منصب المرشد الأعلى بعد القبض على الأخير العام الماضي، من جهة، وبين محمود حسين، الأمين العام السابق، الذي أوقف منير عن العمل في أكتوبر، مع خمسة أعضاء بارزين آخرين، بسبب الفساد، كما علق لاحقا عضوية العشرات أيضا.
يذكر أن منير، الذي يعيش في لندن، يشرف على الشبكة الدولية للجماعة ولديه علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية، بينما يسيطر حسين على الحسابات المصرفية، وجزء كبير من الأموال والاستثمارات.
وإذا كانت الجماعة نجحت في الماضي بتجاوز عدد من الأزمات، فإن المشهد بات غامضا الآن مع حدة وقوة الخلافات، بحسب المجلة.
انشقاقات سابقة
علما أن سلسلة الصراعات التي شهدتها جبهتا الجماعة مؤخرا قد تنتهي بإنشاء فصيلين رسميا، على غرار ما حدث في نهاية الثلاثينيات، حيث أعلنت مجموعة من شباب الإخوان حين انفصالهم عن التنظيم، مطلقين على أنفسهم “شباب محمد”، بقيادة المحامي محمد عطية خميس.
ثم تلاه انشقاق آخر كبير وقع في العام 1945 إثر تورط عبدالحكيم عابدين صهر حسن البنا مؤسس الجماعة في فضائح جنسية، وكان أبرز المنفصلين أحمد السكري، شريك البنا في تأسيس التنظيم والذي انفصل عن الجماعة بعد رفض البنا معاقبة زوج شقيقته، وكان هذا الانشقاق الأكثر قوة وتأثيرا لخروج قيادات بارزة من الجماعة.
كذلك شهدت الجماعة في الخمسينيات انشقاقا آخر، عندما انفصل قائد التنظيم السري عبدالرحمن السندي، وعدد من كبار مساعديه، ثم تلاه خلاف آخر فى التسعينيات، أدى لانشقاق 100 بقيادة محمد رشدي.
إلى ذلك، عمد التنظيم خلال السنوات الأخيرة إلى فصل عدد كبير من قياداته، مثل عبدالمنعم أبوالفتوح لترشحه للرئاسة ضد مرشح الجماعة محمد مرسي، وأبو العلا ماضي لتأسيسه حزب الوسط، ومحمد حبيب نائب المرشد، وإبراهيم الزعفراني وغيرهم.
#جماعة #الإخوان #تتآكل #انقسامات #وخيبة #أمل #في #صفوف #شبابها
تابعوا Tunisactus على Google News