“جمهوريتان.. تونس واحدة”.. كيف خطط الإخوان لخلافة السبسي في 2019؟
“جمهوريتان.. تونس واحدة”، كتاب صدر حديثا لمحمد الناصر، رئيس البرلمان التونسي السابق والذي شغل أيضا منصب الرئاسة مؤقتا، يتناول فيه خفايا وأسرار الحكم خلال فترات تاريخية مختلفة قضاها يتحرك ضمن دواليب الدولة.
السياسي المخضرم الذي اشتغل بإدارة الشأن العام منذ فترة حكم الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة يفتح في مذكراته صندوق أسراره في جمهورية الاستقلال التي ساهم في بنائها، والجمهورية الثانية التي عمل على إرساء أولى لبناتها.يرصد محمد الناصر في كتابه تفاصيل وخبايا صناعة القرار التونسي من رجل دولة أمّن منصب الرئاسة بالنيابة في فترة حالكة كانت البلاد تحتاج فيها صلابة وقرار واضحين.فترة الـ 90 يوما التي قضاها الناصر في قصر قرطاج عندما تسلم مقاليد رئاسة للجمهورية بالنيابة في 2019، فضحت نوايا الإخوان في القفز على مقاليد السلطة بينما كانت تونس مهدّدة بالفوضى وانفلات الأمن.وكشف أن النهضة وتحيا تونس كانا ينويان إعلان يوسف الشاهد رئيس الحكومة ومؤسس حزب “تحيا تونس” رئيسا للبلاد عندما مرض الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ونقل للمستشفى يوم 27 يونيو/حزيران 2019.محمد الناصر قال إن تأكيدات حصل عليها من وزير الداخلية آنذاك عبد الكريم الزبيدي بأن خطة الإخوان وحليفهم وقتها يوسف الشاهد كانت عقد جلسة عامة استثنائية خارقة للعادة لإقرار الشغور في منصب رئيس الجمهورية نتيجة وضع الرئيس الراحل الصحي وتعويضه برئيس الحكومة آنذاك يوسف الشاهد استنادا إلى الفصل 84 من الدستور التونسي.
رئيس المجلس التشريعي التونسي السابق أكد أنه وفي غياب المحكمة الدستورية كان لمجلس نواب الشعب باعتباره مؤسسة سيادية كل الصلاحية لإقرار الشغور الوقتي في منصب رئاسة الجمهورية وتنفيذ الخطة التي رسمتها النهضة وحلفاؤها.
وأضاف الناصر أن امتلاك الشاهد أغلبية مطلقة بمجلس نواب الشعب كان يؤمن له صعودا دون أية عراقيل ليصل سدة رئاسة الجمهورية وقتها.
وسرد رجل الدولة التونسي تفاصيل الاتصالات الهاتفية والمعطيات التي تتالت يومها كاشفة ما دبرته النهضة وحلفاؤها من التفاف كامل على زمام الحكم لولا عودته إلى العمل على رأس المؤسسة التشريعية حالا، رغم أنه كان في وعكة صحية حينها.
“جمهوريتان..تونس واحدة”، سرد فيه الرجل الذي تولى رئاسة تونس مدة 90 يوما بعد وفاة الباجي قايد السبسي (وحتى تسلم قيس سعيد الرئاسة منه) خفايا مهمّة عن مسيرته وكواليس السياسة وصنع القرار.ويتضمن أيضا تفاصيل العمل السياسي خلال فترة عمله على رأس المؤسسة التشريعية وأيضا شهادات أخرى متميزة عن فترات تاريخية أخرى تقلد فيها مناصب سياسية حساسة.
محمّد الناصر أسس ديوان التكوين المهني والتشغيل (مؤسسة وطنية تعنى بالعمل والتدريب المهني)، وكان محافظا بالعديد من المحافظات منها سوسة والمنستير والمهدية كما تقلد وزارة الشؤون الاجتماعية، وكان سفير تونس بجنيف، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وكان قبلها قبلها رئيس بلدية الجم ونائبا بالبرلمان التونسي.
تابعوا Tunisactus على Google News