جون ون: أعبر عن فني بإبداع في الإمارات | صحيفة الخليج
دبي: زكية كردي
«أنظر للفن بأنه نافذة للتعبير عن الذات، ومن المهم جداً أن نجد الفن في الطرقات لأن البعض لا يملك هذه الرفاهية».. هكذا ببساطة يلخص جون ون، الفنان الأمريكي المقيم في باريس الذي يعتبر أحد رواد الصناعة في فن الرسم على الجدران في العالم، فلسفته الخاصة بفن الشارع بوصفه تعبيراً فنياً معنياً بتغيير حياة الناس، وبث الطاقة الإيجابية بأسلوبه الفني الخاص الذي نتعرف إليه عن قرب في معرضه المرتقب في«Jossa by Alserkal» في دبي.
يقول ون: أنا مثال حي لمدى تأثير الفن، حيث إنني اكتشفته من خلال رؤية فن «جرافيتي» في الطرقات، وهذا ما منحني نمط الحياة الذي أعيشه اليوم وخوض العديد من التجارب المميزة، منها السفر حول العالم واكتشاف ثقافات مختلفة، لذا أرى أن فن «جرافيتي» هو بدافع الفن والتعبير عن الذات، وبفضله تطورت وأصبحت ما أنا عليه الآن، بدءاً من الرسم والكتابة على الجدران بطريقة فنية إلى رسم اللوحات وإقامة المعارض الفنية، لأن أعمالي الفنية تُعد تجريدية وهي شكل من أشكال الحياة والتعبير عن الذات.
هواية قديمة
جاءت رحلة ون إلى دبي بالتعاون مع القائمين على المعرض الفني «آرت تايم» الذي يتخذ من كوت دي فوار مقراً رئيسياً له، ويقول: عملت معهم من قبل، وقدمت العديد من المعارض الفنية معهم في أبيدجان عاصمة كوت دي فوار، وداكار عاصمة السنغال، فقد كانت الفكرة في البداية هي تطوير أعمالي الفنية في إفريقيا، ثم تم الانتقال إلى هنا لعرض أعمالي الفنية في دبي، أنتمي إلى الفن التجريدي، ويرجع ذلك بفضل «جرافيتي» هوايتي القديمة في الثمانينيات بالرّسم والكتابة على الجدران بطريقة فنية في نيويورك، أعتقد أن الأعمال الفنية تلقى رواجاً كبيراً هنا في دبي وفي الإمارات عموماً، والناس هنا ينجذبون نحو الفن التجريدي، ولذلك أشعر أنه يمكنني أن أعبر عن فني بإبداع في الإمارات.
المتأمل لأعمال ون يتلمس أنماطاً لفنانين كبار ربما كانوا مصدر إلهام للكثير من الفنانين الذي جاؤوا بعدهم، وعن تأثر وتطور تجربته الفنية التي خاضها بتعليم نفسه بنفسه، يوضح ون: أتمتع بنمط قريب من الفنان جاكسون بولوك في العديد من الجوانب وهذا ما يردده الكثيرون، بما أنني لا أرسم بطريقة تقليدية أو لم أبدأ بالرسم بطريقة تقليدية باستخدام الفرشاة والقماش المستخدم في ألواح الرسم، لقد رسمت عن طريق رش الطلاء على الحائط أو على عربات قطار «مترو»، كان هناك دائماً حاجز بيني وبين قماش ألواح الرسم، لم استخدمه أبدًا، كنت دائماً أقوم بالرسم من خلال تنقيط ورش الأصباغ، فهكذا أصنع أعمالي الفنية المبتكرة، أما رسوماتي فهي غير مألوفة وفريدة من نوعها وتبدو دائماً مفعمة بالطاقة الإيجابية. أتلقى الكثير من التعليقات منها: «عندما أرى لوحاتك يا جون، أشعر بمدى الطاقة الإيجابية». تنبع هذه الطاقة من الحياة التي أعيشها، والتي تتجاوز حدود الفن بالمفهوم التقليدي؛ فحياتي هي شكل من أشكال الفن.
ثقافات مختلفة
يضيف ون: أتيحت لي الفرصة للسفر لمعظم أنحاء العالم، لذا منحني الفن فرصة استثنائية لرؤية الحياة والعالم من حولنا بمنظور مختلف، إقامتي هنا في دبي عززت من قدرتي على اكتشاف ثقافات مختلفة وزرعها في قلبي حيث تنتمي، ولديّ الكثير من الذكريات الفريدة من نوعها لأنني حظيت بتعلم الفن في أفضل مدرسة للفنون في العالم؛ تلك المدرسة هي الطرقات، كان يتوجب عليّ تعلم الكثير من الأشياء المختلفة لتحقيق النجاح في هذا المجال، لذا فإن الرسم بالطلاء على الجدران في مدينتي نيويورك وباريس كان من أكثر التجارب المهمة والمؤثرة في حياتي الفنية.
وثمة «اتجاه سائد» في الفن التشكيلي سيطر على المدارس الفنية واهتمامات الفنانين في كل مرحلة، عن منظوره الخاص لهذا النمط، يقول ون: فني لم يكن يوماً يتميز بفضل هذا المفهوم، ودائماً أحاول ألا أتبعه لأن هناك نهاية لكل اتجاه سائد، وفي المقابل حاولت اتباع مفهوم «التطور» لكي أطور من نفسي ومن أعمالي الفنية بمرور الوقت، وذلك الأمر يتطلب التكيف مع أشخاص جدد يتحدثون لغات مختلفة، نحن نعيش في وقت مميز يتيح الفرصة للجميع، وفي عالم الفن أصبح بالإمكان إنشاء معرض فني خاص من داخل غرفة المنزل والتواصل بطرق مختلفة، لذا يجب استغلال تلك الفرص والأفكار المبتكرة التي لم تكن متاحة من قبل، لذلك نحن بحاجة إلى التكيف مع هذه الفرص الجديدة وهذه الطاقة الإيجابية، وإحداث تأثيرات مهمة لترك بصمة وعلامة فارقة في هذا الوقت.
ويوضح ون: أتيحت لي الفرصة لأنني كنت أرسم لسنوات عديدة لكي أظل على الساحة الفنية. من الثمانينيات إلى عام 2020 لأصل إلى هنا وأكون حول الشباب في قلب المعرض الفني المذهل «آرت تايم». هذه هي الدوافع الفنية التي تجعلني أستمر في الابتكار والعمل بإبداع لأكون حول الشباب محاطاً بكل هذه الطاقة الإيجابية، أنا ممتن حقًا لكل ذلك.
مرسم خاص
حول انطباعه عن الحركة الفنية المعاصرة في الإمارات، يقول ون: استمتعت كثيرًا بأعمال الفنان المبدع إل سيد، وأعتقد أنه من ألمع الفنانين الشباب في جيله، وتمكنت من زيارة المرسم الخاص به والتحدث معه، وكنت أرغب في مقابلته لفترة طويلة وكنت أعلم أنّ لديه مرسماً في دبي وهو فنان مبدع حقاً وأنا أحب أعماله الفنية. ولديّ أيضاً صديق أمريكي يدعى «داش» وترعرعنا معاً في نيويورك، وهو يعيش الآن في الإمارات ولديه المرسم الخاص به، ويلعب المعرض الفني «آرت تايم» دوراً كبيراً في قلب دبي الذي ينبض بالفن.
#جون #ون #أعبر #عن #فني #بإبداع #في #الإمارات #صحيفة #الخليج
تابعوا Tunisactus على Google News