جوَّك | التويزة تظهر بشكل تلقائي من جديد في المغرب – بقلم محمد المسعودي
«المغاربة في وجه الزلزال» هو العنوان الأبرز في كثير من الصحف الرقمية والمكتوبة والمنصات الإخبارية الإعلامية.
اقرأ أيضاً زلزال الحوز أحيا من جديد نظام تويزا الأصيل بين المغاربة
ما معنى كلمة التويزة؟
وتعددت القراءات والتعليقات والنشرات الإخبارية التي نظرت للأحداث ووثقتها، منها علمي جيولوجي محض، ومنها اجتماعي شعبوي.
ولكن أكثر القراءات المميزة الصحفية والإخبارية الموثقة للأحداث أبرزت سمة التضامن أو موجة التطوع المكثفة التي تستحق الوقوف عندها لحظة طويلة من الزمن، لعلنا نتعلم منها درسًا ونأخذ معرفة كاملة شاملة للعادات الأصيلة ذات المستوى الرفيع أخلاقيًّا، التي تتميز بها الذاكرة الأخلاقية الجماعية المغربية.
أحيا الوضع الكارثي الذي خلفه الزلزال ذاكرة جماعية أصيلة شعبية متمثلة في إحدى العادات المتوارثة القديمة والمعروفة بـ«التويزة».
إن هذا الموروث رفيع المستوى يعد من الأنظمة التعاونية التضامنية المعروفة عالميًّا، التي حافظت عليها الحضارات القديمة للشمال الإفريقي إلى يومنا هذا، ويمكننا القول هنا إنه من أقدم الأنظمة التضامنية في العالم، وقد اقترحت على وزارة الثقافة طلب إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي.
اقرأ أيضاً ما سبب وقوع زلزال المغرب اليوم؟
ما فائدة التويزة؟
التويزة مصطلح أمازيغي ⵜⵉⵡⵉⵣⵉ tiwizi شائع في المغرب خاصة وعمومًا في الشمال الإفريقي، هذا المصطلح يستعمل في أوساط مجتمعية واسعة ناطقة باللغة الأمازيغية بالمغرب، وأيضًا نجده شائع الاستعمال لدى فئة عريضة ناطقة بالدارجة المغربية.
وتعني هذه الكلمة التضامن والتعاون والتآزر والمساعدة، وتشمل كل الصور المختلفة لأشكال التعاون والتضامن الاجتماعي الإنساني، وهو طقس موروث متجذر بدرجات متفاوتة من منطقة إلى أخرى.
ظهرت عادة التويزة من جديد بطريقة جذابة وهذه المرة كانت مغربية بامتياز على عموم ربوعه، بعدما كانت عادة تضامنية محلية متفردة من منطقة إلى أخرى، وذاع صيتها عالميًّا، فقد مدَّ كل المغاربة من الشمال ومن الجنوب الأقصى يد المساعدة، وتوجهوا بالمساعدات إلى المناطق المتضررة، وكانت اللحظات مؤثرة للغاية، هذه العادة لم ينسها أحد بالرغم من التغير الاجتماعي في القيم والمناخ العولمي السائد.
إن عادة تويزة تطوعية بامتياز، وهي تعد من التراث المغربي غير المادي الذي يعود تاريخ وجوده إلى مئات السنين قبل الميلاد.
نجد التويزة في كل الأنشطة الاجتماعية والثقافية وكذا الفلاحية الزراعية: (الأعراس، والتجمعات الدينية التبرعية المعروفة بـ«المواسم والمعروف» في المغرب تحديدًا، وأيضًا في موسم جني الزيتون …) إنها عادة اجتماعية إنسانية لطيفة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الموروث ليس خاصًّا بالمغرب فقط، بل نجده في كل بلدان الشمال الإفريقي التي تتشارك التاريخ الحضاري الأمازيغي القديم، وتبرز هذه العادة الاجتماعية بقوة في المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والمجتمع الصحراوي الطارقي.
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
شارك على فيسبوك
غرد على تويتر
هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية
#جوك #التويزة #تظهر #بشكل #تلقائي #من #جديد #في #المغرب #بقلم #محمد #المسعودي
تابعوا Tunisactus على Google News