“جو فوتوغرافيا”: مقاربة لمفهوم المجسّد

في عام 2013، انطلقت أولى دورات مهرجان “جو فوتوغرافيا” بهدف إضاءة تمثّلات الصورة في الفن المعاصر في البلدان العربية والمتوسّطية، بتنظيم من “مؤسّسة كمال الأزعر للفنون والثقافة” بالتعاون مع “المعهد الفرنسي” في تونس العاصمة.

بعد انقطاع لثلاثة أعوام بسبب تداعيات جائحة كورونا، انطلقت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان صباح اليوم الخميس وتتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري، بمشاركة حوالي مئة فنان يمثّلون أربعين بلداً.

تشتمل التظاهرة على خمسة محاور أساسية، هي: السينما من خلال عروض حول فن الفوتوغرافيا، والعروض الفنية من خلال مهرجان لفنون الركح والموسيقى والمسرح والرقص، ومنصة مهنية للفوتوغرافيا تنظّم لقاءات بين الفنانين الفوتوغرافيين المشاركين، ومجموعة من الندوات والورش المتخصصة، إلى جانب المعارض.

تتميّز الدورة الحالية عن سابقاتها، بإقامة المعارض في عدد من شوارع تونس العاصمة وحدائق مبنى “بورصة الشغل” و”قصر العبدلية” و”مطابع سيراس” القديمة، وكذلك في “المعهد الفرنسي” و”دار الثقافة المغاربية ابن خلدون”، وفضاءات عامّة أخرى في مدينتي سوسة وصفاقس.

استعار المهرجان تسميته من مناخات الطقس وحالات المزاج، كما يحيل مصطلح “جو” إلى “كل ما هو متناغم مع العصر، كل ما يصنع حقبة تاريخية، وكل ما يدور في منطقة جغرافية ما، وأيضا كل ما هو احتفالي أو للتعبير عن شيء بعيد المنال أو غامض. وفي اللهجة التونسية تحيل كلمة ‘جو’ إلى الأجواء الممتعة”، وفق تقديم المنظّمين.

يُعرض في الدورة الحالية قرابة ثلاثمئة عمل فني ويُقام خمسة عشر معرضاً متخصصاً في التصوير الفوتوغرافي وأربعة عشر عرضاً راقصاً وموسيقياً، بالإضافة إلى عرضيين مسرحيين، ومجموعة من الموائد المستديرة واللقاءات المهنية، تركّز ثيمتها الأساسية على “الجسد في كل تشكّلاته، الذي يشير إلى معنى المجسّد والتجسّد ودلالاته المتنوّعة.

“خطوط الصدع: الأحلام المفقودة في عصر جديد من النهايات” عنوان الندوة التي أُقيمت يوم الافتتاح وشارك فيها الفنانون والباحثون جوان كي من كوريا الجنوبية، ويوسف الشاذلي من مصر، ومحمد علي لطيف من تونس، و”مجموعة أوتوليث” المتخصّصة في أبحاث الصورة من بريطانيا، والذين ناقشوا تأثير الأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى التي وقعت في القرن الماضي على نظرتنا لراهن الفن ومستقبله.

من بين الفنانين والفرق المشاركة: برونو بوجلال من الجزائر، ونورا منت سيمالي من موريتانيا، و”مجموعة ديس” من الولايات المتحدة، وأيمن الماجري وصوفيا بركات وهشام دريس من تونس.