حقيقة مستقلين بحكومة الفخفاخ.. ما علاقة حزبه الغائب بالبرلمان؟
برزت على القائمة النهائية لتركيبة الحكومة في تونس، التي قدمها المكلف، إلياس الفخفاخ، مساء السبت، أسماء قيادية بحزب التكتل غير الممثل في البرلمان، ما أثار انتقادات واسعة.
انتماء الفخفاخ
في سنة 2011، التحق إلياس الفخفاخ بحزب التكتل الاجتماعي الديمقراطي، وتولى الفخفاخ حقيبة السياحة في حكومة الترويكا حينها، وفي 2012 تولى حقيبة المالية إلى سنة 2014.
وترشح الفخفاخ للانتخابات الرئاسية عن حزب التكتل في 2019، ولم يحصل إلا على 0.34 في المئة من مجموع الأصوات.
تضارب مصالح
وقال المحلل السياسي، بولبابة سالم، لـ”عربي21″، إن “الفخفاخ ارتكب خطأ، عندما نتكلم عن وزارة الاتصال فهي مهمة جدا، والوزير الحالي أنور معروف (حركة النهضة) قدم فيها إنجازات وهو شخصية علمية متميزة ولا أدلة على ما يروج أنه استغلها لفائدة النهضة، والآن يطلب الفخفاخ تحييدها وأسندها إلى لبنى الجريبي، والحال أنها من حزب التكتل، وأيضا تشتغل في مجال الاتصالات في قطاع خاص، بالتالي فإن هذا تضارب مصالح”.
اقرأ أيضا: النهضة: الفخفاخ شوّه موقفنا.. وهذا تمثيل الأحزاب بحكومته
وتابع سالم: “إذن فالفخفاخ لم يكن محايدا، ووقع في تناقض، وأعطى الوزارات الاقتصادية والمالية في أغلبها لمقربين منه ومن حزبه، ولحركة تحيا تونس، باعتبار أنها التي رشحته، وهذا تدبير أساسا من يوسف الشاهد لسحب البساط من الأحزاب الوازنة في البرلمان”.
وأوضح المحلل السياسي أن إقدام الفخفاخ على هذه الخطوة “يعود إلى مراهنته على الوقت، وأن النهضة ستصوت على الحكومة مهما كانت، والحال أنه عندما استبعد قلب تونس جعل نفسه رهينة للنهضة ووجد نفسه أما زاوية حادة”، على حد تعبيره.
واعتبر سالم أن تركيبة الحكومة بمثابة الإحياء لحزب التكتل الذي فشل في الانتخابات، فالفخفاح أراد إعادة التموقع للحزب في الساحة، ويريد إخراجه من النسيان على الرغم من أنه حزب مناضل، ولكن لم يكن ممثلا في البرلمان.
انتقادات واسعة
من جهته، كتب القيادي في النهضة، العربي القاسمي، على صفحته الرسمية: “وزارة تكنولوجيا الاتّصالات طالبت النّهضة بهذه الوزارة الخدماتية، لأنّها راكمت فيها تجربة معتبرة، وتريد أن تستكملها، فرفض الفخفاخ، وهناك اتّهام ضمنيّ للنّهضة بأنّها تستغلّ المعلومات المتوفّرة في هذه الوزارة”.
وأضاف أن الفخفاخ “ادّعى أنّه سيحيّد هذه الوزارة، وإذا به يسندها إلى لبنى الجريبي، يعني التّكتّل، وقال إنها مستقلّة، ثمّ تبيّن بعد ذلك أنّ هناك تضارب مصالح، ولوبيات لا يسع المقام لتفصيلها”.
وتابع القاسمي: “طالبت النّهضة بوزارة الاستثمار والتّعاون الدّولي ليدّعي إسنادها إلى مستقل.. ولكنه من التكتل وصديق”.
اقرأ أيضا: هذا موعد انتهاء مهلة الفخفاخ بتونس.. ما فرص مرور حكومته؟
وأكد أن هناك “حوالي عشرة حقائب مسندة إلى مستقلّين هي في الواقع مسندة لرجالات الفخفاخ من التّكتّل وأصدقائه” .
وعلق المهندس والمستشار الدولي في الاستثمار إسكندر الرقيق بالقول: “التكتّل الذي ليس له تمثيل في البرلمان مع البديل وآفاق، الذين لديهم خمسة نوّاب فقط، يريدون التمكن من مفاصل الدولة.. ثمّ إنّ من وراء الإصرار على بعض الوزارات صفقات كبيرة جدا، تنتظر المقاولين ورجال الأعمال المقربين من جمعة والشاهد ولوبي آفاق والتكتل”.
وتساءل النائب عن ائتلاف الكرامة عبد اللطيف علوي: “كلّ غريبة وغريبتها! إلاّ لبنى الجريبي واستقلاليّتها! نحكيها لحفّار قبري”.
ورصدت “عربي21” الحقائب التي يتهم الفخفاخ بأنه اختارها من مقربين من حزبه، وهي:
وزير المالية: محمد نزار يعيشوزير الصناعة: صالح بن يوسفوزيرة تكنولوجيات الاتصال: لبنى الجريبي
كاتبة دولة لدى وزير الفلاحة مكلفة بالمنظومة المائية: عاقصة بحري
وتعرض كذلك الفخفاخ للانتقاد، بسبب تعيينه شيراز العتيري، وزيرة الشؤون الثقافية، المقربة من تحيا تونس، وذلك أن عليها شبهات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أكده رئيس الكتلة البرلمانية للنهضة سابقا.
الصورة من المصدر : arabi21.com
مصدر المقال : arabi21.com