- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

حمود سلطان لـ”الوطن”:رفضت عشرات العروض للاحتراف بالخارج ولاء للبحرين والمحرق

- الإعلانات -

– كنت أخبئ ملابس الرياضة في حفرة تحت شجرة بحديقة الكازينو

– الملك نزع ساعته الشخصية وأهداها لي فوضعتها في برواز

– على كل رياضي اليوم أن يشكر الله أنه جاء في عهد ناصر وخالد بن حمد

– رسائل المعجبات سببت غيرة زوجتي في فترة لكنها اعتادت الأمر


أيمن شكل

ربع قرن من حراسة المرمى، رسخت اسم حمود سلطان في الذاكرة الكروية على الصعيدين المحلي والدولي، حقق فيها إنجازات يصعب على أي لاعب أن يكررها أو يتجاوزها، وعندما قرر الاعتزال لم يفكر نادي المحرق في تكريم إخلاصه، ولذلك لم ينس من إدارته هذا الموقف.

وفي متحفه المتخم بالميداليات والأوسمة والكؤوس والذكريات، التقت “الوطن” باللاعب الأكثر شهرة في البحرين والخليج، ليسرد قصة تفضيله اللعب على الدراسة، ومخالفته أبويه وكفاحه في حفر اسمه في سجلات عشرات المناسبات الرياضية، ونصيحته لرياضيي اليوم أن يشكروا الله على أنهم جاؤوا في عهد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.

بدأت طفولتي كأي طفل بحريني يلعب مع أصدقائه في الفريج، وبدأت لعب كرة السلة في المدرسة، لكن كنت أحب تسجيل الأهداف في مباريات الفريج ولم تظهر موهبة حراسة المرمى بعد، وبالصدفة حين كنت ألعب مع فريق الساحل في مباراة ضد نادي المحرق الذي يقف أخي الكبير حارساً لمرماه، وانضممت إلى اللعب في الشوط الثاني حيث كانت النتيجة صفرية، لأقوم بتسجيل هدفين في مرمى أخي أنهيا المباراة لصالح “الساحل” ويفوز على فريق المحرق الذي يدربه أحمد سالمين، فعرض علي سالمين الانتقال إلى نادي المحرق مع أخي ووافقت.

– ماذا عن الدراسة وتعارضها مع اللعب؟

صراحة لم أكن أحب الدراسة، وهذا ما جعل والدي ووالدتي يعارضان فكرة اللعب ووصل الأمر إلى الضرب، لكن كنت مصراً على اللعب، فكنت أخبئ ملابس الرياضة في حفرة تحت شجرة بحديقة الكازينو، وبدلاً من الذهاب إلى المدرسة أبدل ملابسي وألعب كرة مع أصدقائي، وكبرت فيما بعد وعرفت قيمة الدراسة، وأنه لو لم أكن موهوباً في كرة القدم لما نجحت في حياتي ولصرت اليوم بائع سمك.

– لكن كيف بدأت رحلة حراسة المرمى؟

في إحدى المباريات تغيب حارس المرمى، فقررت أن أقف مكان الحارس المتغيب، وعندها حاول المدرب سالمين إقناعي بأن أكون حارس مرمى أفضل من لاعب لكني رفضت في البداية حباً في تسجيل الأهداف، وفي مباراة أخرى اقترح علي أن ألعب حارس مرمى بصفة دائمة.

– إلى أي مرحلة وصلت في دراستك؟

توقفت عند المرحلة الثانوية وقررت التركيز في الكرة وخاصة أني لاعب في المنتخب ومشهور وأعجبني ذلك الأمر بعد أن كان المنتخب يصرف للاعب 10 دنانير في اليوم وعند الفوز 30 ديناراً.

– ما هي أول مكافأة حصلت عليها من كرة القدم؟

عندما فزنا بكأس الأمير عيسى حصل كل لاعب على مكافأة ألف دينار، كما لا أنسى حين فزنا بكأس الخليج وحصلت على جائزة أحسن لاعب وتم تكريمي من قبل الاتحاد وأعطوني يومها 1500 دينار، ويا لها من وناسة في ذلك الزمن.

– هل اعتبرت الكرة هي مهنتك التي تتكسب منها؟

بعد الانتهاء من الثانوية العامة، رشحني الراحل الشيخ دعيج بن خليفة الرئيس الفخري لنادي المحرق للعمل في الجمارك كضابط جمارك، ولا أنسى وقفته معي، حيث أدخلوني دورات تدريبية لتعلم العمل الجمركي حتى أصبحت خبيراً في السلع والبضائع التي ترد إلى الجمارك ومحاولات التهريب والتقليد للماركات، ووجدت دعماً كبيراً من الزملاء في الجمارك حين كنت أتغيب عن العمل للمشاركة في المباريات.

ووجدت متعة في عمل الجمارك كمفتش أتصيد البضائع غير القانونية، وأذكر بعض الشحنات كان المستورد يكتب بياناً بأنها ملابس، لكن عند فتحها تبين أنها مشتقات التبغ والشيشة.

– في كل مبارياتك هناك مواقف وذكريات فما هي أبرزها؟

لا أنسى حب المغفور له بإذن الله تعالى الأمير عيسى لي، حيث كان يقول لدى استقباله المنتخب: “لا تأتوا بدون حمود سلطان، وهذا البيت الذي أعيش فيه كانت أرضه هبة من سموه، ورفض أن أنتقل إلى أندية خليجية عرضت علي اللعب ضمن فرقها، وتمسك ببقائي في منتخب البحرين”.

ولا أنسى لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وقفاته معي منذ أن بدأت اللعب عام 1975 حتى اليوم، وكانت أول سيارة هدية من جلالته عندما أظهرت احترافية عالية في مباراة بسوريا، وبعدها بفترة أهداني سيارة أخرى، وأتذكر حين اتصل بي جلالته شخصياً في أثناء تواجدي في برنامج تحليلي بدولة خليجية، وفي إحدى المباريات أهداني ساعة جلالته الشخصية ونزعها من يده ليعطيها لي، ولذلك وضعتها في إطار لما لها من قيمة رفيعة وذكرى عزيزة على قلبي، وكذلك تكريم جلالته لي بوسام الدولة، وحينها قال للحاضرين: “هذا الإنسان كان يستطيع أن يمتلك الملايين ويكون أغنى الناس بالاحتراف الدولي، لكنه فضل البحرين على ذلك وبقي وفياً لوطنه”. تلك الكلمات لا تقدر بثمن عندي وأضعها تاجاً فوق رأسي، كما لا أنسى سمو الأمير خليفة بن سلمان -رحمه الله- حين تكفل بعلاجي في الهند حين أصبت بجلطة.

– هل حصلت على عروض احتراف دولية بالفعل؟

جاءتني عروض بالعشرات ولكن فضلت البقاء في البحرين والولاء لنادي المحرق، وحب الجمهور الكبير لي، وهذا الحب لا يمكن أن يشترى ولو بالملايين، وأذكر موقفاً مع أحد الأمراء بالمملكة العربية السعودية والذي لم أكن أعلم شخصيته، وجاء يسألني عما لدي من ممتلكات، فقلت له إنني أملك ما ليس عند أحد في العالم، وما لا يشترى بالمال.. حب الناس.

– ماذا على صعيد الشخصيات الخليجية والدولية؟

من الشخصيات التي أكن لها التقدير والاحترام، سمو الأمير محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الذي علم أني أمر بظروف مالية صعبة ودون أن أبلغه بها، فاتصل بي وقدم لي كل الدعم، وفي إحدى دورات الخليج حضر إلي قبل أن أتحرك من مكاني ليسلم علي ويطمئن على صحتي، ويؤكد لي أن الإمارات هي ديرتي وأني مرحب بي في أي وقت، وهذه المواقف لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي، فكيف لشخصية عظيمة مثل محمد بن زايد أن يتواضع ويأتي للاعب لا أن يستدعيه لمجلسه؟

ومن ضمن عيال زايد، سمو الشيخ حمدان بن زايد الذي له أفضال على اللاعبين القدامى بدول الخليج، حيث يقدم كل سبل الدعم للمرضى منهم، ولا ينسى أحداً من هؤلاء الذين كانت لهم بصمة في الكرة الخليجية.

– حدثنا عن بعض الإنجازات المحفورة في ذاكرة البحرين الكروية؟

لدي رصيد ربع قرن من حراسة المرمى والمشاركة في الدورات الخليجية والعربية والدولية، فقد تم اختياري ضمن قائمة أفضل 100 لاعب في العالم عام 1991، وكنت أكثر لاعب شارك في دورة الخليج لتسع دورات، وحصلت على لقب أحسن حارس مرمى في تصفيات كأس العالم في الرياض 1981، وفي دورة الخليج السادسة في أبو ظبي 1982، وتصفيات أولمبياد “لوس أنجلس” في سنغافورة 1984، وتصفيات كأس آسيا في إندونيسيا 1988، وفي بطولة الأندية العربية أبطال الدوري في المغرب 1989.

كما تم اختياري في دورة الخليج العاشرة بالكويت 1990، وأفضل لاعب في الوطن العربي “الكرة الذهبية” 1990، وأفضل لاعب في العالم من 100 لاعب 1991 وفي البطولة العربية للأندية أبطال الدوري في تونس 1993، وأفضل حارس في قارة آسيا 1994، وتم تكريمي من قبل الاتحاد الآسيوي في ماليزيا عام 1999، وتم تكريمي في الكويت بلقب “لاعب القرن” وأنا أعتبر اللاعب الثاني على مستوى العالم الذي لعب لنادٍ واحد أطول فترة زمنية، فقد لعبت لنادي المحرق 25 عاماً وبعدها مدرباً وإدارياً وأعتبر نادي المحرق هو بيتي رغم حدوث بعض الخلافات أحياناً.

– ما هو سيناريو زواجك من أم العيال؟

لم يكن الزواج عن قصة حب، ولكنها كانت شقيقة أحد أصدقائي ورأيتها بالصدفة وعرفت أنها طيبة وذكية، فأبلغت صديقي برغبتي في الزواج من أخته وتقدمت لها وتزوجنا بسرعة.

– ما علاقتها بكرة القدم؟

قبل الزواج لم تكن تعرف أي شيء عن كرة القدم، وترى في شهرتي غروراً، لكن بعد الزواج أصبحت الكرة بالنسبة لها أمراً عائلياً، فتجلس وتشاهد مبارياتي وتشجع فريق المحرق.

– كيف يكون الوضع عندما تشاهد مباراة مهمة في البيت؟

يتحول البيت إلى حالة طوارئ لأنهم يعرفون أني عصبي ويتركونني لحالي أشاهد المباراة إلى أن تنتهي لتعود الأوضاع إلى طبيعتها، وفي بعض الأحيان أتركهم لأشاهد المباريات في غرفة علوية منفصلة عنهم حتى لا يقاطعني أحد في أثناء الحدث الرياضي.

– من في العائلة له علاقة بالرياضة وكرة القدم؟

جميعهم تقريباً لديهم الموهبة وكانوا سيحققون إنجازات رياضية، لكنهم فضلوا الدراسة على الرياضة بعكس ما فعلته في شبابي، فابني صالح هو نسخة طبق الأصل مني في حراسة المرمى، لكنه ترك الرياضة ووضع تركيزه في الدراسة الجامعية، وحسام مهاجم وشارك في مباراة كأس آسيا وأحرز هدف الفوز للبحرين في الدقائق الأخيرة، لكنه تعرض لبعض الظلم في النادي.

– ما هي قصة مجموعة الرسائل البريدية الموجودة في صندوق بمتحفك؟

هي رسائل من المعجبين والمعجبات أحتفظ بها للذكرى، ولو أنها سببت لي بعض المشاكل مع زوجتي في فترة من الزمن، لكنها اعتادت الأمر بعد ذلك، حتى إنها كانت تجلس بجواري حين تتصل معجبة وتتحدث معي في الهاتف، رغم ما كانت تخفيه من غضب أو اعتراض على ما يحدث، وفي النهاية اعتادت الأمر لأن الشخصية المشهورة لا تخلو حياتها من هذه المناوشات العائلية.

– ماذا عن تقاعد حمود سلطان واعتزاله اللعب؟

لم يقم نادي المحرق بالاحتفاء باعتزالي على الرغم مما قدمته للنادي على مدى ربع قرن، وكانت الاحتفالية بدعم وتعاون من أصدقاء ومحبين ومشجعين، وحضر الاحتفالية نجوم من فرق خليجية، ولا أنسى لإدارة النادي التي كانت موجودة في تلك الفترة هذا الموقف، أما عن راتبي التقاعدي فهو الخاص بوظيفتي في الجمارك.

– هل ترى أنه من الواجب توفير تقاعد كريم للاعبين الذين خدموا الوطن؟

بالفعل فاللاعب الذي يفني عمره في اللعب ويحقق إنجازات يجب أن يكون له نصيب من الوفاء عندما يصل إلى مرحلة من العمر يصبح فيها منسياً سواء من الجمهور أو الدولة التي عليها مسؤولية توفير الأمان لمن خدموا الوطن عبر الرياضة ورفعوا اسم البحرين.

– كيف ترى الرياضة اليوم؟

أحسد الرياضيون اليوم على الفرص التي تتاح لهم للعمل على رفع اسم البحرين بدعم كبير من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وعلى كل رياضي اليوم أن يشكر الله أنه جاء في عهد سموهما.

#حمود #سلطان #لـالوطنرفضت #عشرات #العروض #للاحتراف #بالخارج #ولاء #للبحرين #والمحرق

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد