خبيران أمريكيان لـ الشرق: ملايين المشجعين سيتفاجأون باستعدادات قطر لكأس العالم
محليات
468
خبيران أمريكيان لـ الشرق: ملايين المشجعين سيتفاجأون باستعدادات قطر لكأس العالم
واشنطن- زينب إبراهيم
قطر تمتلك ما يستحق الترويج له في كأس العالم
الحملة ضد مونديال قطر كشفت أزمة مصداقية كبرى
قضايا عديدة عبرت عن وجود أزمة عالمية في ازدواجية المعايير
توجيه التعاطف يتم حسب الهوى وليس الاستحقاق في بعض الحالات
بعض الحملات الحقوقية مشوهة بالانتقائية والمبالغات التقديرية
إصلاحات العمل وتوفير آلاف الفرص للوافدين الوجه الآخر للصورة
قدرة قطر على تنظيم الحدث العالمي يمنحها أرصدة مستحقة من التقدير العادل
استضافة أول بلد عربي للمونديال حدث جدير بمراعاة تقييم التجربة بإنصاف
أكد خبراء أكاديميون ومراقبون رياضيون على أنه مع اقتراب الأيام الأخيرة لبداية مونديال قطر فيفا 2022، كانت هناك العديد من الأخبار التي انتشرت فيها كثير من الإدانات بالصحف الغربية للعديد من الجدليات الخلافية المرتبطة بتجربة استضافة قطر لكأس العالم بأكملها، موضحين أن تلك الدائرة الضيقة للنظرة إلى ملف استضافة أول بلد عربي لكأس العالم لا يحمل معه شمولية رؤية تجربة كأس العالم في قطر بأكملها، فالإنجاز قائم بالفعل والملاعب المبهرة والمواصفات القياسية تم تحقيقها بصورة تكاد تفوق التصور على مدار سنوات عديدة من العمل الشاق واستثمار ملايين الدولارات من أجل رؤية تنموية خاصة بقطر وتحقق إضافة بكل تأكيد لجمهور كرة القدم، ومنه جمهور المنطقة ذاتها الذي لا يقل شغفاً في متابعة الرياضة العالمية عن دول عديدة سبق لها استضافة البطولة بل ربما يفوقه أحيانا بما تملكه هذه الرياضة من حضور طاغٍ بين جمهور المنطقة العربية والعالم بالكامل.
فخ التوجيه الإعلامي
يقول بيت هوفينغراد، المشرف التنفيذي على برنامج تطوير المشاريع الرياضية بكلية الأعمال بجامعة نورث كارولينا، وعضو اللجنة الاستشارية برابطة الدوري الأمريكي: إنه على الرغم من وجود عمل صحفي جاد للغاية خاصة في كثير من التقارير التي رصدتها الصحافة المستقلة وعبر أدوات الصحافة الاستقصائية المتلفزة والمنشورة بشأن جدليات متعلقة بالقضايا المرتبطة بالفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهي حملات صحفية مهمة ولكن الأزمة أنها أخذت بالصحافة إلى قضايا الفساد نفسها عبر التسريبات المركزة للضغط في كثير من محاولات الترشيح التي أعقبت الملف القطري بسنوات، وأيضاً عبر تسريبات عديدة من داخل أروقة الفيفا ناقشت ملفات خطيرة مثل جوائز اللاعبين للاتحاد الدولي لكرة القدم والتفضيل لقطبي إسبانيا، والوثائق المرتبطة بتقييد اللاعبين تحت السن في ملفات اللعب المالي النظيف وما ارتبط أيضاً بقضايا التعاقدات الخفية لزيادة المستحقات المالية المعلنة للمدربين واللاعبين والتلاعب في أرقام التعاقدات الدعائية وحقوق الرعاية لكبرى الشركات وكل هذه المعركة الرقمية المعقدة التي يمكن فيها إعلاء شعار «اتبع الأموال» في كثير من الملفات في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا بصور مختلفة وبأوجه متعددة مرتبطة بقضايا الفيفا نفسها والتي أيضاً لم تكن دائماً في الموقف ذاته مع قطر حتى فيما يتعلق بكأس العالم.
محددات مهنية
أمّا د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا والخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي، أكدت أنه هناك أزمة أيضاً بتركيز الكثير من التقارير الصحفية على ما يمكن تسميته بالتصعيد الحقوقي وهي شراكة جاذبة دائماً للصحافة المستقلة والدولية في تبني قضايا حقوقية والانتصار لها في مادتها الإخبارية الموجهة لمناقشتها، ولكن هناك كثير من الملاحظات التي ترتبط بذلك فيما يتعلق ببناء حملة إعلامية على خلفية تقارير حقوقية وتوجيهها فيُفقد في الطريق والغايات المهمة المتطلعة لحماية حقوق العمال أدوات صحفية يجب الانتباه لها بعناية وهو الأمر المعقد في ملف حقوق العمال في قطر، فالأمر يمكن تقسيمه لشقين وهو مرتبط بحقوق العاملين في استعدادات كأس العالم وعدد من الملفات المرتبطة بظروف العمل وحالات الوفاة وتأخر المستحقات وهو جانب يشترك فيه الجانب الحقوقي والمالي على أكثر من صعيد، ولكن المهم أولاً في هذا الجانب هو وجود ثغرة واضحة مرتبطة في أعداد الوفاة التي بنت عليها المنظمات الحقوقية والتقارير الغربية كثير من أدواتها بصورة تفتقر فيها بكل تأكيد لأدوات الرصد الواقعية من عناصر استقاء المعلومات الموثوقة وهو ما أوقع صحف مثل الغارديان البريطانية وغيرها في مغالطات عديدة فيما يتعلق بتغطيتها الإعلامية الملونة خبرياً بشأن قضية العمال في مونديال قطر، ثانيا أنه بجانب وجود الانتقادات لا يمكن إنكار أن المونديال شكل فرصة عمل مهمة دعمت الكثير من الاقتصادات وفتحت قطر لعشرات الآلاف من العاملين فرص عمل مهمة لمساعدة أسرهم بأجور أعلى بكثير من متوسط الدخل الرئيسي في بلدانهم ما يكفل لهم ولأسرهم حياة أفضل بل كثير منهم اختار البقاء في قطر من جنسيات مختلفة وذلك حسب التقارير المنشورة في صحف دول مثل غانا وغينيا والعديد من الدول الإفريقية والتصريحات الرسمية لكثير من هؤلاء العمال في صحفهم الوطنية، ذلك في ضوء ما تتيحه دولة قطر من خدمات متعددة تحتاج فيها للعديد من قوى العمل البشرية المكثفة، ثم إن الحكومة القطرية في تعاملها مع بعض الاحتجاجات الفئوية المرتبطة بتأخر المستحقات والرواتب التعاقدية كان موقفها مهماً واستحق الإشادة من المنظمات الحقوقية بعدم تدخلها القسري بل بتشكيل لجان مختصة لبحث الطعون وإتاحة العديد من الخصائص من أجل التعامل مع المشكلات من هذا الصدد حسب ما نشرته هيومن رايتس ووتش أيضاً، هذا جانب وجانب آخر مرتبط بطبيعة وحقوق العمال وبيئة العمل في قطر بالكامل والتي أكدت المنظمات الإقليمية والدولية وكثير من التقارير الحقوقية والأممية أن قطر من الأكثر تحسيناً لظروف وبيئة العمل إقليمياً بل كان لها السبق في اتخاذ خطوات مهنية مهمة لإلغاء نظم الكفالة التقليدية وإتاحة مميزات مرتبطة بقوانين الدخول والخروج وتغيير أماكن العمل وكثير من الخطوات المهمة التي يمكن القول إن قطر قامت فيها بمجهود لافت في محاولاتها لخلق بيئة عمل في اتجاه أكثر إيجابية، وبكل تأكيد هناك حاجة لبذل المزيد وهذا الأمر ينطبق على أمريكا وأوروبا نفسها فيما يتعلق بالأزمات المرتبطة بالفجوة الجنسية للأجور والتمثيل العرقي وملفات متعددة تأتي من ضمن طبيعة المجتمعات وطبيعة سوق العمل بها، والأمر نفسه يجب تطبيقه فيما يتعلق بطبيعة الأعمال في قطر وفي المنطقة وما الذي تقوم به الدولة من خطوات ملموسة في تحقيق ذلك خاصة إنها استفادت من الوفود العاملة في بناء الملاعب وتطوير الدولة وهو حجر أساس للتنمية بكل تأكيد بالنسبة لأي دولة في استقدامها للموارد البشرية وفقاً لحجم طموحاتها وتطلعاتها ورؤيتها للمستقبل، إن الجانب الآخر مرتبط بوجود حالة من التصيد والتربص بالخطوات التي تقوم بها قطر سواء على النطاق التنظيمي أو ما يرتبط بالحملات الترويجية.. قطر في عالم حديث تحاول التعامل بأدواته ولا تختلف عموماً عن أي دولة تستضيف أحداث بارزة وتعهد لمروجين أو لوكالات علاقات عامة وغيرها من الأدوات الدعائية والإعلانية والترويجية بوتيرة مكثفة، ولكن الأهم من هذا هو أن قطر تمتلك بالفعل ما يستحق الترويج له في كأس العالم، الأمر لا يحتاج لشهقات إعجاب مفتعلة أو تقارير دعائية سطحية فيما يتعلق بالتجربة القطرية للاستعداد للمونديال، فالدوحة كانت خلال السنوات الماضية وإلى الآن ورشة مفتوحة بالاستعدادات المكثفة التي شيدت فيها الملاعب المبهرة والاستادات الرياضية الرائعة وهي كدولة بالفعل بها مظاهر التقدم والتطور خاصة في الدوحة، فهي تمتلك المقومات المهمة التي تروج لها بل إنه ما زال سيتفاجأ الكثيرون بما استطاعت الدوحة تحقيقه وقدرتها على الاستعداد الهائل لبطولة هي الأبرز في الرياضة الأشهر عالمياً، بجانب أن العالم الحديث هو أيضاً بات يسير بمعاييره الحديثة فلا داعي عموما في عصر الكاميرات المتطورة وصحافة المواطن والعالم المفتوح لاستدعاء حملة للحقوق الصحفية لمجرد وجود تراخيص أو تصاريح إعلامية تمنحها الجهات القطرية واللجان المنظمة لوسائل الإعلام وهي سياسات عادية للغاية، لا ترتقي لما كان يحدث حتى للوفود الإعلامية في نسخ سابقة كان يتم متابعتها من عناصر أمنية وأشياء من غير الممكن أن تكون قائمة في قطر ولا داعي لإثارة الفزاعات حولها دون داعٍ، وهذا لا يغلق بكل تأكيد باب الاجتهاد الصحفي أو الحق الإعلامي في تبني الحملات ذات القضايا الحقوقية والانتصار لها ولكن دون افتقاد في سبيل الانتصار لقضية مشرفة معايير المصداقية والوقوع في فخ التحريض الموجه للأداة الإعلامية ما يفقدها الدقة ويجعلها على جانب آخر من الحقيقة رغم النوايا والمبادرات الطيبة، خاصة في الوضع العالمي الحديث الذي وقعت فيه الحكومات والإعلام في أزمة مصداقية كبرى وأزمة أكبر في ازدواجية المعايير وتوجيه التعاطف حسب الهوى وليس الاستحقاق كما شاهدنا في قضايا جدلية عديدة بالعالم.
مساحة إعلانية
#خبيران #أمريكيان #لـ #الشرق #ملايين #المشجعين #سيتفاجأون #باستعدادات #قطر #لكأس #العالم
تابعوا Tunisactus على Google News