خشبة المسرح المصري تستعيد بريقها بعودة النجوم

شهدت السنوات الأخيرة عودة بعض الفنانين العرب إلى المسرح للمشاركة في موسمي الرياض وجدة. ويبدو أن نجاح العروض المسرحية التي قدمت في السعودية شجع عدداً كبيراً من الفنانين لخوض التجربة والوقوف على خشبة المسرح. فمنهم من يقف عليها للمرة الأولى، ويعود آخرون بعد غياب طويل ليمنحهم المسرح فرصة الظهور مجددا في ظل حالة ركود سينمائية واضحة.

كوميديا غنائية استعراضية

العامل المشترك بين غالبية العروض هو اهتمام صانعيها بتقديم كوميديا استعراضية غنائية، مع اختلاف الأفكار وتنوعها.

فمن خلال الصراع على السلطة والصراعات الإنسانية المختلفة وأحداث عن الحب والخيانة مأخوذة عن مسرحية بيرم التونسي “ليلة من ألف ليلة” يعود يحيى الفخراني إلى المسرح بمواصلة عرضه “ياما في الجراب يا حاوي”.

ويجمع العمل عدداً من الفنانين، بينهم إياد نصار وكارمن سليمان ومحمد الشرنوبي وسما إبراهيم ولبنى ونس وناصر سيف وعلاء قوقة ورضا إدريس وإسماعيل فرغلي.

وعلى الرغم من أن العرض الذي يقدمه الفخراني على مسرح “كايرو شو” يناقش قضية مهمة، فإن مخرجه مجدي الهواري اختار أن تتخلل معالجة العمل استعراضات غنائية.

ومن خلال عمل مقتبس أيضاً من مسرحية “قمر بنت الغجر” للكاتب محمود مكي، تقدم الممثلة المصرية رانيا يوسف مسرحيتها “قمر الغجر” من إخراج عمرو دوارة.

وتدور المسرحية، أيضاً، في إطار من الكوميديا والاستعراض والغناء، إذ تقوم رانيا حالياً بتسجيل الأغنيات الخاصة بالعرض في الاستوديو لصعوبة غنائها “لايف” (مباشرةً) بشكل يومي على المسرح.

واستعداداً للموسم الشتوي، بدأ الفنان محمد صبحي بروفات عرضه المسرحي الجديد “عيلة اتعمل لها بلوك” بمشاركة عدد من أعضاء فرقته “استوديو الممثل” إلى جانب كل من وفاء صادق وحمدي السيد وكمال عطية ومصطفى يوسف ورحاب حسين.

وتتضمن المسرحية عدداً من الاستعراضات يعمل عليها محمد سميح، والتلحين لشريف حمدان والتأليف لمصطفى شهيب.

وقال صبحي -في مؤتمر صحافي نُظم للإعلان عن العمل- إن العرض يتناول عصوراً وأزمنة مختلفة مرت بها مصر، ويتتبع حياة أسرة عبر أزمنة مختلفة من تاريخ مصر الحديثة، في إطار كوميدي استعراضي غنائي.

هل تعيد دنيا نجاح “لهفة”؟

إلى ذلك، يشارك فنانون آخرون مسرحياً للمرة الأولى، منهم دنيا سمير غانم في مسرحية “آنستونا”. واعتمدت في تجربتها الأولى على الكاتب أيمن بهجت قمر والمخرج خالد جلال، ويشاركها في البطولة كلٌ من بيومي فؤاد وسامي مغاوري وعمرو عبد العزيز وكريم عفيفي ومريم السكري وبسنت صيام.

المفارقة أن دنيا تقدم شخصية قريبة من شخصية “لهفة” التي قدمتها في عمل تلفزيوني قبل سنوات وحقق نجاحا كبيراً، وهي فتاة من حارة شعبية تحلم بالشهرة وبالفعل يكتشفها المايسترو (بيومي فؤاد) الذي يقرر دعمها حتى تحقق حلمها.

نسختان من “سيدتي الجميلة”

العرض المسرحي “سيدتي الجميلة” الذي قدمه الفنان فؤاد المهندس مع شويكار ستينيات القرن الماضي، والمأخوذ عن رواية “المتوحشة” سيعاد تقديمه قريباً بنسختين:

الأولى، يعمل على معالجتها أيمن بهجت قمر، وسيقوم ببطولتها روبي مع حسن الرداد، وتتضمن أيضاً عددا من الأغنيات والاستعراضات. ولن يتم الابتعاد عن النسخة الأصلية للمسرحية القديمة للمخرج الراحل حسن عبد السلام.

أما النسخة الأخرى، فستُعرض على “المسرح القومي” ويقوم ببطولتها داليا البحيري وأحمد وفيق، وتحمل اسم “سيدتي الجميلة جداً”.

وكان أحمد وفيق أعلن، قبل فترة، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك “سيدتي الجميلة جداً.. العرض الاستعراضي الكوميدي.. على المسرح القومي قريباً.. عن مسرحية بيجماليون لبرنارد شو”.

والمسرحية من أشعار عادل سلامة وألحان الموسيقار محمود طلعت وإعداد وإخراج محسن رزق.

سيرة مصابني بطريقة كوميدية

من جانبها، تقدم سمية الخشاب شخصية الفنانة المصرية بديعة مصابني وحياتها في مسرحية “كازينو بديعة” في إطار استعراضي غنائي كوميدي يشارك في بطولته كل من إدوارد وأحمد فتحي وإنجي وجدان، ومن تأليف أحمد الإبياري.

دُرّة للمرة الأولى وعودة حلمي

وتقف الفنانة التونسية دُرّة على خشبة المسرح أيضاً، للمرة الأولى، مع الفنان أكرم حسني في مسرحية “حتى لا يضيع الدكان”. وهو عمل استعراضي كوميدي غنائي، من المقرر عرضه الشهر الجاري، من إخراج محمد أوتاكا.

وأخيراً، يستعد الفنان أحمد حلمي الذي غاب عن المسرح نحو عقدين منذ مسرحية “حكيم عيون” مع الفنان علاء ولى الدين عام 2001، لتقديم عرض مسرحي يتم وضع الرؤية الخاصة به حالياً ومعالجته.

والعمل مقتبس من نص عالمي يتولى إنتاجه حمدي بدر، ومن المقرر أن يبدأ العرض نهاية العام الحالي.