خلو 12 طن من الارز المسوّق من الافلاتوكسين ونحو 1300 طن مورد لا تزال محل نزاع
خلص فريق تفقد تابع لوزارة التجارة، الى سلامة 12 طن من الأرز تم تسويقها في تونس، بعد خضوعها للتحليل في مناسبتين، وذلك من إجمالي شحنة ارز أبيض موردة بوزن 800 طن، ثبت تلوث كمية منها بمادة “الافلوتكسين ب1، مع تأكد تلوث شحنة ثانية تزن 600 طن، وفق تقرير تحصلت عليه وكالة تونس افرقيا للأنباء بصفة حصرية من وزارة التجارة.
كلفت وزارة التجارة وتنمية الصادرات، مصالح التّفقّديّة العامّة بالوزارة بالتّنسيق مع إدارة الجودة وحماية المستهلك والإدارات الجهويّة بكلّ من ولايات صفاقس وسوسة وبن عروس، للقيام بمهمّة معاينة وتدقيق عاجلة استمرّت إلى ساعة متأخّرة من مساء الخميس 04 مارس 2021، للتّحريّ في ملف تلوث الأرز المورد الى تونس مطلع 2021، بعد تصريحات صادرة عن رئيس لجنة الفلاحة والأمن الغذائي والتّجارة بمجلس نوّاب الشّعب، معز بالحاج رحومة، وتوفر معطيات حول احتواء شحنة الارز على مستويات مرتفعة من “الأفلوتكسين ب1″.
ويتلعق ملف توريد الارز الى تونس، بالديوان التونسي للتجارة، الراجع بالنظر الى وزارة التجارة، وشركة ” اس جي اس ” السويدية المتخصصة في التحاليل من بلد المنشأ والمورد الباكستاني للأرز شركة “ستابل فود”.
وكان الديوان التونسي للتجارة نشر، يوم 8 سبتمبر 2020 ، طلب عروض لدى المزودين المعتمدين لديه قصد شراء 3 شحنات من الأرز الأبيض تقدّر بـ 2000 طن.
وفازت بالصفقة الشركة “ستابل فود” من بلد المنشأ باكستان، صاحبة أحسن عرض مالي ، ليتم التفاوض حول عقد مكن من تفريغ شحنة اولى قدرها 800 طن بتونس يوم 23 جانفي 2021 وتوزيعها على مخازن الديوان بكل من تونس وصفاقس وسوسة.
ووصلت شحنة ثانية زنة 600 طن من الأرز الأبيض إلى ميناء رادس بتاريخ 26 جانفي 2021، ليتم تفريغها بحلول 3 فيفري 2021 واخضاعها الى عملية تدقيق انتهت الى عدم صلوحيتها.
وطفا ملف وجود مستويات مرتفعة من مادة “الأفلوتكسين ب1″ على سطح الصفقة في وقت يتنظر فيه وصول شحنة ثالثة بوزن 600 طن من الأرز الأبيض خلال النصف الأول من شهر مارس 2021 الى ميناء رادس.
وتعد مادة ” الافلوتكسين ” من السموم الفطرية التي تنتجها أنواع الفطريات التي تصيب الاغذية والاعلاف. وتتضمن أربعة أنواع مختلفة من السموم الفطرية المنتجة، وتكمن خطورة هذه المادة في كونها مسرطنة ما يتطلب الابقاء على مستوى التعرض لها في ادنى مستوى ممكن حماية لصحة المستهلك.
وبينت نفس الوثيقة ان فريق التفقد نفذ زيارات ميدانيّة لجميع الكميّات المخزنة بكل من ولايات تونس وصفاقس وسوسة وبوحدة التّعليب لشركة المناولة “أكياس” للتّثبّت من مطابقة الكميّات التي تمّ جردها بمخازن الدّيوان التونسي للتجارة وشركة “اكياس”.
وعمل الفريق على الإطّلاع على نتائج التّحاليل والتّأكّد من عمليّة عزل الكميّات والتّحقّق من الشروع في تعليب أو ترويج جزء من الكميّات المورَّدة خاصّة غير المطابقة منها لمواصفات سلامة المنتوج، والتّقدّم الحاصل في معالجة النّزاع مع المزوّد والمؤسّسة المكلَّفة بإجراء التّحاليل ببلد التّصدير.
تحاليل شركة المراقبة الدولية تؤكد سلامة الارز ببلد المنشأ ومصالح الديوان تثبت العكس
كان الديوان التونسي للتجارة كلف مكتب المراقبة الدولي “اس جي اس” لرفع العينات من المنتوجات المقتناة وتحليلها ببلد المنشأ قبل شحنها إلى تونس للتأكد من مطابقتها للمواصفات الدولية والشروط التعاقدية. وبينت التحاليل سلامة منتوجات الأرز المقتناة ومطابقتها للمواصفات الصحية المطلوبة بتونس من ناحية خلوها من المخلفات الاشعاعية ومقبولية نسبة “الأفلاتوكسين” وفق تحاليل تمت خلال شهر نوفمبر 2020 ببلد المنشأ، وفق تقرير الوزارة.
وتولى الديوان التّونسي للتّجارة، في اطار مزيد التاكد من السلامة الصحية للمنتوج قبل تسويقه، عبر مصالح المراقبة الفنية التابعة له، باخذالعينات منذ وصول الشحنة الأولى، والقيام بكافة التحاليل المخبرية اللازمة لدى المخبر المركزي للتحاليل والتجارب لتاتي بعض النتائجايجابية وتؤكد تلوث بعض العينات.
وقررت مصالح الديوان، تبعا لذلك، تجزئة كامل الشحنة، اي 800 طنا، إلى 30 حصة متساوية، اتوزعت الى 20 حصة في حلق الوادي و5 حصص بسوسة و5 حصص بصفاقس مع اخضاع العينات الى التجارب لإعادة التحاليل اللازمة.
وأكدت النتائج المخبرية ان الكميات الموجودة بوحدة الإنتاج بحلق الوادي والبالغة 530 طنا، ان 15 حصة من اجمالي 20 حصة منها غيرمطابقة وذلك لتجاوز الملوّثات النسبة القصوى لتصل الى 05ر4 ميكروغرام في الكيلوغرام.
وافضت النتائج الى سلامة الكمية المتواجدة بمركز الخزن بصفاقس والبالغة 133,750 طنا والمجزّءة إلى 5 حصص أكّدت نتائج التحاليلمجدّدا سلامتها ومطابقتها للمواصفاتـ استنادا الى نفس الوثيقة.
وتوصلت التحاليل الى ان الكمية المتواجدة في مركز الخزن بسوسة والبالغة 8ر133 طنا والمجزّئة إلى 5 حصص وجود حصتين مطابقتين للمواصفات في حين أن 3 حصص تجاوز الملوّثات فيها النسبة القصوى “للافلاتوكسين ب1” حيث تراوحت النسب من 4ر2 ميكروغرام للكيلوغرام الى 1ر3 ميكروغرام للكيلوغرام.
وجاءت نتائج التحاليل الأولية الخاصة بالشحنة الثانية المقدّرة بـ 600 طن والتي تم خزنها بحلق الوادي ولدى المناول “الأكياس”، عدم مطابقتها حيث قدرت نسبة الملوثات لوجود نسبة الأفلوتكسين “ب1 ” بما يعادل 87ر9 ميكروغرام للكيلوغرام.
واكد فريق التفقد انه تم التوقف عن تعليب الارز المورد حال التّوصّل بنتائج التّحليل واسترجاع كامل الكمية الموجودة لدى المناول”الأكياس” والمقدرة بـ 382 طن منها 176ر88 طن معلبة.
واشار فريق التفقد الى انه تم تخصيص مخزن بحلق الوادي لعزل كامل الكمية وتجزئتها إلى عدّة حصص وإرسال عينات للمخبر المركزي لإعادة التحاليل.
ترقب قدوم الاطراف المعنية للبت في الملف
قام الدّيوان التونسي للتجارة، بمراسلة شركة المراقبة الدّولية ” اس جي اس ” بداية من تاريخ 02 فيفري 2021 وإعلامها بنتائج التّحاليل، وقد تمّ تعيين نائب الرّئيس الفنّي لشّركة “اس جي اس” السّويسريّة للقدوم إلى تونس قصد أخذ عينات من جديد من الشحنة موضوع الخلاف وإعادة تحاليله، حسب تقرير وزارةالتجارة.
وتولى الديوان الاتصال بالمزود من يوم 17 فيفري 2021 وإعلامه بنتائج التّحاليل وتحفّظات الديوان في هذا الموضوع كما تمّت مطالبته بالقدوم إلى تونس أو إيفاد من يمثّله لفضّ النّزاع.
وتدارست اللجنة الدّاخلية لمراقبة صفقات المواد المورّدة ذات الأثمان المتغيّرة يوم 2 مارس 2021 مختلف تطوّرات هذا الملفّ وفق معطيات فريق التفقد.
وقرّرت اللجنة دعوة شركة المراقبة ” اس جي اس ” والمخبر المركزي للتّحاليل والتّجارب إلى رفع عيّنات بطريقة موحَّدة من الشّحنتين 800 طنّ و600 طنّ المتواجدة حاليّا بمراكز الدّيوان كلّ على حدة والقيام بالتّحاليل في المخابر التّابعة لكلّ منهما وعرض النّتائج على اللّجنة.
وتوصل فريق التفقد الى ان الكميّات التي تمّت معاينتها بمختلف المخازن مطابقة تماما من حيث الحجم للكميّات الجمليّة المورَّدة سواء من الدّفعة الأولى أو الدّفعة الثّانية. وقد تمّ عزلها بمخزن خاصّ وهي موضوع خلاف مع المزوّد.
وخلصت التحقيقات الى ان 926ر1129 طنّ من الارز المورد منها 176ر88 طنّ معلّبة توجد بحلق الوادي في حين توجد بمخزن صفاقس زهاء 750ر121 طنّ ومخزن سوسة قرابة 800ر133 طن من الارز.
كما توقفت شرعت شركة المناولة ” الأكياس” عن تعليب الارز يوم 18 فيفري 2021، اثر صدرو نتائج التّحاليل ليتمّ استرجاع كامل الكميّة المعلَّبة وغير المعلَّبة فيما بين 27 فيفري و03 مارس 2021
وكانت شركة “اكياس”، انطلقت بداية من 15 إلى 18 فيفري 2021 ، في تعليب جزء من الكميّات التي تمّ تفريغها بمقرّاتها، 176ر88 طنّ، دون انتظار نتائج التّحاليل.
وصرح الرئيس المدير العام للديوان التونسي للتجارة الياس بن عامر لـ”وات” يوم 3 مارس 2021 ، ان الديوان ورّد شحنتي الأرز، عبر شركة أجنبية، مقابل دفع زهاء 5ر1 مليون دينار وانه في انتظار قدوم الشركة الموردة لبحث الملف.
واشار بن عامر الى انه توجد فرصة لحل الموضوع بالتراضي وبشكل صلحي من خلال استرجاع القيمة المالية للبضاعة الموردة الى تونس علما وان وجود مستويات مرتفعة من مادة الافلوتكسين لا تعد الاولى من نوعها.
وافاد ان العقد الموقع مع المورد الاجنبي يتضمن الجانب الصلحي عند وجود خلاف بشان مواد موردة وانه الديوان لا يزال في انتظار التوصل الى حل مع الشركة الموردة.
وتورد تونس عبر الديوان التونسي للتجارة سنويا اكثر من 3500 حاوية من المواد الغذائية من بينها أكثر من 1000 حاوية لمادة الأرز، حيث يبلغ الاستهلاك الوطني السنوي من مادة الأرز حوالي 27 ألف طن.
ولا تتعدى نسبة اتلاف المواد الفاسدة في تونس 2 بالالف بالنسبة للقهوة والارز في حين ان المعدل العالمي يتراوح بين 5 و7 بالالف وفق تصريحات ادلى بها المدير العام المساعد بالديوان التونسي للتجارة، نور الدين السلامي يوم 25 جانفي 2021
يشار الى ان لجنة الفلاحة بمجلس نواب الشعب قدرت، خلال شهر جانفي 2021 ، وجود مواد استهلاكية موردة فاسدة بمخازن الديوان التونسي للتجارة تتضمن زهاء 120 الف طن من القهوة و6500 طن من الارز التايلندي و22 الف لتر من الحليب .
تابعوا Tunisactus على Google News