دراسة: الرأي العام المغاربي يميل نحو الصين على حساب الولايات المتحدة
منذ 5 ساعات
حجم الخط
لندن-“القدس العربي”: أصبحت دول شمال إفريقيا هي الأكثر ميلا للصين مقارنة مع الولايات المتحدة وفق استطلاعات الرأي، وهو تطور هام للغاية وضمن المؤشرات لمعرفة مستقبل العلاقات ورؤية الناس للبلدين المتصارعين. وساهمت القرارات غير الموفقة للرئيس دونالد ترامب ومساعدات الصين للدول في هذا التطور.وجاءت هذه النتائج في دراسة مفصلة للباروميتر العربي الذي يدرس الرأي العام في العالم العربي وجرى نشرها هذه الأيام في الموقع االرقمي هذه المؤسسة، وشملت الدراسة عدد من دول المغربي العربي-الأمازيغي والشرق الأوسط.واقتصارا على المنطقة الأولى، أي المغرب العربي بدون وجود موريتانيا التي لم يشملها الاستطلاع، حول تقييم الصين والولايات المتحدة، جاءت النتائج على الشكل التالي: 60 من الجزائريين يعربون رضاهم عن الصين بينما لا يتجاوز الرقم 24% بالنسبة للولايات المتحدة. وفي البلد الثاني الأكثر كثافة سكانية وهو المغرب، يبرز 56% من المغاربة رضاهم عن الصين مقابل 28 فقط للولايات المتحدة. وعلاقة بتونس، يؤكد 50% تفضيلهم للصين بينما 21% لصالح الولايات المتحدة. وتبقى ليبيا هي الدولة التي تسجل أقل نسبة من الدعم للولايات المتحدة بنسبة لا تتجاوز 14% وتصل في حالة الصين الى 34%.ويتكرر الأمر نفسه مع مصدر التهديد للمصالح القومية وخاصة الاقتصادية، إذ يرى 43% من الجزائريين مصدر الخطر الولايات المتحدة و13% للصين، وهو في معدل 18% للولايات المتحدة كمصدر خطر للمغاربة و15% للصين، وهذه النسبة في تونس تستقر في 21% للصين كمصدر خطر و43 % للولايات المتحدة.وعلاقة بأفضلية السياسة الخارجية للمنطقة ما بين مواقف الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني جين بينغ، كشفت الآرا عن تفضيل 42% من الجزائريين لسياسة بكين مقابل 12% فقط لواشنطن، وفي حالة المغرب 39% لصالح بكين و15% فقط لواشنطن، وفي تونس لم تتجاوز الولايات المتحدة 6% من الآراء الإيجابية التي تفضلها مقابل 30% للصين، بينما استقرت في ليبيا في 10% لصالح الولايات المتحدة وأكثر من الضعف 22% للصين.وتعد هذه الدراسة هامة للغاية بحكم أنها تشمل دولتين، واحدة في ريادة العالم حاليا وهي القوة الأولى الولايات المتحدة والثانية هي الصين المرشحة لقيادة العالم بدل واشنطن. وإن اختلفت زوايا المعالجة لهذا الاستطلاع يبقى الهاجس السياسي هو المسيطر، ويتجلى أساسا في الرؤية إلى علاقات البلدين مع الدول المذكورة ثم مواقف بكين وواشنطن من القضايا العالمية ومنها تلك التي تهم الرأي العالم العربي.وبدون شك، لعبت مواقف دونالد ترامب دورا كبيرا في تراجع صورة الولايات المتحدة لدى الرأي العام العربي ومنها منطقة المغرب العربي، بينما الصين يبدو أنها حصلت على نقطة إيجابية رغم تورطها في المعاملة غير الإنسانية للأقلية المسلمة الإيغور. ويمكن تفسير هذا عبر الحضور القوي للطابع النزاعي للولايات المتحدة في الصحافة الدولية مقابل الحضور الخافت لمشاكل الصين.ومن المفارقات، بينما يتحدث العالم عن الخطر الاقتصادي الصيني وتأثيره على مختلف دول العالم، تذهب الآراء في المغرب العربي إلى اعتبار مصدر الخطر هي الولايات المتحدة رغم ضعف التبادل التجاري بين هذه المنطقة والأمريكيين، بل وأن مصدر التنافس للصناعات المحلية هي الصين.وارتباطا بكل هذا ـ لعبت جائحة فيروس كورونا دورا رئيسيا في تدهور صورة الولايات المتحدة بسبب مواقف دونالد ترامب السلبية من التعاون الدولي مثل سحب الاعتمادات المالية لمنظمة الصحة العالمية، في حين نجحت الصين في تقديم نفسها بمثابة الدولة التي احتضنت مشاكل العالم وخاصة في العالم العربي وإفريقيا من خلال تقديم مساعدات والتعهد باللقاح.ويتماشى رأي منطقة المغرب العربي مع عدد من مناطق العالم ومنها منطقة أمريكا اللاتينية حيث العداء والنظرة السلبية نحو واشنطن ارتفعت بشكل كبير للغاية.