“دينامو العلا” يكشف زوار 2021 وأهم الصعوبات ولماذا رفض المهمة في البداية؟
تعتبر أحدث الوجهات السياحية السعودية على الخريطة العالمية؛ إنها مدينة العلا السعودية التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ؛ حيث تعتبر وجهة استثنائية لا مثيل لها في أي مكان بالعالم، وتضم العلا أربعة مواقع أثرية تعرف كوجهات سياحية جاذبة للسياح والزوار على مدار العام، وتضم موقع الحجر الأثري ودادان وجبل عكمة والبلدة القديمة.
وحسب علماء الآثار: تظل العلا نقطة التقاء بين حضارات الشرق الأدنى القديم؛ بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يقع بعد 300 كيلومتر شمال المدينة المنورة.
ولأهمية تطوير محافظة العلا أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – أمرًا ملكيًا بإنشاء هيئة ملكية لمحافظة العلا؛ لتتبوأ مكانتها العالمية. واختارت الهيئة الأمريكي فيليب جونز ليكون مسؤولًا تسويقيًا عن العلا، وليضع اللبنة الأساسية للعلا على الخريطة العالمية.
ولمن لا يعرف: “فيليب جونز” هو أمريكي الجنسية وأحد أهم مسؤولي التسويق السياحي للوجهات في العالم؛ حيث رأس السياحة في ولاية دالاس الأمريكية ونقلها من المركز 20 إلى المركز 5 في 3 سنوات فقط، وتقلد العديد من الوظائف التسويقية في العالم التي رشحته ليكون مسؤولًا عن إدارة الوجهات السياحية ومسؤول التسويق في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، يلقبه المقربون منه، وخاصة السعوديين، بأنه “دينامو التسويق”.
يؤكد “جونز” أن العلا وجهة استثنائية موجودة منذ أكثر من 7,000 عام، واستوطنتها حضارات عديدة عبر التاريخ، ودائمًا ما كانت معبرًا للثقافات المختلفة ونقطة التقاء البشر من أنحاء العالم. وكانت هذه المنطقة محمية عبر السنين؛ كونها في منطقة منعزلة من الجزيرة العربية، وعندما أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، اختار العلا كأحد المشاريع الهادفة لتحويل المملكة إلى منطقة اقتصادية تشجع السياحة وتروج لها.
وحول المهمة الأساسية المنوطة إليه قال: مهمتي الأساسية هي تطوير الوجهة بمنهج المسؤولية والاستدامة؛ لضمان الحفاظ على المنطقة للأجيال القادمة، ولضمان استمرارها لسبعة آلاف عام آخر. ولتحقيق هذا الهدف قمنا بإنشاء ما يسمى بـ”النظام الحيوي السياحي”، الذي يشمل الرحلات الجوية والمطارات والطرق والبنية التحتية والفنادق والمطاعم وعوامل الجذب وغيرها؛ وذلك ليستمتع الزائر بتجربة مرضية خلال فترة إقامته.
وتابع: بلغنا الآن عدد 500 غرفة فندقية، و30 مطعمًا، وأنشطة المغامرة المختلفة مثل الزيبلاين والهايكينج والدراجات الجبلية وغيرها، وبذلك فإننا نوفر باستمرار الكثير من الفعاليات والأنشطة المختلفة ليستمتع بها الزوار في العلا. ومن خلال هذه الفعاليات تنتشر سمعة العلا عبر كلام الناس، سواء من الإعلاميين أو المؤثرين أو الزوار العاديين، الذين شهدوا بالفعل مدى روعة الوجهة، مؤكدًا أن الهدف في بداية عام 2021 كان استقطاب 95,000 زائر، ومع نهاية العام تمكنا من استقطاب 130,000 زائر.
وعن الصعوبات التى واجهها في العلا قال: عندما حدثوني مبدئيًا عن فرصة العمل في العلا، كنت مديرًا لبرنامج “زوروا دالاس” مكتب مدينة دالاس السياحي لمدة 16 عامًا، وكنت قبلها وزيرًا للسياحة في ولاية لويزيانا لـ8 أعوام، وقبلها عملت للرئيس كلينتون في قسم السياحة في البيت الأبيض، ومكثت في واشنطن لمدة 8 أعوام؛ ما يعني أنني أمضيت ما يقارب الثلاثين عامًا في قطاع السياحة. ومع ذلك، في أول محادثة لي عن فرصة العمل في العلا، اعتقدت أنها في هاواي، ولم أملك وقتها أي فكرة حول هذا المكان. وبعد أن أخبروني بأنها في المملكة العربية السعودية، رفضت مباشرة، إلا أنهم أقنعوني بزيارتها، وبعدها أجزم بأن العلا هي من أكثر المواقع التي زرتها روعة حول العالم، فمن المؤكد أنني سأرغب بالعمل على مشروع رائع كهذا، لخلق بيئة سياحية وتدريب الشباب السعودي وصنع تأثير إيجابي على اقتصاد المملكة، وأيضًا تعليم الكوادر السعودية الطريقة الصحيحة لإنشاء وتطوير الوجهات مثل العلا وغيرها. وهذا كان التحدي الأساسي الذي قبلت به.
وواصل: في بداية الأمر الصعوبة كانت في تشكيل فريق العمل؛ حيث إنني وصلت إلى العلا مع زميل واحد فقط، والآن يتكون فريقي من 70 شخصًا متمرسًا من حول العالم: ميلاني دي سوزا من أستراليا، وترأست المكتب السياحي في ميلبورن، والمسؤول عن تطوير المنتجات، عمل سابقًا مع سياحة رأس الخيمة، والمتخصص في العمليات عمل سابقًا مع عمليات الشحن السعودية، ومدير الجودة عمل في إدارة جودة الخطوط الجوية. لقد سعيت فعلًا لتشكيل فريق قوي، والصعوبة كانت في تعيينهم والتوضيح لهم أن هذه فرصة لا تتكرر ولكنها ليست خالية من الصعاب. وجدير بالذكر أن العلا لم تملك أي بنية تحتية أو مطاعم قبل عامين ونصف العام، أما اليوم فهي تحتضن 5 فنادق و35 مطعمًا والعديد من الأنشطة والفعاليات، وقاعة مرايا، وغيرها من المنتجات التي أضيفت إلى الوجهة في العامين الأخيرين. وباختصار فإن الجزء الأصعب كان التخطيط والتطوير، والآن بلغنا فترة التنفيذ التي تستمر فيها عمليات التخطيط والتطوير للفترة القادمة.
أما عن الزوار وجنسياتهم فقد حدد “جونز” الجنسيات التي تأتي إلى العلا بقوله: إن 50% من زوار العلا هم من السعودية، و20% من دول الخليج، و24% من حول العالم. ومن نسبة الزوار الدوليين “24%”: 12% هم من فرنسا، و6% من الولايات المتحدة، والبقية من ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأستراليا والهند واليابان. مجموع 24 جنسية مختلفة.
#دينامو #العلا #يكشف #زوار #وأهم #الصعوبات #ولماذا #رفض #المهمة #في #البداية
تابعوا Tunisactus على Google News