رئيس اتحاد الفلاحة بتوزر لـ”الصباح نيوز”: التمور فقدت 50 % من جودتها منذ 2020.. وهذا السبب

40 مليون دينار مديونية المجامع المائية بتوزر لفائدة “الستاغ”

قال رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتوزر الناصر المقدم في تصريح لـ”الصباح نيوز” أن موسم جني التمور بولاية توزر انطلق منذ يوم 7 أكتوبر وأن نسبة تقدم الجني إلى غاية الآن لا تتعدّى 10 بالمائة.

واعتبر محدثنا أن صغار الفلاحين “منسيين” من ناحية التمويل حيث بيّن أنه لم يقع توزيع مادة الناموسية الضرورية لتغليف العراجين فوق رؤوس النخيل وحمايتها من الحشرات والرطوبة والأمطار، وذكر أنه حتى الصناديق البلاستيكية التي توضع فيها التمور بعد جمعها لم يتحصّل عليها الفلاح لا بأسعار منخفضة ولا مجانا، رغم أن الناموسية والصناديق البلاستيكية تعد مواد هامة بالنسبة للفلاح.

وذكر رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتوزر أن المجمع المهني المشترك للتمور اكتفى بتوفير ما بين 28 و30 طنا من مادة البخارة لكافة مناطق الإنتاج بولايات توزر وقفصة وقبلي وقابس، وهي مادة لمكافحة آفة عنكبوت الغبار أو ما تعرف بـ”بوفروة”، لافتا إلى أن مناطق الإنتاج من حيث الأدوية لا تحتاج فقط إلى البخارة بل إلى أنواع أخرى من الأدوية مرتفعة الثمن وغير مُدعّمة ويقتنيها عادة الفلاحون من أموالهم الخاصة.

وبالتطرّق إلى أسعار التمور من على رؤوس النخيل، قال الناصر المقدّم إنها تتراوح بين 2000 و2200 مليم للكيلوغرام الواحد، علما وأنه تم تحديد السعر المرجعي للتمور ب5.200 دنانير/كلغ لصنف “تمور دقلة نور شمروخ صنف ممتاز أحجام جيدة” بنسبة زيادة 4% مقارنة بالاسعار المتفق عليها خلال الموسم الفارط على أن لا تتجاوز نسبة البث 10% ونسبة الاصابة بدودة التمر 5% و4.500 دنانير/كلغ تمور صنف “دقلة نور شمروخ صنف 1 احجام متوسطة” بنسبة زيادة 2.27% مقارنة بالاسعار المتفق عليها خلال الموسم الفارط على ان لا تتجاوز نسبة البث 10%ونسبة الإصابة بدودة التمر 5%.

وقد تم تحديد سعر 3.100 دنانير/كلغ تمور “دقلة نور بث صنف 1” بنسبة زيادة 3.33% مقارنة بالأسعار المتفق عليها خلال الموسم الفارط على ان لا تتجاوز نسبة البث 10% ونسبة الاصابة بدودة التمر 5%.

وعلى صعيد آخر، ذكر رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتوزر أن جودة صابة هذا الموسم 2024/2025 تُعدّ أفضل من الموسم الفارط 2023/2024، إلا أن صابة التمور فقدت ما يقارب 50% من جودتها منذ سنة 2020 إلى غاية 2024 وذلك بسبب التغيرات المناخية.

وأوضح الناصر المقدم أن النخلة العملاقة لابد أن تكون الدورة المائية الخاصة بها كل 5 أيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري، إلا أنه في العديد من المناطق فإن الدورة المائية تتراوح بين 15 و20 يوما وهو أمر غير كاف مما قد يؤثر على جودة التمور.

وأضاف المقدم أن معضلتا التمويل والشح المياه تتطلبان تدخلا رسميا من الدولة لا سيما وأنه إلى غاية سنة 2024 بلغت مديونية المجامع المائية بولاية توزر لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز “الستاغ” 40 مليون دينار، معتبرا أنه رقم ضخم ويثقل كاهل الفلاحين والمجامع المائية.

وفي سياق متصل، أفاد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتوزر أن الواحة العجوز التي تمثل 50 بالمائة من الإنتاج باتت غير قادرة على تغطية مصاريفها، وأنه حتى الواحات الحديثة تشكو من ضغط المصاريف، وشدّد بالقول:”لا نريد قبر صغار الفلاحين”.

درصاف اللموشي