رئيس تنشيط هيئة السياحة في حوار مفتوح لـ”النهار”: زيادة حصة مصر السوقية من السياحة العالمية مرتبط بحركة الطيران | تقارير ومتابعات | النهار
السياحة هي عصب الدولة المصرية الحديثة واقتصادها ومصدر هام من مصادر العملة الأجنبية؛ لذلك تضع الدولة آمال كبيرة عليها، باعتبارها الورقة الرابحة في المعادلة الصعبة، والقادرة على تقليل العجز في ميزانية الدولة، وحققت مصر نجاحات كبيرة خلال النصف الأول من عام 2023 في زيادة عدد السائحين، وتستهدف الوصول لأبعد من ذلك لـ30 مليون سائح بحلول عام 2028، وهنا يأتي دور هيئة تنشيط السياحة لوضع مصر علي الطريق الصحيح.
أجرت “جريدة النهار المصرية” حوار مفتوح مع الدكتور عمرو القاضي رئيس هيئة التنشيط السياحية والذى كشف لنا العديد من المفاجاءات وخطة الدولة لزيادة أعداد السياح وتنشيطها.
وإلى نص الحوار..
في البداية ما هي أبرز الخطوات اللى بتقوم بيها الهيئة لتنشيط السياحة وزيادة عدد الأفواج السياحية القادمة إلى مصر؟
في البداية دور الهيئة هو تنشيط السياحة عن طريق خلق صورة ذهنية مميزة عن السياحة المصرية لدي مختلف الجنسيات، باعتبارها مقصد سياحي عالمي حديث، فالسياحة كالمنتج لابد من أن يكون هناك صورة ذهنية جيدة عنها، حتي يتم جذب عدد من السائحين الأجانب، الخطوة التالية هي العمل علي جعل السائح يفتخر بزيارته لمصر، حتي تتولد لديه الرغبة في العودة إلى مصر مرة أخري، وكل ذلك يتم وفق دراسات تقوم بها هيئة تنشيط السياحة.
مصر حققت طفرة حقيقة خلال العام الجارى في عدد السياحة الوافدة كيف تحقق ذلك؟
ركزنا علي مجموعة من الأسواق العالمية وهما 12 سوق رئيسي تحتاجه مصر، وتم عمل دعاية جيدة في تلك الأسواق؛ للترويج للسياحة المصرية؛ بالإضافة إلى التركيز على تحسين أداء خطوط الطيران وزيادتها؛ لأنها الوسيلة التي تنقل السائح إلى مصر، والخطوة الأهم هو الترويج لأنواع السياحة المختلفة التي تقدمها مصر، وهى السياحة الشاطئية والعائلية الثقافية، والمغامرات كالغوص والسفاري وغيرهم، كما أننا نسعى خلال الفترة المقبلة لتقديم أنواع مختلفة من السياحات الجديدة، كالسياحة الترفيهية وسياحة الاستشفاء، والتي لم نكن جاهزين لتقديمها في الماضى.
مصر تستهدف الوصول لـ30 مليون سائح بحلول عام 2028.. ما هي أبرز المقومات التي تساعد على تحقيق هذا الهدف؟ وماذا ينقصها؟
من أبرز مقومات مصر هو التنوع فمصر تملك سياحة دينية وعلاجية وترفيهية وثقافية وشاطئية، وهذا يجعلنا نقول أن العنوان الرئيس لمصر هو التنوع، فهناك العديد من الدول ليس لديهم تنوع جغرافي، ثقافتنا تعد ثقافة متنوعة وموقع مصر مميز فقريب من دول العالم، فمصر تتميز بطابع مختلف عن باقي الدول ومنها سمات الشعب المصري الذي يتميز بالدم الخفيف والكرم، ما ينقصنا هو زيادة عدد الطيران فطاقة الطيران الاستيعابية تلعب دور هام في زيادة عدد السائحين، وإلى جانب زيادته توفيره بأسعار مناسبة، مع زيادة الطاقة الفندقية وتحسين التجربة السياحية.
ما هو المقصود بتحسين التجربة السياحية؟ وكيف يتحقق ذلك؟
إذا نجحت مصر في جذب عدد كبير من السياح؛ العامل الوحيد الذى يضمن استمرار هذا العدد في التدفق بل وزيادتها، هو تحسين التجربة السياحية، والتي تعني أن السائح حينما يصل إلى أرض مصر وحتي يغادر، يجب أن يشعر بالرضا الكامل، عن كل شيء بداية من جودة الخدمات المقدمة خلال الطيران، ونقله إلى الفندق، وداخل الفندق، وفريق العمل الذي يشاركه رحلته، فضلًا عن سلوكيات الشعب المصري وهنا يجب أن نرفع الوعي السياحي لدي الشعب؛ ليكون لديه ثقافة واعية في التعامل مع السائحين، فمصر لا ينافسها في التنوع إلا عدة دول قليلة، وهذه ميزة يجب أن نستثمرها جيدًا.
ما هي أبرز التحديات التى تواجه هيئة تنشيط السياحة؟ وكيف يتم التغلب عليها؟
أبرز التحديات التي تواجهنا هي المنافسة الدولية، نحن في منطقة حوض المتوسط، وهذه المنطقة بها دول مميزة سياحيًا وهي إسبانيا وإيطاليا وتركيا وفرنسا وتونس واليونان وفرنسا والمغرب وأيضًا كرواتيا، ولبنان رغم عدم استقرارها مؤخرًا، وهذا عدد كبير 7 أو 8 دول مميزين جدًا، وهذه المنافسة تضع علينا عبء كبير من أجل تنشيط السياحة والمنافسة بقوة، خاصة وإن عامل المسافة يكون في صالح بعض تلك الدول ككرواتيا.
من التحديات الأخرى أيضًا، هي بعض الفترات الصعبة التي عاشها العالم كله، ولا دخل لنا بها، كانتشار وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على العالم أجمع، وأدت لرفع أسعار البترول عالميًا، مما أدي بدوره إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وعزوف عدد كبير من السائحين بسبب إعادة ترتيب الأولويات، وأخر التحديات متعلقة بسلوكيات الشعب المصرى في التعامل مع السائح، يجب تحسين ذلك الوضع.
هناك عدد من الجنسيات معروف إنها الأكثر زيارة لمصر منها الصين وروسيا والمانيا والسعودية؟ إزاى نقدر نستقطب سياح من جنسيات أخري؟
نحن ندرس كافة الأسواق بحيث نستطيع تحديد حصتنا السوقية من الدول الأخرى، ومدي استيعابنا لهذه الحصة، ونعمل على تحفيز شركات الطيران السياحة، لأنه في حالة زيادة الطيران، وخلق خطوط طيران كافية لمختلف دول العالم، وقتها سيكون هناك تنوع في شكل السياح القادمين إلي مصر، وقبل التنوع العمل على الحفاظ على حصتنا من بعض الأسواق وزيادتها من أسواق أخري.
ما هي أبزر الفعاليات السياحية في مختلف المجالات التى بتسعي الهيئة لتنفيذها خلال الفترة المقبلة؟
نظمنا خلال الفترة الأخيرة فاعليات ضخمة من بينها حفل نقل المومياوات وحفل طريق الكباش بالأقصر، وكان الهدف من ذلك لفت انتباه العالم البلد قادرة تنظم فاعليات كبري، كما أننا بدأنا الحديث مع عدد من شركات القطاع الخاص الذين ينظمون فاعليات وأنشطة مختلفة، وبدأو في وضع جدول زمني؛ فدورنا تدعيم الشركات ودفعهم نحو الترويج الجيد للسياحة.
في شهر أكتوبر المقبل ستستقبل مصر أقدم فرقة إيطاليا أوبرالية بالتعاون مع السفارة الإيطالية، وهي فرقة “سان كارلو” والتي ستقدم عرض موسيقى في الهرم، كما أن هناك أحداث كبيرة تقدمها مصر من بينها مهرجان العلمين، فضلًا عن فعاليات فنية ورياضية، كمسابقة هيئة التنشيط السياحي لليخوت الشراعية والتي تقعد بشكل دوري.
العلمين.. الحقيقة نحن نشاهد مجهود كبير ومدينة ساحرة على أرض مصرية.. فهل يساهم مهرجان العلمين والمدينة الجديدة في تنشيط حركة السياحة؟
هو ساهم بالفعل في تنشيط السياحة، فالسائح حينما يسافر إلى دولة بغرض السياحة يكون هدفه حضور فعاليات، كحضور حفلة أو مشاهدة نشاط والمشاركة فيه، ليس فقط مجرد الجلوس على الشاطئ، ومدينة العلمين خلقت خليط من هذا كله، بحيث استطاعت أن تجذب انتباه السائحين، سنجد هناك جنسيات متنوعة لأول مرة تتواجد فى الساحل الشمالي، من دول الخليج وإيطاليا وسلوفاكيا والتشيك وصربيا، وأصبح هناك طيران مباشر لتلك المنطقة.
هل هناك من يتابع تقييمات السائحين على مواقع “الانترنت” والرد على التقييمات السلبية وحلها؟
بالفعل لدينا إدارة في الوزارة تسمي إدارة متابعة دورها تتبع رضا الزائرين، وهناك شركات متخصصة تقوم بعمل أبحاث عن “ريفيو” الزوار على مواقع التقييم و”السوشال ميديا”، وبيتم جمع تلك التقييمات، وإذا كان هناك مشكلة متعلقة بقطاع الفنادق كعدم جودة الأكل، أو أن مستوى الخدمات سيء، أو حتي مشكلة فى المطارات، يتم عرض تلك المشاكل علينا ونعقد اجتماعات مع الجهات المختصة، لمناقشة تلك المشاكل وإيجاد حلول لها، ويتم المتابعة بشكل دوري.
الوصول لـ30 مليون سائح حلم كبير ومن أجل تحقيقه أحنا في حاجة لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق، ما هي الطاقة الحالية وما هو المستهدف الوصول إليه؟
مصر بالنسبة للفنادق تمتلك 212 ألف غرفة فندقية بمختلف التقسيمات، والتعديل الذي يحدث الآن هدفه إضافة أنواع جديدة من الإقامة زي النزل والمنتشرة بشكل كبير في أسوان، وهذه النزل لم تكن محصورة ضمن أعداد الغرف السياحية الموجودة تحت إشراف وزارة السياحة.
صدق السيد رئيس الجمهورية على قانون خاص بإنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها كيف سيؤثر هذا القانون على تعزيز دور الغرف السياحية وتنشيط الاستثمار فى مصر؟
القانون ليس لها علاقة بهيئة تنشيط السياحة ولكنه متعلق بالوزارة، ولكن باختصار فلسفة وزارة السياحة هي إعادة تحديد دور وزارة السياحة ولكي تقوم بتأدية دورها لابد من أن تحدده بشكل دقيق، ودورها يكون رقيب ومنظم للقطاع، في سياسات يتم وضعها، وتراقب الوزارة تنفيذها؛ والقطاع الخاص هو الذي بيعمل على الأرض.
حينما يكون هناك مشكلة بين القطاع الخاص والقوانين، هنا لابد من وجود الغرف المتنوعة كغرفة الشركات والفنادق وغيرها؛ ودور الغرف الدفاع عن أعضائها وعن الصناعة، والقطاع الخاص مدرك لطبيعة التجارة جيدًا؛ ولابد أن يكون جزء من تخطيط الصناعة من أهل الصناعة نفسها، والقانون الجديد بيجعل الانتخابات حرة مباشرة تختار مجالس إدارتها من نفسهم، حي يستطيعوا أن يخططوا للصناعة، ويكون هناك رقابة ذاتية قبل دور الوزارة الرقابي؛ والقانون بيعطي قوي أكبر للقطاع الخاص.
#رئيس #تنشيط #هيئة #السياحة #في #حوار #مفتوح #لـالنهار #زيادة #حصة #مصر #السوقية #من #السياحة #العالمية #مرتبط #بحركة #الطيران #تقارير #ومتابعات #النهار
تابعوا Tunisactus على Google News