- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

راشد الغنوشي يروّج للخارج لشعبية مفقودة في الداخل |

تونس – تقول أوساط سياسية تونسية إن الظهور الإعلامي المتكرر لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، يعكس حالة من الإنكار المتواصل، مشيرة إلى أن إطلالاته موجهة بالأساس إلى الخارج، في محاولة من قبله للترويج إلى أنه لا يزال يحظى بشرعية سياسية وشعبية هي في واقع الأمر مفقودة في الداخل.

وكثف رئيس حركة النهضة في الفترة الأخيرة من إطلالاته على وسائل إعلام أجنبية، مهاجما مسار الخامس والعشرين من يوليو، الذي خطه الرئيس التونسي قيس سعيد للقطع مع المنظومة السياسية التي حكمت البلاد طيلة العشرية الأخيرة، والذي تعتبره الحركة الإسلامية وحلفاؤها “انقلابا”.

وحرص الغنوشي (ثمانون عاما) في جميع إطلالاته على تأكيد شعبية تنطق بعكسها نتائج سبر الآراء الدورية، التي كشف آخرها أنه لا يزال يتصدر المرتبة الأولى كأسوأ شخصية سياسية في نظر التونسيين.

وقال الغنوشي في مقابلة نشرتها وكالة “لأناضول” التركية الجمعة، إن الاتجاه العام الآن في البلاد هو “رفض الانقلاب والعودة إلى الديمقراطية”، مؤكدا أن الدولة “كيان عاقل وستنحاز إلى الشعب”.

ونفى رئيس البرلمان المنحل أن يكون الشعب “قد تخلى عن الديمقراطية بالنظر إلى عدم وجود تحركات شعبية عارمة ضد مسار الخامس والعشرين من يوليو”.

واعتبر “اليوم المدافعون عن الديمقراطية أكثر من الذين يدافعون عن الانقلاب”. وأضاف “في السياسة المهم هو الاتجاه، فالبلاد متّجهة نحو رفض الدكتاتورية ومتجهة نحو العودة إلى الديمقراطية”.

واستدرك الغنوشي قائلا “لكن هذا الاتجاه لم يصل إلى المستوى الذي يفرض على سلطة الانقلاب أن تتراجع”. واعتبر أن “مرحلة ما قبل الخامس والعشرين من يوليو لم تكن عشرية خراب كما يسمونها ولا عشرية سوداء، وإنما كانت عشرية انتقال ديمقراطي، وهي الديمقراطية التي صمدت عشر سنوات في مناخ عربي محترق ومتهالك ومتهاو وحروب أهلية وانقلابات، بينما نحن حافظنا خلالها على الحرية والديمقراطية في البلاد”.

ورأى أن “تصوير الأمر (بعد الخامس والعشرين من يوليو) وكأن أبواب الجنة قد فتحت وأبواب النار قد أغلقت هو خيالي، والآن استفاق الشعب وكانت صدمة، والناس بدأوا يستفيقون من هذه الصدمة ويدركون أنهم خسروا كثيرا”.

ووفق الغنوشي، “الناس أدركوا أن ما قبل الخامس والعشرين من يوليو لم يكن حسنا ولكن ما بعده لم يفتح أبواب الجنة وإنما فتح أبواب النار، وأفقدهم أهم ما كسبته الثورة خلال 10 سنوات وهو الحرية والديمقراطية وحكم الدستور رغم أن ذلك لم يحل المشكلة الاجتماعية والاقتصادية”.

وشدّد على أن “الخامس والعشرين من يوليو لم يأت بحل للمشكلة الاقتصادية والاجتماعية إنما فوت عليهم وأخسرهم أهم مكاسبهم ولم يقدم حلا للمشكلات التي كانت موجودة قبله”.

واتهم الغنوشي الرئيس سعيد بالرهان على دعم “جزء من الثورة المضادة الذين لا يؤمنون بأن تونس لكل التونسيين ويراهنون على تونس دون نهضة ودون إسلام سياسي ودون ديمقراطية”.

وقال “هؤلاء هم الذين يدعمون في السياسة والإعلام الرئيس ولا يعني ذلك أنهم يشاركونه الأيديولوجيا بل يشاركونه في البحث عن فرصة لضرب النهضة ولو أدى ذلك إلى القضاء على الديمقراطية في البلاد”.

وتابع الغنوشي “الثورة المضادة هي السند الأساسي لسعيّد إلى جانب أجزاء من الدولة”. وتوقع أنه “عندما يصل التباين أعلى حالة بين مصلحة الشعب وبين الحاكم، فالدولة تنتصر للشعب وللمصلحة العامة”.

وتتناقض تصريحات الغنوشي إلى حد كبير مع سبر الآراء الأخير الذي أجرته مؤسسة “سيغما كونساي” ونشرت نتائجه الأسبوع الجاري، حيث أظهر الاستطلاع أن الرئيس سعيد لا يزال يحظى بنسبة رضا مرتفعة في صفوف التونسيين.

وكشف الاستطلاع أن الرئيس التونسي لا يزال يتقدم الترتيب في مؤشر الثقة لدى التونسيين بنسبة 64 في المئة، في المقابل حافظ الغنوشي، على صدارة الترتيب في قائمة الشخصيات التي لا يثق فيها التونسيون بنسبة 89 في المئة.

وترى الأوساط السياسية أن زعيم حركة النهضة يسعى من خلال تصريحاته الموجهة، إلى مغالطة الرأي العام الدولي، من خلال الحرص على التحدث باسم الشعب التونسي، وهذا ليس بغريب عن مسيرته.

وتشير الأوساط إلى أن الغنوشي يدرك الصورة القاتمة التي لدى التونسيين عنه، لكنه يكابد لإظهار صورة مغايرة، مراهنا في ذلك على مقولة “ذاكرة الشعوب قصيرة”.

وتوضح الأوساط أن زعيم حركة النهضة يتبنى سياسة “النفس الطويل” في مواجهة الرئيس سعيد، على أمل أن ينقلب الوضع لصالحه مع تدهور الوضع الاجتماعي في البلاد في ظل المؤشرات الاقتصادية السلبية.

وتشير إلى أن الغنوشي في خضم ذلك يعمد إلى حشد أكبر عدد ممكن من القوى المعارضة، ويأمل في انضمام القوى المترددة إلى جانبه.

وقال زعيم حركة النهضة في المقابلة التي أجراها مع وكالة “الأناضول” وهي الثانية له خلال الأسبوع الجاري مع وسيلة إعلامية أجنبية إن “المعارضة متجهة إلى التلاقي والذين يتجمعون اليوم حول رفض هذا الانقلاب أكثر من الذين يتجمعون حول دعمه”.

وأفاد بأن “المسار منذ تاريخ الانقلاب حتى الآن هو مسار نحو تجميع الرافضين له والمطالبين بعودة الديمقراطية، بينما الاتجاه المقابل هم الذين كانوا كثيرين يوم الانقلاب وقلّوا وتفرقوا ولا نجد تجمعا حقيقيا الآن حول دعمه”.

وأضاف أن “الاتجاه العام واضح وهو رفض الانقلاب وتجاوزه والعودة للديمقراطية وحول هذا الاتجاه المجتمعون أكثر”. وتابع “في هذا الاتجاه أتت الندوة الصحافية التي عقدها (السياسي أحمد نجيب) الشابي الثلاثاء، وهي تتجه إلى هذا المنحى التجميعي فهناك خمسة أحزاب وخمس مجموعات أعلنت نيتها لتكوين جبهة للإنقاذ الوطني والعودة للديمقراطية وهذه جبهة مفتوحة ونتوقع أن يلتحق بها معظم الطيف السياسي والاجتماعي في البلاد”.وأعلن الشابي الثلاثاء أن “تأسيس جبهة الخلاص الوطني سيكون خلال النصف الثاني من مايو المقبل”، معتبرا أن تونس “اليوم في محنة سياسية وتعيش انتكاسة”.

- الإعلانات -

#راشد #الغنوشي #يروج #للخارج #لشعبية #مفقودة #في #الداخل

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد