سر الصنعة من فرنسا.. كيف تواجدت الورشة الوحيدة لصناعة البايب اليدوي في تونس؟
أدهم السيد
نشر في:
الخميس 11 فبراير 2021 – 12:49 م
| آخر تحديث:
الخميس 11 فبراير 2021 – 12:49 م
يعمل “أنيس بخناق” على نحت أدوات تدخين البايب التي لطالما كانت صناعتها حكرا على دول أوروبا، وتحديدا فرنسا، إلا أنه منذ معرفة جد أنيس للسر وأخذه معه لتونس، أصبحت أول ورشة لصناعة البايب في تونس، والوحيدة أيضا، وتكاد تكون بلا منازع فى الشمال الإفريقي؛ لتكون الحرفة على المحك، إذ لم يتبق من الأسرة المتمرسة بها سوى “أنيس” الشاب الثلاثيني الذى يقوم على ورشة بلغت النصف قرن من العمر.
يقول أنيس بخناق، لـ”فرانس برس”، إنه سعيد بأنه الوحيد الذي يصنع البايب اليدوي، إلا أن ذلك التفرد يجعله ينافس نفسه للتقدم للأمام.
ويحكي أنيس أن جده “تشيدلى” حاول تعلم الحرفة من أساتذتها المحنكين فى سانت كلويد الفرنسية، عاصمة صناعة البايب اليدوية، إلا أنهم رفضوا، فقام خلسة بمتابعة تفاصيل الصنعة من خارج النوافذ حتى احترفها وأصبح لصنعته مذاقها الخاص.
ويضيف أنيس، الذى ولد وتربي فى فرنسا، أنه وجد الحمل منوط به وحده عام 2011 حين توفى والده وجده، فيقوم على إثر ذلك بالعودة لطبارقة التونسية ليحافظ على إرث أجداده ويُشغّل الورشة.
وعن طريقة إعداد البايب، يقول أنيس إنه يتم غلي شوك الإيبوريا المنتشر بجبل خمير التونسى، وذلك لنصف يوم، ومن ثم يتم حفظها لمدة بين 4 لـ20 سنة واستخراج المخزون أول بأول، مشيرا إلى أن لديه مخزون من الإيبوريا يكفيه تصنيع بايبين يوميا لمدة 10 سنوات قادمة.
وحين انتقاء الخشب الأمثل من المخزون الضخم في الورشة يتم التعامل معه بالشنيور والمقشط.
ويتسم خشب الإيبوريا بتحمله للحرارة ورائحته شبه المعدومة؛ ما يجعله الخيار الأفضل لصناعة البايب كي لا تختلط رائحته بالتبغ أو يحترق من اللهب.
ويقول أنيس إن لديه الكثير من الزبائن، مضيفا أنه لم يعان من تدهور السياحة بسبب جائحة كورونا؛ وذلك لأنه اشتغل بشيء مميز عن الشغل بجلود الجمال أو الكليم أو الجريد الذى يعمل به بقية الحرفيين الذين يعتمدون على السائحين، بينما هو يبيع لهواة البايب من التونسيين المتوافرين بكثرة.
ويضيف أنيس أنه باستطاعته استخدام الماكينات فى التصنيع؛ تسهيلا على نفسه، إلا أنه يرى أن العمل بالمقشط يبعث روائح مميزة فى المنتج.
تابعوا Tunisactus على Google News