سنية بالشيخ : هذه العوامل التي أخرت حصول تونس على التلاقيح و أزمة سعيد و المشيشي حلها الحوار بدون شروط
أكدت وزيرة الصحة السابقة و القيادية في حزب تحيا تونس سنية بالشيخ ان الإجراءات الأخيرة المعلن عنها كانت صادرة اللجنة الوطنية التي يترأسها رئيس الحكومة هشام المشيشي و ليست من قبل اللجنة العلمية ، موضحة ان اللجنة العلمية هي من تقترح على اللجنة اللوطنية التي بدورها تتخذ الإجراءات المتعلقة بالوضع الوبائي.
و في حوار مع ”ارابسك” اشارت بالشيخ الى انه هناك إنفراج في الوضع الوبائي على المستوى المحلي و العالمي منذ نهاية شهر جانفي نظرا للتراجع في عدد الاصابات بفيروس كورونا و هو أمر طبيعي و تدريجي بعد النسق التصاعدي في الاصابات الذي شهده العالم.
في المقابل حذرت وزيرة الصحة السابقة من التساهل قائلة ” يجب المحافظة على النتائج التي وصلنا اليها فيما يتعلق بالوضع الوبائي و نلتزم بالاجراءات الوقائية و التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامة بإستمرار و غسل اليدين خاصة مع التأخير الحاصل في وصول التلاقيح”.
و تابعت قائلة “التلقيح يعتبر حلقة من السلسلة مثله مثل الاجراءات الوقائية ان كانت على المستوى الفردي او الجمعي”.
و اعتبرت بالشيخ ان ”الطقس في تونس لعب دورا إيجابيا فيما يتعلق بكوفيد-19 نظرا لأنه مع بداية الفيروس لم تكن لدينا معلومات كافية عنه و كيفية تصرف إلا انه بعد أكثر من سنة بدأنا التعرف على كيفية التعامل معه ” لافتة الى ان الفيروس يتصرف كفيروس موسمي و يحب الطقس البارد و الاماكن المغلقة و يتكاثر بها.
و قالت الوزيرة السابقة ان تونس مازلت في وضع وبائي صعب لذلك يجب عدم التساهل و المحافظة على النسق البطيء في حلقات العدوى.
و بالنسبة للتلقيح المنتظر وصول 30 الف جرعة منه مساء اليوم إعتبرت ان الـ30 ألف جرعة غير كافية بالنسبة للعاملين في القطاع الصحي الذين يبلغ عددهم 83 ألف في القطاع العمومي فقط دون إحتساب العاملين في القطاع الخاص.
و في سياق متصل اكدت ان مهنيي الصحة قادرون على تلقيح 100 ألف شخص في اليوم نظرا لخبرة تونس في حملات التلاقيح داعية وزير الصحة فوزي المهدي الى التعويل على الخط الأول الذي يتمثل في أكثر من 2000 مركز صحة أساسية و أكثر من 109 مستشفى محلي موضحة ان مراكز الصحة و المستشفيات المحلية يوجد فيهم مهنيي الصحة الذين قاموا بحملات تلقيح سابقة و يعول على خبراتهم قائلة ”عملوا عليهم و خلاوهم يخدموا و عينكم مغمضة”.
و حول تأخر تحصل تونس على تلاقيح كورونا إعتبرت بالشيخ أنه لم تكن هناك رؤية إستباقية و إستراتيجية تتعلق بجلب التلاقيح خاصة و اننا في مواجهة مرض جديد ينتشر بسرعة ، مؤكدة انه كان يجب حجز التلاقيح حتى من قبل الإنطلاق في تصنيعها ، قبل ان تشير الى انه من الممكن التعديل في الاستراتيجية تزامنا مع الدراسات العلمية و الطبية التي تصدر حول التلاقيح ، اضافة الإستئناس بتجارب البلدان التي إنطلقت في التلقيح بصفة مبكرة.
و أضافت انه “لا يمكن تحميل المسؤولية للجنة التلقيح بوزارة الصحة او المدراء لاعامين و حتى الوزير بعينه ، لأنه هناك قوى عظمى تتنافس للحصول على التلاقيح ، و هنا يأتي دور اللوبيات الإقتصادية أو ما يعرف بالدبلوماسية الإقتصادية التي يجب العمل عليها و التي كنا دعينا إليها منذ العديد من الأسابيع”.
و أكدت ان الدولة التونسية لن تعرض صحة مواطينها للخطر لكن كان يجب التحرك بسرعة أكثر و نجاعة أكثر و نطرق كل الابواب و نرى تجارب البلدان الأخرى على غرار الولايات المتحدة ، بريطانيا و فرنسا.
و في نفس السياق أعربت عن أملها في وجود كيان كإتحاد دول المغرب العربي مذكرة بأن تونس كانت قد دعت سابقا إلى إتخاذ خطوات الى توحيد مجهودات دول المغرب العربي ، لافتة اللى انه في صورة قيام دول المغرب العربي بالشراء الموحد للتلاقيح سيكون لدى هذه الدول الأولوية للحصول على التلاقيح عن فضلا عن شرائه بسعر تفاضلي و بصفة مبكرة.
و اعتبرت ان العديد من العوامل ساهمت في التأخير الحاصل لجلب التلاقيح الى بلادنا.
و فيما يتعلق بعدم إقبال التونسيين على التسجيل للحصول على التلقيح اكدت ان التونسي لديه عقلية الخوف من المجهول لأنه لم يكن هناك حملة تحسيسية إضافة الى انه لم يتم إنشاء لجنة إعلامية تشرف على حملة اعلامية موجهة تحث التونسيين على التلقيح مضيفة ان المواطن “معذور” نظرا لأنه لا يستقي المعلومة من وسائل الاعلام بل يتحصل على معلومات تخص التلقيح من مصادر غير موثوقة عبر “الفيسبوك”.
و شددت على ان تشجيع التونسيين على تلقي التلقيح يتم عبر عمل متكامل بين وزارة الصحة و بقية كل المتداخلين من وسائل اعلام و نشطاء المجتمع المدني و الجمعيات التي تكون أقرب للمواطن سواء في الأسواق الشعبية و الأحياء و الفضاءات التجارية.
و اضافت سنية بالشيخ انه من الممكن تلافي التذبذب الذي وقع للمواطنين فيما يتعلق بالتلقيح معتبرة انه مع وصول التلاقيح نستطيع ان نضع اليد في اليد و العمل على إطلاق حملة تحسيسية كبيرة عبر وسائل الاعلام تكون مكثفة و من خلال كل مدير جهوي للصحة و فريقه بالتعاون مع الجمعيات و المجتمع المدني و الاعلام.
أما فيما يتعلق بالأزمة السياسية الراهنة بين رئاستي الحكومة و الجمهورية أكدت القيادية في حزب تحيا تونس ان المعركة بالنسبة إليها ليست سياسية قائلة ” أنا معركتي اليوم إقتصادية ، إجتماعية و صحية في ظل الأرقام المحزنة و المفزعة للمواطنين الذين فقدوا عملهم ” معتبرة ان الاشخاص الذين فقدوا مورد رزقهم وضعيتهم أصعب من المعطلين عن العمل”.
و اضافت أن الارقام الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية مفزعة و محزنة تحيلنا على حال المواطن التونسي الذي اصبح مهددا بالجوع و مهددا في صحته”.
و نددت بالشيخ بالأشخاص التي تتظاهر و لم تحترم الاجراءات الوقائية قائلة “كان خرجتو تتظاهرو على شؤوننا الاقتصادية و الصحية و الاجتماعية انا نساندك ، لكن نشوف في عرك و خصام زاد عمق الأزمة الكبيرة الي عايشها المواطن”.
و قالت ان الخلاف الدائر بين رأسي السلطة التنفيذية حله هو الجلوس الى طاولة الحوار لأن رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة يمثلان السلطة التنفيذية ، و يجب ان لا ننسى رمزية رئبس الدولة لافتة الى ان قيس سعيد هو من عيّن هشام المشيشي يعني “ناس تعرف بعضها و خدمت مع بعضها قبل”.
و اعتبرت ان الإشكالية بين سعيد و المشيشي هي تنفيذية بحتة و حلها الوحيد بالجلوس مع بعضهما و الحوار و دائما هناك حلول و يجب ان يضع صوب أعينهم تونس بلادنا “العزيزة” و المواطن ، مؤكدة ان الأومة السياسية عمقت الأزمة الإجتماعية و الأزمة الصحية و الاقتصادية.
و حيّت الدكتورة سنية بالشيخ مبادرة الحوار التي تقدم بها الإتحاد العام التونسي للشغل إضافة الى سعي المنظمات الأخرى على غرار منظمة الأعراف لتقريب وجهات النظر مجددة تأكيدها على قبول الحوار دون شروط و وضع نتائح مسبقة ليكون درسا ديمقراطيا و اقتصاديا و إجتماعيا.
و لفتت الى ان حزبها يدعو دائما الى الحوار لافتة الى تصريحات رئيس الحزب يوسف الشاهد الذي اكد بأن ليس هناك رابح أو خاسر في هذه الأزمة و يجب تفعيل الحوار في اقرب وقت.
أما فيما يتعلق بمستقبلها السياسي اعتبرت سنية بالشيخ ان ستكمل في العمل السياسي بهدف واحد الذي تتشاركه مع حزب تحيا تونس هو النهوض بالبلاد و تغيير الوضع الحالي ، لافتة الى حزبها يعمل على المدى الطويل و حتى ان كان غير مستعد لخوض انتخابات 2024 لن يخوضها معتبرة ان تحيا تونس هدفه المشاركة حتى و لو بنسبة 10 بالمائة في نحسين وضع البلاد.
و بعيدا عن السياسة أكدت سنية بالشيخ أنها كأي إمرأة تهتم بأناقتها و ان من أولوياتها هي الرياضة قائلة “احرص بإستمرار على ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي” و حول إطلالتها اكدت ان والديها لعبا دورا هاما في تربيتها و خاصة والدتها التي كانت شديدة الحرص على دفعها الى إختيار ملابس محترمة و أنيقة إضافة الى والدها رحمه الله الذي كان عاشقا للحياة و محبا لها من خلال إرتدائه بدلات رسمية حتى بعد التقاعد و تخصيصه لباس خاص للذهاب الى ملعب كرة القدم يوم الاحد مؤكدة ان كل هذا لعب دورا في تنمية ذائقتها في ملابسها و مظهرها.
كما كشفت لنا الدكتور بالشيخ انها من محبي “الفريب” كأغلب التونسيين مؤكدة انها قبل ان تتولى مسؤوليات هامةو دخولها الى الحياة السياسية كانت تجد متعة في الذهاب الى أسواق “الفريب”.
أحلام شرميطي
تابعوا Tunisactus على Google News