سوق العصر.. تحف من «الخردة»
ساسي جبيل (تونس)
يحافظ سوق العصر على وجوده في تونس منذ زمن بعيد، حيث يمكن لأي عابر من هناك أن يعثر بعد عملية فرز وبحث مطولة، على تحفة قديمة أو «أنتيكات» أو قطعة يعيد بها الحياة لإحدى آلاته الكهربائية أو يصلح بِها ما تعطل من أدوات منزلية. وعن سبب تسمية «سوق العصر» أوضح الباحث التراثي، رياض المرابط، أن هذه السوق الشعبية كانت سوقاً صغيرة تقام بين صلاتي العصر والمغرب في مكان مفتوح يعرض فيها الباعة بضائعهم منذ إعلان الجمهورية سنة 1957، وهي متخصصة في بيع الخردة والأجهزة القديمة والمستعملة، وبقيت على ملامحها القديمة، إلى يومنا هذا، وأحياناً تجد أشياء لا قيمة لها ولكنها تستمد قيمتها من تاريخ هذه السوق. وفي سياق متصل، قال الستيني عبد الله المستوري، وهو أحد الباعة في سوق العصر: هناك إقبال كبير من قبل التونسيين على هذه السوق كما في غيرها من الأسواق الشبيهة، والموجودة في أكثر الأحياء بالعاصمة كما ببعض المدن الأخرى، خاصة أن هناك أناساً يبحثون دائماً عن المنتجات القديمة غير المتوفرة في محلات بيع السلع الكبيرة.ومن جانبه، أكد السبعيني، عامر الفطناسي الذي رافق هذه السوق طيلة 50 سنة من العمل في مجال تجارة «الخردة»، أن هذه السوق، تعتبر سوق «الزوالي» أي الفقير باللهجة التونسية، مشيراً إلى أنه لا يعني أن الأثرياء لا يتوافدون عليها، بقدر ما رأى عدداً منهم وكذلك الفنانين في النحت وبعض الفنون الأخرى، فهم أيضاً يتوافدون على السوق بحثاً عن الديكور، الذي يمكن أن يزركشوا به بيوتهم بمجرد تنظيفه وخياطة ما تمزق منه وكذلك الآلات القديمة والعتيقة.
أما محمد الخميري، وهو كثيراً ما يرتاد هذه السوق، فإنه يرى أن أسعارها في متناول الجميع، حتى أنه اقتنى سخان ماء منذ أكثر من سنة بثمن زهيد، وكان أفضل من ذاك المعروض في المحلات التجارية باهظة الثمن. وأضاف أن الباعة لا يبالون بحالة الطقس مهما كانت، إذ لا المطر في الشتاء القارس ولا حرارة الشمس في الصيف تثنيهم عن الحضور في الصباح الباكر محملين ببضائعهم ليعرضوها في السوق ويقصدها الجميع من كل حدب وصوب، خاصة أنه لا مورد رزق لهم غير هذه التجارة.
#سوق #العصر #تحف #من #الخردة
تابعوا Tunisactus على Google News