- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

سينما عقيل.. مشروع ثقافي يستلهم قوته من صلابة اقتصاد دبي الإبداعي

- الإعلانات -

ت + ت – الحجم الطبيعي

فضفاض ومتنوع هو المشهد السينمائي في دبي التي أضحت سوقاً سينمائية مهمة، تقصدها شركات الإنتاج والتوزيع على حد سواء، يجدون فيها موئلاً جيداً لعرض انتاجات الفن السابع القادمة من هوليوود وبوليوود والمنطقة العربية، حتى صناع الأفلام أنفسهم وقعوا في «هوى» «دانة الدنيا»، التي باتت موطناً لصالات عرض تمتاز بفخامتها، واتساع نطاق عروضها للأفلام. ورغم اتساع ملاءة دبي لصالات السينما التجارية، إلا أنه يظل فيها متسعاً لواحدة أخرى، تميزت بفرادة فكرتها، وتوجهاتها، إنها سينما عقيل، التي فتحت أبوابها أمام الأفلام المستقلة، مسجلة بذلك اسمها كأول صالة عرض تمثل السينما المستقلة أو البديلة، حيث اتخذت بثينة كاظم، مؤسس سينما عقيل على عاتقها، معالجة النقص في المساحات المتاحة للأفلام المستقلة والكلاسيكية، التي تحتفي بسحر السينما الحقيقي، فكان لذلك الحلم الذي راود بثينة لسنوات طوال، أن رأى النور في منطقة السركال أفنيو، حيث تقع سينما عقيل التي باتت قبلة لكل عشاق الفن السابع والأفلام البديلة.

قد تبدو الزاوية التي تسكن بها سينما عقيل للوهلة الأولى هادئة، ولكنها في الواقع لا تعرف للصمت طريقاً، فعلى جدرانها تتزاحم بوسترات الأفلام، التي وقفت طابوراً طويلاً بانتظار عرضها على الشاشة أمام جمهور عشق هذه النوعية من الأعمال وافتقدها في صالات العرض التجارية، ما جعل من سينما عقيل، مشروعاً «ثقافياً وتوعوياً وترفيهياً» بامتياز، وفق تعبير بثينة كاظم لـ «البيان»، حيث قالت: «ما يميز سينما عقيل هو أنها لا تشبه غيرها من الصالات، فهي خاصة بالمجتمع الذي تحاكيه».

آرائك مختلفة وشباك بيع تذاكر صغير، وممر طويل يأخذ بيدك نحو صالة عرض صممت بطريقة مغايرة تماماً لما هو متعارف عليه في الصالات التجارية، هكذا يبدو المشهد العام في سينما عقيل، التي اشتقت اسمها من من «العقل والحكمة» وهي من صلب لغة الضاد، لتعبر عن السمات التي يتسم بها المشاهد الذي يتردد على هذا المكان الذي فتحت أبوابه في 2018، واستطاع في غضون فترة وجيزة أن يتحول إلى علامة مضيئة في المشهد السينمائي المحلي. تقول بثينة كاظم: «منذ البدء للتخطيط لتحقيق هذا الحلم، كانت الفكرة تقديم سينما تشبه المجتمع وتحاكيه، وتعكس وجدانه، وفي الوقت نفسه، تقدم للناس سحر السينما الحقيقي، وتمنحهم فرصة إلقاء نظرة خاصة على المجتمعات الأخرى، بحيث يتجولون في أروقتها ويتعرفون عليها ويستمعون إلى لغاتها من خلال الأفلام، وهو السبب الذي دعانا إلى اختيار الأفلام المستقلة والكلاسيكية والوثائقية وغيرها ممن لم يتعود الناس على متابعتها في أروقة الصالات التجارية». وأضافت: «الفكرة من وراء سينما عقيل كانت سد ثغرة تعاني منها الساحة الثقافية عموماً في الإمارات، والمتمثلة في تواجد الأفلام المستقلة، ومن خلال هذه السينما سعيت إلى تجسيد طبيعة التبادل الثقافي وتنوعه الذي تمتاز به الإمارات ودبي، فنحن نعيش على أرض تحتضن أكثر من مئتي جنسية مختلفة في أعراقها ولغاتها ومعتقداتها وثقافاتها، وبالتالي فوجود سينما عقيل بنوعية وتفرد فكرتها، يمكن له المساهمة في تحقيق التآلف بين هذه الثقافات».

لا تركز سينما عقيل في عروضها على جنسية واحدة من الأفلام، فشاشتها مفتوحة أمام الجميع، وفي هذا السياق تقول بثينة: «تنوع الأفلام في سينما عقيل منحها ميزة خاصة، كونه يفتح العيون على الدنيا وواقعنا أيضاً، لأن السينما هي انعكاس لخبايا واقعنا»، مشيرة في السياق، إلى أن سينما عقيل تحولت من مجرد صالة عرض إلى «مشروع ثقافي» يستلهم قوته من صلابة اقتصاد دبي الإبداعي. وتقول: «نحن لسنا عشاق سينما فقط، وإنما استطعنا من خلال ما نقدمه من مشاريع ومشاركات ومهرجانات مختلفة، أن نعكس تنوع دبي، وصلابة اقتصادها الإبداعي، باعتبار أن السينما تشكل جزءاً أساسياً من هذا الاقتصاد الذي تطمح لأن تكون عاصمته في 2025».

في سينما عقيل، تبدو مشاهدة الأفلام مختلفة، فقد ساهمت من خلال طريقة تصميمها إلى كسر حاجز الصمت الذي قد يسود بين روادها ممن ينحدرون من ثقافات مختلفة، وبحسب بثينة كاظم، فإن عملية توزيع المقاعد وطريقة تصميم السينما، ساهمت في تقريب الناس من بعضهم. وتقول: «ليست طريقة التصميم فقط هي التي لعبت دوراً في كسر حالة الصمت التي قد تسود بين رواد السينما، وإنما مشاركات سينما عقيل والمهرجانات التي تنظمها لعبت دوراً في هذا الإطار، فعلى طول الفترة الماضية ولا زلنا نعمل بكل جهد على تنظيم واستضافة مجموعة من المهرجانات التي تلقي الضوء على سينمات مختلفة تمثل مجتمعات بعيدة عنا، ولعل آخرها مهرجان «سفر» السينمائي من تنظيم المركز العربي البريطاني في لندن، حيث نرتبط معهم بشراكة في تنظيم دورتين من أسبوع الفيلم العربي في لندن، والذي سيكون أيضاً في دبي خلال نوفمبر المقبل».

طباعة
Email




#سينما #عقيل #مشروع #ثقافي #يستلهم #قوته #من #صلابة #اقتصاد #دبي #الإبداعي

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد