شاهد على تاريخ الحرب العالمية الثانية.. المدمرة البريطانية “هافوك” في القاع قبالة سواحل تونس
عشرات العقود مرت على نهاية الحرب العالمية الثانية، وما زالت المياه قبالة شاطئ مدينة “حمام الأغزاز” في محافظة نابل شمالي شرق تونس، تحتفظ ببعض السفن المشاركة فيها، وأبرزها المدمرة البريطانية “هافوك”.
تلك السفن لا ترى من الشاطئ بالعين لكن مركبا جزائريا علق فوقها في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2013، أصبح منذ 8 سنوات علامة على وجودها تحته ومنها المدمرة “هافوك” التي غرقت في أبريل/نيسان 1940، عندما كانت بريطانيا ضمن قوات الحلفاء.
المركب الجزائري الصغير الظاهر في الأفق ليس إلا آخر العابرين الذين علقوا وفشلوا في التمكن من الهروب من الرمال بالمياه القريبة من شاطئ “سيدي منصور” (كاب ملّاح ـ كما يتعارف عليه بين سكان المدينة).
في القاع منذ 70 عاما
ويقول الباحث التونسي مزار بن حسن، لوكالة الأناضول، إن “المدمرة البريطانية هافوك كانت بصدد المرور من مضيق شاطئ سيدي منصور باتجاه جبل طارق للإصلاح بعد إصابتها من قبل سفن المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) في الحرب العالمية الثانية (1939-1945)”.
وأضاف بن حسن “لكن المدمرة جنحت وعلِقت برمال شاطئ سيدي منصور في 6 أبريل/نيسان 1942، وتم اعتقال طاقمها الإنجليزي بالكامل، من قبل حكومة فيشي الفرنسية (كانت تحركها ألمانيا) وتم نقلهم إلى سجن الأغواط بالجزائر، قبل الإفراج عمّن تبقى منهم على قيد الحياة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على المحور”.
وأشار إلى أن “الموروث الشفوي بين أبناء حمام الأغزاز يؤكد أن السفينة لم تبرح مكانها منذ ذلك التاريخ، والغطاسون من أبناء المنطقة أو الزائرون قادرون على الاقتراب من هيكلها أو ما تبقى منها، حيث لا يزال ثابتا في مكانه رغم مرور نحو 70 عاما على غرقها”.
واعتبر أن “المدمرة الغارقة هافوك باتت جزءا من هوية حمام الأغزاز ووجهة للزائرين، حيث قضت 3 سنوات مبحرةً (صنعت بأسكتلندا وبدأت رحلتها سنة 1937) في المحيط الأطلسي لملاحقة السفن الألمانية بداية الحرب العالمية الثانية، قبل أن تشارك في حملات حماية سفنٍ أصغر بالبحر المتوسط حتى تاريخ غرقها بداية 1942 وحتى يومنا هذا”.
حمام الأغزاز
وتابع بن حسن “شاطئ حمام الأغزاز الذي يمتد على 3 كيلومترات هو ملاذ مميز بالسكينة والسلام والأمن، رغم غرق مراكب عديدة بينها المدمرة الحربية هافوك التي عايشت حروبا وانتهت رحلتها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، ليتبقى منها ركام قليل اعتلاه مركب الصيد الجزائري ستار، ليفتك صدارة الصورة من السفينة العظيمة (طولها 98.5 مترا وعرضها 10.1 أمتار، وارتفاعها 3.8 أمتار)”.
المدمرة “هافوك” ومعناها في العربية طائر “الباز” (البرني كما يعرفه التّونسيون)، هي شاهد على التاريخ الخاص بمنطقة حمام الأغزاز التي كانت لقرونٍ وجهة للسفن ومعبرا للصيادين والعابرين، حيث تأسست المدينة في القرن الـ18 ميلادي، على أيدي مهاجرين أتراك قدموا من الإمبراطورية العثمانية.
ويعود أصل تسمية المدينة إلى جزأين “حمام” نسبة إلى حمامٍ روماني قديم يقع على بعد عشرات الأمتار داخل البحر، و”الأغزاز” نسبة إلى مؤسسيها الأتراك وهم من قبائل “الغُز” بالأناضول.
واحدة من عشرات أو مئات السفن شبيهاتها التي ركنت وأنهت رحلتها لأسباب خارجة عن إرادتها، شاهدٌ على التّاريخ يعانق قاع الشّاطئ ويروي قصّة تتوارثها الأجيال مع زيادات أو نقصانٍ لا يغيران شيئًا في حقيقة جمال الشاطئ الأخاذ الذي يكون كل صيفٍ وجهة مميزة للسياحة الدّاخلية بتونس، لسبب بسيط، هو اختيار السّائحين الأجانب مناطق أخرى قريبة تتوفر بها الفنادق لا غير.
المزيد من ثقافة
#شاهد #على #تاريخ #الحرب #العالمية #الثانية #المدمرة #البريطانية #هافوك #في #القاع #قبالة #سواحل #تونس
تابعوا Tunisactus على Google News