- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

صحيفة عمون : ثلاثية البركة بين السفير الصيني والدكتور العناني

في افتتاح كلمته بمناسبة الذكرى الـ ٧٤ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في فندق سانت ريجس بتاريخ ٢٦/سبتمبر ٢٠٢٣ افتتح سعادة السفير الصيني تشن تشوان دونغ حديثه بكلمات لا اروع ولا ابلغ ولا احلى بمحياه الطيب قائلاً : “نحن أيضًا على وشك الاقتراب من عيد المولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وعيد منتصف الخريف الصيني التقليدي، مما يجعلها فرصة ثلاثية البركة. “وأضاف قائلا: “عيد منتصف الخريف هو يوم القمر الكامل، الذي يرمز إلى التجمع.” حيث يأتي هذا الاحتفال كأول استقبال وطني مباشر لسفارة الصين منذ بداية جائحة كوفيد- ١٩. في الأول من أكتوبر ١٩٤٩، قاد الشعب الصيني، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، تأسيس جمهورية الشعب، وتحقيق استقلال الوطن وتحرير الشعب.نعم اجتمع الشعب الصيني قبل٧٤ عاماً بمختلف مكوناته كالجسد الواحد وعمل بجد لخلق معجزتين: التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي على المدى الطويل، حيث انتقلت الصين من الفقر والضعف إلى الازدهار والقوة، وبنت مجتمعًا متقدماً متطوراً ترفع له قبعات العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.نمت الإنتاجية الاقتصادية الإجمالية للصين بمعدل أكثر من ١٧٥ مرة، مما جعلها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بأكبر قدرة تصنيعية وأكبر حجم تجارة في السلع وأكبر احتياطي نقد أجنبي. علاوة فقد تم رفع أكثر من ٨٠٠ مليون شخص من الفقر.أشار سعادة السفير تشن تشوان دونغ سبق وان اقترح المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني في العام الماضي بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية بحلول منتصف القرن الحالي، وتعزيز العصر العظيم للتجديد الكبير للأمة الصينية من خلال مسار صيني نحو التحديث. وهذا العام ٢٠٢٣ هو العام الأول لتنفيذ قرارات المؤتمر الوطني الـ ٢٠ للحزب بالكامل، حيث استعادت الصين اقتصادها وتحسنت، مع تحقيق تقدم ملحوظ في التنمية عالية الجودة. ونما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ٥،٥٪ في النصف الأول من العام، مما جعلها تتصدر اقتصادات العالم الكبرى وتسهم أكثر في نمو الاقتصاد العالمي. حيث أجرت الصين أول رحلة تجارية لطائرتها التي تتسع لـ ١٦٤ مقعدا ومن إنتاجها الخاص. علاوة على انتاجها القطارات السريعة. بالمقابل، استوقفني بهذه المناسبة حديث معالي الدكتور جواد العناني المنشور في عمون الغراء نقلاً عن “العربي الجديد ” بعد عودته من زيارة للصين بدعوة كريمة من الحكومة الصينية ، حضر الدورة الرابعة ” للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية”، نظمت من قبل كل من وزارة الخارجية الصينية وجامعة شنغهاي للسياسة الدولية ومركز البحوث فيها الذي يحمل نفس اسم الجامعة. وقد طُلب من معاليه أن يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة التي انعقدت في أحد الفنادق الفاخرة والواقعة في ضاحية المدينة الجامعية بمدينة شنغهاي.وهنا حقيقة وقفت في منتصف الطريق بين ما تفضل به سعادة السفير الصيني و معالي الدكتور العناني ، ان الصين تدعوا دائماً إلى تحقيق مجتمع عالمي للمستقبل المشترك وتدعو جميع البلدان إلى تعزيز الوحدة والتعاون، ورفض الانقسام والمواجهة، والعمل معًا لبناء عالم من السلام المستدام، والأمن الشامل، والازدهار المشترك، وعالم مفتوح وشامل، نظيف وجميل .بالمقابل أشار معالي الدكتور جواد العناني: ان الجانب الصيني سعى إلى أن يكثف النقاش في المؤتمر حول مبادرة “الحزام والطريق” وما تنطوي عليه من فوائد جمّة على الاقتصادين العربي والصيني، وعلى مفهوم أطلقه الرئيس الصيني ” شي جين بينغ” في خطابه الذي ألقاه في افتتاح القمة العربية الصينية الأولى، والتي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 2022، والاصطلاح هو بناء وتطوير “المجتمع العربي الصيني”.وما اعرفه عن معالي الدكتور العناني وهو استاذي ، انه ” حشري جداً ” يتدخل في كل صغيرة و كبيرة و شاردة وواردة ، يقول : ( تحدثت إلى عدد من الخبراء والدبلوماسيين الصينيين لأفهم ماذا قصد الرئيس الصيني بالقول “المجتمع العربي الصيني “) ليخرج علينا دائماً بمفاجآت و تحليلات يعجز عنها كبار السياسيين والمحللين حتى “المنجمون والسحرة” ، و نكتشف انه على صواب و صاحب بعد نظر و حكمة وعقلانية ، و من هنا نراه المتحدث الرئيسي في كبرى المؤتمرات العالمية و مقالاته تتصدر الصحف المحلية و العالمية . خلاصة القول والتي خرج فيه الدكتور العناني:أن هناك ثماني قطاعات لا بد من تطوير التعاون فيها بين العرب والصين ، وهي الطاقة بأنواعها الأحفورية والمتجددة، و البنى التحتية وإنشاؤها، والتجارة والتوسع فيها، والاستثمارات المشتركة في منطقتي العرب والصين، وتكنولوجيا الاتصالات بما فيها الذكاء الاصطناعي، والخدمات اللوجستية وسلاسل التزويد الدولية، والتبادل الثقافي والتعليمي، والخدمات الصحية والبحوث الطبية.ويضيف الدكتور العناني أن هذه الأرقام يجب ألا تؤدي إلى ضغوط صينية من أجل الاختيار بين الصين والغرب، أو بين الصين والهند. فالعرب لهم مصالح عميقة مع هذه الدول. وقد يقصر الكلام في أي من هذه القطاعات أو يطول، لكن المتحدثين من الجانب الصيني توسعوا في وصف الفرص الممكنة من هذا التعاون. وأما الجانب العربي فقد تمثل بحضور من مصر والعراق واليمن والأردن وفلسطين وسورية ولبنان وليبيا وتونس والمملكة المغربية والجزائر وجزر القمر، وكل من سلطنة عُمان ودولة قطر.بطبيعة الحال المطالب العربية من الصين كالعادة ” معروفة ” ، وقد تشرفت بترأس الوفد الأردني لمنتدى التعاون العربي الصيني عام ٢٠٠٩، والمطالب العربية ثابته لا تتغير و التي تتعلق باتخاذ الصين موقفاً واضحاً من القضايا العربية وبخاصة تجاه القضية الفلسطينية والتركيز على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وضرورة إيصال الأمور إلى انشاء دولة فلسطينية على كامل الأرض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.والذي استوقفني اكثر، وهنا مربط الفرس، الحديث الذي تم على انفراد و في جلسة خاصة بين الدكتور العناني و مسؤول كبير في وزارة الخارجية الصينية، والذي عمل سفيراً في بعض الدول العربية، عن موقف الصين من مُبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن، والقائمة على مقترح من الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الامارات سمو الشيخ محمد بن زايد . والمبادرة هي طريق الهند التي تقترح بناء شريان بحري وبري يربط الهند بمنطقة الخليج العربية، ومنها إلى الأردن، ثم مستقبلاً إلى أوروبا عبر اليونان.يضيف الدكتور العناني ان الجانب الصيني لم يعلن موقفه من هذه المبادرة حتى الآن. وقالوا إنهم لا يعارضون هذا المشروع إذا أمكن جعله جزءاً من مشروع الحزام والطريق، أو متناغماً معه.أما إذا قصد به المضاربة أو تعطيل المبادرة الصينية، فإن الصين ماضية في مشروعها. ولما ذكرت هذا المسؤول بأن الدول العربية ذات العلاقة قد أخذت موقفاً ايجابياً من طريق الهند، رد المسؤول الصيني بأن هذا الأمر يمكن أن يبحث في الدورة الثالثة لقمة الحزام والطريق والتي صارت على الأبواب، مذكراً إياي أن مبادرة الصين قد مضى عليها عشر سنوات وشهدت تقدماً ملحوظاً ويصعب على أحد أن ينساها أو يتجاوزها.ويرى الجانب الصيني أن قمة العشرين التي عقدت مؤخراً في الهند قد أضافت تحدياً جديداً بالنسبة لهم، وأن التقارب الأميركي الياباني الكوري الجنوبي الأسترالي في المحيط الهادئ يرسل إليهم برقيات ساخنة أن ذلك المحيط لن يبقى هادئاً لفترة طويلة.الواضح أن سعي الصين للربط مع العالم العربي والدخول معه في اتفاقات تطبق ولا تبقى مجرد حبر على ورق يصب في خدمة مصالحهم الاستراتيجية العليا. ولذلك أشاروا في أحاديثهم كثيراً إلى أن ٢١ دولة عربية بما فيها فلسطين قد وقعت على مذكرة التفاهم لمشروع الحزام والطريق، بينما بقيت دولة واحدة لم تفعل ذلك حتى الآن وهي الأردن. وقد امتنع الجانب الصيني عن التوسع هذا الموضوع معي.لكنني وضحت أنّ للأردن ظروفاً هو الأقدر على حسابها وتقدير العواقب المترتبة عليها. والأمر الثاني هو أن مبادرة الحزام والطريق لم يرد فيها دور واضح للأردن، علماً أنّ موقع الأردن هام جغرافياً لذلك المشروع إذا أريد له التوسع في “المشرق العربي”.أما مبادرة طريق الهند فقد خصت الأردن بالذكر. ولذلك فإن المطلوب من الجانب الصيني أن يحدد تماماً دور الأردن في ذلك المشروع الطموح قبل أن يسألوه أن يتخذ قراراً قد يغضب بعض شركاء الأردن مثل الولايات المتحدة دون أن تكون فوائد المشروع الصيني قد اتضحت.إنّ التاريخ والجغرافيا من المنظور العربي يخدمان المشروع الصيني. فالتاريخ قد علمنا أنّ عمر العلاقات العربية الصينية قديم جداً، وأن العرب والفرس هم العمود الفقري لطريق الحرير القديم، حيث كان الطرفان يجلبان الخشب والحرير والحبر والورق والشاي وملح البارود من الصين لتباع عربياً وفي أوروبا. وقد كان العرب بالذات هم من حمل المعارف والمنتجات الفكرية من الصين إلى الغرب، كما فعلوا عندما نقلوا التوابل والشاي من الهند إلى أوروبا. ولا يجوز أن نقبل من مبادرة الحزام والطريق أن تكون أقل أثراً في القرن الحادي والعشرين عما كانت عليه قبل عشرات القرون.السؤال المطروح على العرب وتتوقع الصين عليه جواباً هو: ” هل سيكون مشروع طريق الهند متكاملاً مع مبادرة الحزام والطريق، أم هل سيكون منافساً ضاراً لها؟، والدورة القادمة لقمة الحزام والطريق يجب أن تعطي إشارات واضحة للصين، وأكد الجانب الصيني على ضرورة أن يروا نتائج القمة العربية الصينية قد بدأت تأخذ طريقها إلى التنفيذ.وختاماً أتمنى ان يكون طريق الهند متكاملاً مع مبادرة الحزام والطريق، وان لا يكون منافساً وضاراً للطريق والحزام، لان التكامل سوف يكون فيه خير للعالم بأكمله ام التنافس في هاذين الامرين سيقود العالم الى قضايا ومسائل لا يخفى عقباها. واختم حديثي – ختامها مسك – بما ختم به حديثه معالي الدكتور جواد العناني: إن معجزة الصين تأخذ بالألباب، ولا نستطيع بأي حال أن نتجاهل هذا البلد، العابر إلى المقدمة، في العقود المقبلة.السفير الدكتور موفق العجلوني المدير العام لمركز الامارات للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

- الإعلانات -

#صحيفة #عمون #ثلاثية #البركة #بين #السفير #الصيني #والدكتور #العناني

تابعوا Tunisactus على Google News

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد