ظافر العابدين: “غدوة” أخرجني من الكلاسيكية
بيروت – سلوى ياسين – نقلنا لكم – بتجــرد: في التعريف به نقول إنه النجم التونسي ظافر العابدين، لكنه في الحقيقة أصبح يستحق لقب “النجم العربي”؛ فهو قريب من كل المجتمعات العربية، من حيث سلامة النطق، وفهم اختلاف العادات والتقاليد، وهذا ما أثبته في أكثر من مكان وإطلالة.
في الفيلم الجديد “غدوة”، الذي كتبه وأخرجه ومثله وأنتجه ظافر العابدين، بمشاركة المخرجة درة بوشوشة، يظهر في دور رجل أربعيني بلحية تغطي وجهه، وبلباس كلاسيكي، يجري وسط أزقة وشوارع العاصمة تونس، بأقصى سرعة لديه، وهو خائف من أشخاص يريدون الإمساك به، مجسداً شخصية “حبيب”، وهو محامٍ سابق ومطلق، تعرض لمظلمة سياسية سجن خلالها وتعرض للتعذيب، ومع أنه خرج من السجن واندثر النظام الذي سجنه، لكن هذه المظلمة أورثته مرضاً نفسياً لم يستطع التعافي منه.. من هذه الشخصية في فيلم “غدوة”، الذي بدأ عرضه في الأسبوع الأخير من مارس الماضي، بدأ ظافر حواره مع “زهرة الخليج”:
خلعت شخصية “فارس” في مسلسل “عروس بيروت”، وشخصية “رجا” في فيلم “كراميل”، ولبست شخصية جديدة لم تراهن فيها على الوسامة.. صف لنا التجربة؟
شخصية “حبيب” في فيلم “غدوة” بعيدة عن الشخصيات التي قدمتها على المستوى العربي. لكن، في المقابل، قدمت شخصيات لا تعتمد على الوسامة في أعمال أجنبية عدة، وأردت في دور “حبيب” أن تكون الشخصية واقعية وحقيقية لرجل يعاني العذاب النفسي بسبب مظلمة تعرض لها.
هل شاركت بفيلم “غدوة” في المهرجانات العربية الموسم الماضي؟
نعم، شاركت به في الدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائي، وحصلت على جائزة النقاد، ثم شاركت به أيضاً في مهرجان البحر الأحمر بالسعودية، وقد رافقتني زوجتي وابنتي في العروض الأولى بالمهرجانات العربية، وكان ذلك أكبر فخر لي.
خطفت زوجتك الإنجليزية الأنظار منك على السجادة الحمراء، وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي لأسبوع أو أكثر.. ما تعليقك؟
نعم صحيح، وقد حدث هذا خلال حضورها العرض الأول معي في مهرجان القاهرة، وكنت سعيداً جداً بهذا الاهتمام الإعلامي بها؛ فهي أيضاً نجمة، وشعرت بالفخر كونها زوجتي، وأم ابنتي ياسمين.
ماذا ورثت ياسمين عن والدها العربي، ووالدتها الإنجليزية؟
ورثت عن أمها النظام، وعني الإحساس العالي وحب العائلة.
في فيلم “غدوة” قدمت شخصية الأب، وعلاقته بابنه المراهق.. فهل لاتزال لدينا في الواقع هذه الشخصيات المثالية؟
صحيح أن معظم جيل اليوم يتميز بالاستهتار واللامبالاة، وأصبحت صورة المراهق المستهتر والأناني هي السائدة وتعتبر بحسب تلك الفئة الأكثر انفتاحاً، لكن دائماً يوجد أشخاص مثاليون في هذه الحياة، يحكمون لغة القلب والمشاعر الصادقة، وهذه هي شخصية «أحمد» في الفيلم، المراهق الذي وجد نفسه مضطراً للتعامل مع مرض والده النفسي والمحافظة عليه، وهي صورة نتمنى جميعاً أن يكون أولادنا على شاكلتها.
قررت في الفيلم أن تكون أمام وخلف الكاميرا في الوقت ذاته.. صف لنا هذه التجربة؟
تجربة ممتعة جداً، وفكرة الإخراج لم تكن وليدة الصدفة فأنا في بداياتي الفنية عملت مساعداً للمخرج التونسي منصف ذويب، وتعلمت الكثير من التقنيات والعناصر المهمة في صناعة الفيلم، والفيلم هو فكرتي أساساً كتبته بكل شغف وحب، وأردت أن أخوض به تجربة الإخراج والتمثيل الوقت ذاته.
هل يعني ذلك أننا سنرى ظافر العابدين في مجال الإخراج والكتابة مجدداً؟
نعم، أكيد، وذلك لأنني لمست النجاح في العروض الأولى للفيلم، وتلقيت الكثير من الرسائل الملهمة من مخرجين كبار، وهو شيء أشعرني بالفخر، وألهمني لتقديم المزيد.
لنستذكر معك أيام المراهقة، مَنْ النجمة التي كانت تلهمك؟ ومن النجمة التي تتطلع للتمثيل أمامها؟
جوليا روبرتس كانت ملهمتي في أيام المراهقة، وحالياً أتطلع إلى العمل مع سكارليت جوهانسون.
في بداياتك الفنية عملت كممثل مساعد أو “كومبارس”.. كيف تنظر إلى تلك الأيام؟
هي أيام قادتني إلى ما أنا عليه اليوم، وأنظر إليها بفخر واعتزاز، فأنا لا أؤمن بالحظ وهو لم يكن حليفي، بل أنا أؤمن بالعمل والتعلم. ومن المواقف الطريفة التي حصلت لي أنني عملت “كومبارس” في فيلم إنجليزي، وكنت أرتدي ملابس الشخصية، وأقف بالساعات حتى يعدل المخرج والتقنيون الصوت والإضاءة، وبعد 8 سنوات، وقفت أمام الممثل ذاته كممثل رئيسي.
بدايتك الفنية لم تكن سهلة.. هل توقعت أن تتغير حياتك 180 درجة؟
هذه البدايات أصر دائماً على سردها في كل المناسبات؛ فلربما تلهم قصتي غيري من الأشخاص، الذين تتقطع بهم السبل ويلجؤون إلى اليأس. فقد سافرت إلى إنجلترا وعمري 28 عاماً، سافرت بينما أصدقائي من نفس عمري تزوجوا وعملوا وبنوا حياتهم، سافرت حينها نحو المجهول، وكلي رغبة في تعلم التمثيل والإخراج، فعملت في مطعم صغير أغسل الصحون والأرضيات من أجل أن أجمع المال للدراسة، وبدأ بريق الأمل يبرز شيئاً فشيئاً في حياتي، إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
عرض عليك دور في فيلم “أصحاب ولا أعز” ورفضته.. فهل سعدت بقرارك بعد الهجوم الذي تعرض له العمل؟
نعم عرض عليّ دور، لكنني اعتذرت؛ لأنني وقتها كنت مرتبطاً بتصوير مسلسل “عروس بيروت”، فلم أستطع التوفيق بين العملين، لكن لا أجد أي مبرر لمهاجمة النجمة منى زكي؛ فقد قدمت الدور بكل احترافية واقتدار وإتقان.
#ظافر #العابدين #غدوة #أخرجني #من #الكلاسيكية
تابعوا Tunisactus على Google News