عماد الدين رائف المترحل بين روسيا وأوكرانيا ترجمة وبحثا
لأوكرانيا وروسيا وجوه وأبعاد كثيرة غير صوت الحرب الذي يعلو فوق كل الأصوات هذه الأيام. الأمر أكيد، ولا يحتاج إلى تبرير أو تفسير أو دعم. فتلك المساحات الشاسعة الباحثة في الاتجاهات، كلّها، بين الغابات الشاهقة والسهول الذهبية، عند ضفاف الأنهر وبين حدود الإمبراطوريات وحطامها، عن الأحلام والدفء، بلاد وناس ومجتمعات. ولم تنسَ هذه الكثافة الغنية من الأرواح والأجساد النشيطة، بين الحروب والغزوات والترحالات والإقامات، بناء حضارتها وإطلاق شغفها ومزج ألوانها، عملاً وإنتاجاً وفنّاً…
تلك البلاد ذات العلاقات التاريخية والجغرافية المتداخلة، والهويات الشائكة، “فضاء غزير”، يقول المؤرخ الفرنسي فرنان بروديل في كتابه “قواعد لغة الحضارات”. ويقول إنها “أوروبا الأخرى”، حيث الـ”مدن مفتوحة مثل مدن العهود القديمة، مثل أثينا… وليست كيانات منغلقة على نفسها وعلى امتيازات مواطنيها مثل ما كان سائداً في العالم الغربي القروسطي”. هذا، وغيره كثير، ما جعل لتلك البلاد سحراً يجذب كثيرين من خارجها ليسيروا نحوها على الدرب “المنقّط الذهبي”، كما يروي بروديل في كتابه التاريخي الذي يحيل الوصف إلى ما يشبه القصة الخيالية.
ومن هؤلاء “المسحورين” عماد الدين رائف، الصحافي والكاتب والمترجم اللبناني الذي اقترن اسمه، منذ أعوام، بأوكرانيا وروسيا.
ألم وجودي
وصل رائف إلى أوكرانيا وروسيا عبر اللغة والورق والأدب والتاريخ، لا عبر الخرائط الجيوسياسية والسرديات التاريخية والجغرافية والعقائد. ويصرّ هذا الباحث الدؤوب على أن يُبقي علاقته تلك، بعيدة من السياسة التي يكرهها وزاد مقته لها إبان الحرب.
يقول: “ترجمت منذ عام 2015 من الأوكرانية 12 كتاباً، ومن الروسية خمسة كتب، بين الأدب والتاريخ، إضافة إلى نصوص أخرى من اللغتين ودراسات وبحوث. اخترتها بشغف معرفي وأدبي، وبحثت عنها في الجامعات والمكتبات، لأسباب تتعلق بها. وخلال هذه الأعوام، تعلّمت على نفسي اللغة الأوكرانية التي لم أكُن أعرفها، فأنا درست الروسية وتابعت تعليمي الأكاديمي فيها، وأتحدّثها مع أسرتي”. ويضيف: “قبل ذلك، أوصلتني المنحة الدراسية من الدولة السوفياتية، التي كانت تضم روسيا وأوكرانيا وغيرهما من الدول، إلى روستوف على نهر الدون في روسيا، والقريبة من أوكرانيا”.
يمهّد رائف بهذا ليعبّر عن ألمه الوجودي، عن رفضه تحويل حبه لتلك البلاد وإنسانها وثقافتها إلى نزاع سياسي خاضع للزمن. ويشكو الحال التي وضعته فيها الحرب، ولا يجد مخرجاً من ذلك سوى الإيغال أكثر في شغفه بالكلمات والأدب والتاريخ. هكذا، ينأى بنفسه عن السياسة ونزاعاتها، لا عن “اللحظة الإنسانية… الموجعة”. ويؤثر أن يتحدث عن التاريخ والثقافة الأوكرانيين والروسيين، خصوصاً الأدب.
المشهد الثقافي
وعلى الرغم من ذلك، يتابع رائف، بشكل يومي، الآن ومنذ أعوام، الحركة الثقافية في كل من أوكرانيا وروسيا. يرصد نتاجاتها وتوجهاتها، ويتابع أخبار المؤسسات الأكاديمية والثقافية، ولا تُخفى عنه آثار السياسة على هذه المساحات الثرية.
يقول: “الإبداع بالأوكرانية غزير وغني ويتقدّم، في غرب أوكرانيا وشرقها. واتحاد الكتّاب بالأوكرانية نشيط ومدعوم من الدولة. والمؤسسات الثقافية ودور النشر ووسائل الإعلام بالأوكرانية باتت هي المتن وتشغل المساحة الأوسع. والأوكرانيون أعادوا بعد الحقبة السوفياتية الاعتبار لتراثهم وكتّابهم وشعرائهم وفنانيهم، المعروفين منهم والمغمورين والمجهّلين، الذين ناهضوا الاتحاد السوفياتي والذين تعايشوا معه. وهذا جزء من بنائهم هويتهم الوطنية، أو انتصارهم لها واستعادة رموزها ومحطاتها”.
وانصبّ هذا “الجهد الضخم” في الجزء الشرقي من أوكرانيا، حيث يتجمّع الناطقون بالروسية، إذ إن الجزء الغربي أوكراني ولا يحتاج إلى جهد لـ”أكرنته”.
ويتابع رائف رسم المشهد: “إلى جانب اتحاد الكتاب بالأوكرانية يوجد اتحاد للكتّاب بالروسية، لكنه بات هامشياً، وخفت صوته وتراجعت أصوات المنتسبين إليه”. وشغل الأوكرانية القسم الأكبر من المشهد الثقافي وارتفاع الأصوات المتحدثة بالأوكرانية ليسا شأناً كمّياً فحسب، بل إن هناك أبعاداً تتعلق بالتوجهات الفكرية- السياسية وبالنوعية والجودة. فإضافة إلى انحسار الصوت المتحدث بالروسية المعبّر عن “وحدة الشعوب السلافية”، لم تكتمل دورة الانتقال من الروسية إلى الأوكرانية، التي يُعمل لأجلها بنشاط وزخم ويُحتفى بها في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
يقول رائف: “كما أشرت سابقاً، النص الأدبي بالأوكرانية، خصوصاً الشعر لكونه أصغر ويمكن التحكّم به أكثر من الأنواع الأخرى، تقدّم كثيراً وبتنا نقرأ أعمالاً مميزة وبجودة عالية، ولكنه ما زال، لا سيما عند المنتقلين من الروسية إلى الأوكرانية، أقل نضجاً وجودة، وربما لا يُخفى على القارئ أن كاتبه منتقل وأنه لو كُتب بالروسية لكان أفضل وأقوى”.
اللغة المستعادة
ويشير رائف إلى أن الأوكرانية “لغة مستعادة”. وإذ لم يهجرها الكتّاب والشعراء والمثقفون وكثيرون من المواطنات والمواطنين، كانت، باعتبارها ليست اللغة الرسمية في الإمبراطورية الروسية والدولة السوفياتية، لغة محليّة ومغمورة. لذا، احتاجت استعادتها، خلال الأعوام الماضية، إلى تنظيف من الروسية ومن اللهجات المحلية.
ويوضح رائف: “يبدو أن هناك مرحلتين حاسمتين مرت بهما اللغة الأوكرانية، الأولى، في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، حين حمل الأدباء على عاتقهم مهمة توحيد اللهجات المختلفة في لغة أدبية واحدة، وعلى رأسهم إيفان فرانكو وليسيا أوكراينكا وميخايلو كوتسيوبينسكي وفاسيل ستيفانيك وميكولا خفيلوفي وأغاتانغل كريمسكي… إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة، أي العقود الثلاثة التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ شهدت اللغة الأوكرانية تطوراً كبيراً مع “الأكرنة الممنهجة”، وإعادة إحياء القديم بلغة جديدة، فأسهمت في هذه الموجة آلاف الأقلام الشابة. بين المرحلتين، في الحقبة السوفياتية شهدت أوكرانيا تطويراً للغة الكلاسيكية بعد الحرب العالمية الثانية في أعمال الكتاب الأوكران السوفيات، إلى أن نضجت في حركة الستينيات مع الشعراء والأدباء المعارضين للنظام، الذين تداولوا أعمالهم في ما بينهم بنسخ محدودة مطبوعة على الآلة الكاتبة، وحفظوا بذلك لغتهم. اعتُبرت المحافظة على اللغة بالنسبة إلى هذين الجيلين مهمة مقدسة، ولعل من الشواهد على ذلك قصيدة يوركو شكروميلياك “صلاة”، حين يقول: “يهاجموننا، ويجرؤون على تهديدنا/ لكن امنحنا القوة والشجاعة/ ولا تحرمنا من لغتنا الأم./ أعِنّا يا جبار السماوات/ فلتكن مشيئتك/ أن نصدح بلغتنا في المنزل والمعبد والمدرسة/ تحيا بها كلمتك المقدسة الأصيلة/ فليعمّ مجدك يا إلهنا/ ولتعمّ لغتنا الحبيبة”.
يضيف: “على الرغم من جهود ’الأكرنة‘ الكبيرة في النتاج الكتبي والألسني وفي الإعلام والكتاب المدرسي والجامعي، إلا أنها كانت بطيئة جداً في الشارع وبين الناس، فظلت كييف تتحدث بالروسية المطعّمة باللهجات. ولعل الجهود، برأيي، كانت منصبّة أكثر على إنهاء اللهجات المختلفة وعلى رأسها لهجة سورجيك (خليط بين الروسية والأوكرانية) وتريسيانكا (خليط بين البيلاروسية والأوكرانية)، ولهجات أخرى ذات انتشار أقل مثل لهجة خيرسون وزاكرباتيا والهاليسيزم (إمالة سكان غاليسيا التاريخية)”.
بداية الرحلة مع الترجمة
يروي: “أثناء تتبّعي ما كتبه المستشرقون والرحالة والحجاج من روسيا القيصرية عن بلادنا خلال أعوام إعداد برنامج ’حديث روسيا‘ الذي أذيع على أثير صوت الشعب بين 2011 و2016، لاحظت أن اثنين منهم كتبا في فن القصة، هما المعلم والمفتش التربوي الروسي في المدارس المسكوبية ستيبان كوندوروشكين، الذي أصدر كتابه ’قصص سورية‘ في العاصمة القيصرية سان بطرسبورغ عام 1908، والمستشرق الأوكراني أغاتانغل كريمسكي، الذي كتب مجموعة ’قصص بيروتية‘ عام 1897، ونشرها على صفحات مجلة “نوفا هرومادا” (المجتمع الجديد) في كييف عام 1906. ترك كثير من المستشرقين والرحالة مذكرات ومدونات وتقارير مفصلة عن لبنان وفلسطين وسوريا، إلا أن هذين الكاتبين تحديداً تركا لنا قصصاً اجتماعية من حياة الناس في بلادنا على عتبة القرن العشرين. في البداية، عكفت على ترجمة قصص كوندوروشكين، التي كتبها بالروسية إذ كان مفتش المدارس التابعة للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في دائرة سوريا الجنوبية (أي في منطقة البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون اليوم). ثم انتقلت إلى ترجمة قصص كريمسكي البيروتية بعدما تسنّى لي أن أزور كييف عام 2015، ممثلاً “اتحاد المقعدين اللبنانيين” الذي أنتمي إليه، في أحد مؤتمرات “المجلس البريطاني”. هناك تسنّى لي أن أحصل على عدد من المصادر المهمة للانطلاق في الترجمة، إضافة إلى صور عن النصوص المنشورة عام 1906″.
ويكمل: “في الواقع، ترتب عليّ أن أدرس لغة كريمسكي قبل الشروع في الترجمة، وهي اللغة الأوكرانية التي تعود إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. كانت هذه المهمة شاقة بطبيعة الحال، وقد استعنت بالمعجم الذي أشرف على إدارة تحريره كريمسكي نفسه، حين كان سكرتير الأكاديمية الأوكرانية للعلوم في كييف. بالنسبة لي، أدخلني كتاب ’قصص بيروتية‘ إلى فضاء الأدب الأوكراني الرحب، خصوصاً أن هذا الأدب كان اكتسب سماته المميزة في تلك الحقبة. فبعدما أرسى أسسه شاعر أوكرانيا الأكبر تاراس شيفتشينكو أواسط القرن التاسع عشر، تجسّد هذا الأدب على أيدي إيفان فرانكو وليسيا أوكراينكا وأغاتانغل كريمسكي أواخر ذلك القرن. ففتحت لي هذه المعارف ترجمة أدب شيفتشينكو عبر قصائد منفردة من ديوانه الكبير ’الكوبزار‘، وترجمت شعراً لفرانكو ديوان ’الأوراق الذابلة‘، وترجمت أعمال ليسيا أوكراينكا النثرية في مجلدين. وأنا مدين لقصص كريمسكي البيروتية في التعرف إلى هؤلاء الكتاب الكبار وغيرهم”.
تاريخ وصرخة
وكرّت السُبحة، وترجم رائف من الأوكرانية: “الموجز في تاريخ أوكرانيا” للمؤرخ أولكسندر بالي، “الأوكران ولبنان” لإيهور أوستاش، “الرحلة إلى الديار المقدسة في الشرق (فلسطين، سوريا، لبنان: القرن الـ 18) لفاسيل بارسكي.
ومن الروسية: “حكايات كوندوروشكين- لبنان قبل قرن بريشة روسية” لستيبان كوندوروشكين، “قصص سورية- بلاد الشام قبل قرن بريشة روسية”، “تاريخ الهجرة الروسية إلى المغرب في القرن العشرين” لنيقولاي سوخوف، “مجازات تونس الخفية- أن تعيش الثورة وترويها” لفاسيلي كوزنتسوف، “دمشق 1902” لستيبان كوندوروشكين.
وفي البحث: “حديث روسيا – خمس سنوات من التفاعل الثقافي”، “مطارح الحكايات بعيني كوندوروشكين”، “على أعتاب ماناس برفقة جنكيز أيتماتوف”، “من بيروت وعنها- أوراق أوراسيّة في التفاعل الحضاري”، “أبعد من الشرق- أوراق أوراسية في التفاعل الثقافي”.
ومع ترجمته أعمال الشاعر الأوكراني فاسيل ستوس، المتمرد على النظام السوفياتي والتعريف به، ترجم من أعمال سفيتلانا كيريليوك، فولوديمير كوبيليانسكي، أولينا تيليها، لودميلا سكريدا، يوليان شبول، روستيسلاف فاسيلينكو، فيرونيكا تشيرنياخيفسكا، ميكولا زيروف، ياكوف سافتشينكو ويوركو شكروميلياك.
وتشكّل حياة فاسيل ستوس في المعتقلات السوفياتية وقصائده التي كتبها فيها صرخة في وجه النظام تعبّر عن قهر تاريخي في شخصية المثقف الأوكراني. يقول رائف: “ستوس حالة نموذجية رائدة وهو أحد ممثلي حركة الستينيات. درست حياته وأعماله الشعرية حتى وفاته في المعتقل عام 1985. وجمعت قصائد من دواوينه المختلفة وأبرزها “المقبرة المبتهجة” و”طرس”، وترجمتها إلى العربية. قصائد ستوس صعبة قاسية تشبه ظروف المعتقلات. أذكر هنا إحداها: “هذا الألم مثل كحول تبثّ الاحتضار/ كيف تيبّست حدّ التهشم؟/ يا للأسف./ فاللعنات تُعاد طباعتها من جديد،/ أما أنت فتعيد كتابة الأحزان/ نسيت، منذ زمن، ما معنى أن تعيش،/ وأن حولك عالم، وأنك موجود/ نسيتَ كيفية الولوج إلى جسمك/ فأنت مشيطنٌ منذ مدة،/ وما زلت مشيطناً حتى الآن/ تموت وأنت تشعر بوقع خطواتك على رأسك الأشيب”. ولعل السبب الرئيس وراء عنايتي بأدب ستوس يكمن في ما نشعر به من قهر يومي في معتقلاتنا الكبيرة، وفي تشابك المعاني بين أدبه وحياة المثقفين في بلادنا.
الرواية الحديثة
حاز رائف في 2021، الجائزة الخاصة بلجنة Drahomán Prize لـ”الاحترافية العالية في الترجمة وتعميم الأدب الكلاسيكي الأوكراني”. ورُشّح إلى الجائزة عن ترجمته “قصص بيروتية” (دار الريس للكتب والنشر) للعالم اللغوي الكبير أغاتانغل كريمسكي. إلا أنه انتقل كذلك إلى فن الرواية الحديثة في أوكرانيا، وتعتبر ترجمته رواية الكاتبة الأكاديمية مارينا هريميتش “أجنبية في سيارة حمراء” (الدار العربية للعلوم – ناشرون) أولى الروايات المترجمة من الأوكرانية إلى العربية من دون المرور بلغة وسيطة، وأتبعها برواية فولوديمير سامويلينكو “زمن الأحجار المتناثرة” التي صدرت في القاهرة (دار صفصافة). عن ذلك، يقول: “جالت مارينا هريميتش في روايتها بين الطوائف اللبنانية وتناولت تاريخ لبنان وعادات أهله وتقاليدهم ومعتقداتهم وأساطيرهم وحياتهم اليومية بأسلوب ساخر مشوق. أما رواية سامويلينكو، فتدخلنا في حياة العاصمة الأوكرانية بطريقة حاذقة، والاختلافات بين المثقفين وطموحاتهم، والصراع الخفي بين الوافدين من الغرب والمحليين منهم، الذي تظهر فيه الأكرنة واضحة وتشكل معارض الكتب إحدى ساحاتها. أعمل على ترجمة روايات أخرى حديثة من الأوكرانية آمل أن تبصر النور قريباً”.
رحلة مع ميخائيل نعيمة
ولم يقتصر عمل رائف على ترجمة نصوص قديمة وجديدة وإعداد نصوص بناءً على مادة بحثية ومترجمة، بل أعدّ مواد ثقافية وأدبية عن روسيا وأوكرانيا. كذلك، لم يقتصر عمله على “الاستيراد” من روسيا وأوكرانيا، إنما نشط في ربط عمله مع محطات ثقافية عربية في تلك البلاد. فتحرّى هوامش – وخبايا- زيارة الأديب ميخائيل نعيمة إلى الاتحاد السوفياتي (1956) وكتب عن علاقته بموسكو وكييف… وأبعد منهما نحو واشنطن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يروي: “لعبتْ أوكرانيا دوراً مميزاً في حياة ميخائيل نعيمة ونقده الأدبي. في بولتافا الأوكرانية، وعبر بوابة الأدب الروسي فُتحت الآفاق أمامه، أو كما عبّر عن ذلك في رسالة له إلى العلّامة إغناطيوس كراتشكوفسكي (1883- 1951) أنه “إنسان تربّى على الأدب الرفيع لبوشكين وليرمنتوف وتورغينيف، وضَحِكِ غوغول عبر دموعه، وواقعية تولستوي الرائعة…”. وكان نعيمة في الوقت عينه مطّلعاً عن كثب على الأدب الأوكراني، وثمّن نقاد الأدب عالياً ترجمة نعيمة لقصائد الشاعر الأوكراني الأكبر تاراس شيفتشينكو، ومن بينها قصيدة “زابوفيت” (الميثاق). ويكشف اختيار نعيمة هذه القصائد مدى تضامنه مع سعي الشعب الأوكراني إلى الحرية”.
يضيف رائف: “كتب نعيمة انطباعاته عن رحلته إلى الاتحاد السوفياتي مضيفاً إليها أفكاره الفلسفية الكونية. في 28 فبراير (شباط) 1957، دوّن رسالة إلى صديقه الكييفي يقول فيها أمس انتهيت من وضع كتابي عن الرحلة القصيرة التي قمت بها إلى الاتحاد السوفياتي، وقريباً أقدّمه للطبع. وهو كتاب من نمط جديد في تحليل المجاري الكونية وفيها الصراع بين الرأسمالية والشيوعية. وأرجو عند النهاية من طبعه أن أرسل إليك نسخة منه. سيجد الشيوعيون فيه أشياء كثيرة إلى جانبهم وأشياء لا تروقهم. ولذلك أخشى أن تلاقي ترجمته إلى الروسية ونشرها في روسيا بعض الصعوبات” (معهد المخطوطات في مكتبة فيرنادسكي الوطنية الأوكرانية).
#عماد #الدين #رائف #المترحل #بين #روسيا #وأوكرانيا #ترجمة #وبحثا
تابعوا Tunisactus على Google News