«عملية هند».. الطبيب المسؤول يكشف لـ «البيان» التفاصيل

ت + ت – الحجم الطبيعي

متسلّحاً بعلمه وخبراته الطويلة، وبعد إعداد العدّة، لم يكن هناك مجال لـ1 بالمئة خطأ، إلا أنّه كان يثق في أن الله سيجعل شفاء “هند” على يده.. الدكتور هاني عبد الجواد سليمان، استشاري جراحة العمود الفقري للأطفال والكبار يروي لـ “البيان” تفاصيل عملية إنقاذ الفتاة الإماراتية “هند”.

كانت  هند التي تعاني من تحدّب واعوجاج شديدين في العمود الفقري، تحلم بأنّ تُعالج لتعيش حياتها بشكلٍ طبيعي، إلا أنّ كل من درس حالتها قال إنّ نسبة شفائها تكاد تكون منعدمة، لكن الطبيب المصري كان له رأي آخر.

يقول الدكتور هاني عبد الجواد في تصريحات لـ«البيان» إنّ هند- 18 عامًا- كانت تعاني من تحدّب واعوجاج شديدين جدًا، كما يظهر في الصور المتداولة عبر الإنترنت أخيراً.

ويضيف: «البنت زارت كل الأماكن في العالم، وكانت حالتها خطيرة جدًا، وأهلها لم يتركوها لحظة، سافرت إلى أمريكا في ميوكلينك (مستشفى أمريكية لها فروع عديدة داخل الولايات المتحدة في أريزونا وفلوريدا ومينيسوتا)».

ويتابع: «سافرت إلى بلدانٍ عديدةٍ، مكثت 6 أشهر كاملة في ألمانيا، لإيجاد حل، وأبلغوها في ألمانيا لو تم التدخّل الجراحي ستموتين، أو على أقل تقدير ستصابين بالشلل التام».

ويستطرد: «زارت هند كثيراً من المستشفيات، والجميع قالوا إن في هذه الحالة مستحيل فيها التدخُّل الجراحي». ويشير «عبد الجواد» إلى أنَّ هند تعرّفت إليه من خلال العمليات التي يجريها والتي تم رفضها في أماكن أخرى خوفًا من أن يُصاب المريض بالشلل أو الموت.

ويسترسل قائلًا: «تعرّفت هند إليّ عن طريق حالات خطيرة مشابهة أجريتها في السابق، فبدأت تقول لأهلها، ويقولون لها لا يوجد حلّ، وتقول إنّها تحلم بالدكتور هاني يوميًّا وهو يجري لها تلك العملية».

ثم بعد ذلك، بحسب ما يسرد الدكتور هاني، تفاصيل اللقاء، قال إنّ أهل الفتاة تواصلوا معه، وأبلغهم أيضًا أنّ العملية خطيرة جدًا، ومن أخبروهم بذلك لم يخطأوا في شيء.

ويقول: «لكنّي كان لديّ إيمانٌ عميق، وارتياح نفسي أنني سأجري العملية وستخرج بسلامة الله»، مشيرًا إلى أنّه من عوامل الخطورة أيضًا، مع الإعوجاج والتحدُّب الرهيب، كانت وظائف التنفُّس ضعيفة جدًا بنسبة 33 بالمئة.

وعن النتيجة قال إنّ النتيجة كانت مبهرة للغاية، وأكثر مما كنتُ أحلم به لهند، وأصبحت إنسانة أخرى تمامًا، وهي حاليًّا تمكث في منزلها في فترة النقاهة، ولم تمرّ بأي مضاعفات، أو حتى تدخل العناية المركّزة.

وأوضح أنّه أجرى عمليات عديدة خطيرة؛ إلا أنَّ حالة هند كانت صعبة للغاية، وكان من الممكن أن يتخذ قرارًا بالتراجع عنها، حيث إنّه حين فتح الجلد كان سيغلقه مرّة أخرى، «لم أجد العمود الفقري» على حد قوله.

«الإشاعة كانت تشير إلى صعوبة لمس هند، منذ أن اتخذت قرار العملية كنت متخوّفاً جدًا» هكذا يعبّر الدكتور هاني عبد الجواد عن كواليس أخطر ساعات حياته.

وكانت الأسرة قد فَقَدت الأمل في إصلاح الاعوجاج والتحدب الشديد في عمودها الفقري، خاصّة كما أشار الدكتور هاني عن رحلاتها في الخارج.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز