- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

عودة الربيع العربى المفقود إلى تونس

- الإعلانات -

كتبت الممثلة المصرية الجميلة هند صبرى، عفوا هذا ليس خطأ كتابيا! فأنا أعتبر هند صبرى مصرية روحا، وشكلا، وموضوعا، ولهجة لذلك كان استغرابى من عدم انضمامها إلى ممثلاتنا الجميلات فى حفل نقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة بحجة أنها ليست مصرية، فى ذات الوقت الذى كانوا يشيرون فيه إلى وجود إحدى الراقصات الأجنبيات التى شاركت فى الاحتفال. فكيف افتقد هذا الحفل المبهر وجود تلك الأميرة الفرعونية!

كتبت هند صبرى على صفحتها على الفيسبوك محيية سيدات تونس على وجه العموم بمناسبة عيد المرأة التونسية فى 13 أغسطس، وقد كتبت تعليقا حييتهن أيضا جميعا، وبلادهن فى شخص الأستاذة عبير موسى، وهذا نص ما كنت قد كتبته:

“بطلة الحصن البرلمانى، وقلعة الوطنية التونسية، وعالمى السياسة والقانون. شاهدناها تعبر عن ذلك بكل حماس، ورقى عبر وسائل التواصل الاجتماعى… إنها التونسية الحسناء كبلادها الخضراء الأستاذة عبير موسى”.

إن وقاحة وبذاءة وهمجية ما تعرضت له النائبة المحترمة، وتناقضه مع أن يحدث فى عقر دار الحياة النيابية التونسية، وليس فى أحد الشوارع، ويصدر عن نواب للشعب المفترض فيهم الاحترام! فإذ بهم يتحولون إلى صبية يتطلب الأمر أن تقوم شرطة الأحداث بإلقاء القبض عليهم فورا.

فكيف يمكن لأمثال هؤلاء أن يناقشوا مسودات القوانين التونسية، وقد ضربوا بكل القيم الدستورية، والحقوقية عرض الحائط، وتبنوا سلوكيات أبسط ما يقال عنها أنها صبيانية، وغير رجولية بعد أن اعتدوا بالضرب على سيدة لمجرد أنها تدلو بدلوها فيما يخص تنمية، وتحديث بلادها أى تمارس ما يفترض أن تقوم به كنائبة.

ينضم إلى تلك الحادثة فى غرابتها رفع الحصانة، وإيقاف “قاضية” متورطة فى تهريب عملة إلى ليبيا ثم مواصلة التحقيقات لكشف شبكة التهريب التى تعمل معها. كلتا الحادثتان تشذان عن الأوساط اللائق بها احترام روحى القانون، والديمقراطية؛ وتنمان عن افتقاد النضوج العقلى، والفكرى، والأخلاقى.

فكان ذلك مقدمة منطقية، وإيذانا بما حدث فى إحدى أمسيات شهر يوليو، والتى بشرت فى ذات الوقت بانجلاء الليل عما قريب، كما يقول أبو القاسم الشابى:

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر

لقد أبكانا جميعا المطرب التونسى لطفى بوشناق وهو يردد تسبقه دموعه: “خذوا المناصب، والمكاسب لكن خلولى الوطن” فكان رجع الصدى لكلماته عندما أعلن الرئيس التونسى قيس سعيد قراراته من أجل إنقاذ الدولة، والمجتمع فى تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة البرلمانية عن جميع أعضاءه، وإقالة الحكومة برئاسة هشام المشيشى.

منذ زيارة الرئيس التونسى الأخيرة إلى مصر توقعت أن ثمة أمر على وشك الحدوث فى أفق تونس يشبه ما حدث فى مصر، المدرسة السياسية المصرية التى تمكنت من الخروج من نفق الاستقطاب الأيديولوجى إلى صميم ما يحتاجه المواطن المصرى، وما سوف يعتمد عليه مستقبل أبناءه فى الأجيال القادمة، وهو ما نصبو أن تؤول إليه الأمور فى تونس بعد وصولها إلى المسار الصحيح.

إن الشرارة التى أشعلت ثورات ما يسمى بالربيع العربى، والتى أفضل تسميتها “ثورات الغضب العربى”، فى ديسمبر 2010 هى إشعال الشاب محمد بوعزيزى النار فى نفسه كرمز للاعتراض على الفساد، والمحسوبية، وسوء الأوضاع… لكن هذا ليس مبررا أن تستخدم الأوطان العربية ذات الشرارة فيما بعد فى إحراق نفسها باختيار أحزاب تتسم بالتسلط، وقائمة على حركات لها تاريخها فى الإرهاب، والاغتيالات لمجرد أنها تتسول مشاعر المواطنين الدينية لتبنى أحلامها، وطموحاتها عليها.

من الغريب أن “راشد الغنوشى” الذى كتب مقالا فى صحيفة “يو إس إيه توداى” الأمريكية يتحدث فيه عن الديمقراطية فى بلاده تناسى أن الصحف العربية فى الثمانينيات قد نشرت بالخط العريض تهديداته بتحويل تونس إلى “حمامات دماء” فهل هذا تعبير ينم عن أية ديمقراطية، أو حتى أية وطنية عندما يتم توجيه هذا الكلام إلى أبناء الوطن الواحد!

لقد قام راشد الغنوشى منذ عدة أيام بالوقوف أمام أبواب البرلمان الموصدة فى مشهد تمثيلى لا معنى له، فهل لم تصله الأخبار بتجميد عمل البرلمان! بل إنه نادى الشعب التونسى بالخروج إلى الشوارع لتصحيح الأمور، فى حين أن رئيس دولة عظمى “ترامب” ظل مدانا بسبب دعوته الجماهير للتظاهر لمجرد إظهار تمسكهم به.

البعض يدعون ما فعله الرئيس التونسى بالانقلاب، وكأن رئيس الدولة لا يمتلك أية صلاحيات لتصحيح مسار الأمور فى بلاده! فعلى من سينقلب، أسينقلب على نفسه!

ظهر عقب ذلك بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعى هاشتاج # كلنا قيس سعيد، وهو لسان حال ليس غالبية التونسيين فقط ولكن أيضا كل المحبين لتونس، والذين يتمنون أنها كما نجحت مؤخرا فى إخماد وإبعاد شبح الحرائق التى امتدت إليها من إثر حرائق الغابات فى الجزائر، أن تنجح أيضا فى إنقاذ الحياة الوطنية التونسية.

هكذا كنا فى مصر نتمنى أن تكون تونس، امتدت أمنياتنا من البيت المصرى العامر بنهر النيل، وتراث الأجداد إلى البيت التونسى الأخضر الزاهى الذى كنا نخشى احتراقه، وبدلا من أن يكون بيتا يملكه كل التونسيين، تستولى عليه مجموعة أو جماعة.

يزعمون أنهم أصحاب البيت، بل يهددون بقية السكان إن لم يتملكوا البيت!! علاوة على مواقفهم المعروفة من الثقافة، والفنون؛ وآرائهم المقيدة لمروجهما الفسيحة فكيف يمكن أن يحدث هذا فى تونس التى أهدتنا كلمات بيرم التونسى الرائعة، والمتوهجة وطنية، وعشقا لمصر؛ ورائعة علية التونسية “مطلوب من كل مصرى” والتى تعد من أصدق وأجمل الأغنيات الوطنية لحنا وكلاما.

تونس التى أثرت الحياة الفنية فى مصر ولازالت بصوت صابر الرباعى العذب، وأغانى لطيفة متجددة الكلمات والألحان، وأداء ظافر العابدين المتميز، ونغمات ذكرى الشجية، وتمثيل درة المتألق يوما بعد يوم… عشت خضراء يا تونس!

#عودة #الربيع #العربى #المفقود #إلى #تونس

تابعوا Tunisactus على Google News

- الإعلانات -

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد