غضب تونسي: “النهضة” ضربت الاقتصاد وأغرقت السوق بالمنتجات التركية – ANHA | HAWARNEWS
وتشير مؤشرات الاقتصاد التونسي إلى تدهور ينذر بأزمة اقتصادية قادمة، خصوصًا مع تراجع مصادر الدخل والتأثير السلبي لفيروس كورونا على السياحة في البلاد.
ويضاف إلى ذلك تضخم الديون المرتبة على تونس بحيث لا تستطيع دفع الأقساط والفوائد دون الحصول على قروض جديدة من صندوق النقد الدولي.
ويتعين على تونس خلال هذا العام تسديد ما يزيد على 4.5 مليار دولار لخدمة الديون والحصول على نحو 6 مليارات دولار أخرى لتمويل الموازنة وسد العجز فيها.
ووصل الدين الخارجي إلى نحو 30 مليار يورو أي ما يزيد على 100 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في وقت تُقدر فيه نشرة الغرف الاقتصادية النمساوية احتياطات البلاد بنحو 7 مليارات يورو فقط.
وفي محاولة لتجاوز الأزمة التي تشهدها البلاد دعت حركة “النهضة” إلى إجراء إصلاحات عاجلة، وسط اتهامات تلاحق الحركة الإخوانية بأنها تقف وراء كل الأزمات التي تشهدها البلاد سواء الأمنية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
‘أزمة اقتصادية’
وفي هذا السياق قال رئيس المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في تونس ماجد البرهومي، إن “الإخوان في تونس ممثلين بحركة النهضة ورديفها ائتلاف الكرامة الذي يصرح نيابة عنها بما تعجز هي عن التصريح به خوفًا من أولياء نعمتها وراء المحيط الذين تتظاهر أمامهم بالديمقراطية واحترام الحريات، يعيشون واحدة من أتعس فترات حكمهم بعد أن أوصلوا البلاد في عشر سنوات فقط إلى التردي والإفلاس الاقتصادي رغم أنهم ورثوا دولة لها من الموارد ما يجعل شعبها في غنى عن القروض والهبات الخارجية سواء تعلق الأمر بالفلاحة أو بالثروة الطاقية والمنجمية أو بالسياحة والخدمات”.
‘إغراق السوق بالمنتجات التركية والأخيرة تتخلى عنهم’
وكشف البرهومي في تصريح خاص لوكالتنا أن الإخوان في تونس ضربوا النشاط الصناعي في السنوات الأخيرة لفتح المجال للبضائع التركية لتغزو الأسواق التونسية.
وسابقًا كانت تعتمد تونس في اقتصادها على مصادر متنوعة بينها زراعية وفي مقدمتها الزيتون، إلى جانب صناعات النسيج والألبسة مضافًا إليها السياحة، لكن الحكومة التي تسيطر عليها حركة النهضة لم تمنح الأولوية للمنتجات المحلية ووضع خطط تنموية تساعد في الحفاظ عليها وتطويرها، بل اعتمدت على منتجات حلفائها والتي تدفع ثمنها مليارات الدولارات لاستيرادها.
وأكد البرهومي أن حركة النهضة تعيش في عزلة بعد تخلي أعوانها في الخارج عن حليفتهم ورفضوا مدها بالمبالغ المالية التي تستحقها لإنقاذ الاقتصاد وذلك في ظل التحالفات الإقليمية الجديدة، وأضاف: “الأتراك على ما يبدو بصدد البحث عن مصالحهم ومصالح اقتصادهم المنهار وباتت الحركات الإخوانية عبئًا ثقيلًا عليهم بعد أن استغلوهم كما يجب خلال السنوات الماضية لخدمة تركيا أردوغان على حساب أوطانهم”.
‘حوار وطني مزيف’
وأضاف رئيس المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في تونس، “لست أبالغ إذا قلت إن حركة النهضة تغرق ولا تجد من يرسل لها طوق النجاة خارجيًّا فجنحت إلى البحث عن طوق داخلي متمثل في حوار وطني مزيف لعله قد يمكنها من إلقاء الحمل على غيرها”.
‘تهديد بالإفلاس’
وأعرب البرهومي عن اندهاشه من أن تابعي حركة النهضة مازالوا لا يستوعبون بعد أن الدولة على أبواب الإفلاس بفعل حركتهم ولم يستوعبوا المتغيرات الإقليمية الجديدة، و”مازالوا ينتصرون إلى نظرائهم في رابعة في وقت يرسل فيه شيخهم الحربائي بإشارات لمقربين منه تفيد أن لديه رغبة في إذابة الجليد مع النظام المصري أسوة بأسياده الأتراك ولنيل رضا فرنسا الغاضبة منه في الملف الليبي وبعض الأطراف الخليجية”.
ومع استمرار تداعيات فيروس كورونا على السياحة في البلاد، وتراجع الزراعة والصناعة وارتفاع الأسعار وتراجع الإيرادات الضريبية، لا يبقى هناك أمل أمام حركة النهضة سوى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي والحصول على قرض جديد منها سيكون الرابع خلال 10 سنوات الأخيرة.
ولكن حصول النهضة على قرضه يحتاج إلى وفاء بشروط صندوق النقد ومن أبرز هذه الشروط هو تخفيض الإنفاق على الأجور في القطاع الحكومي وبيع أسهم وحصص الدولة في مؤسسات القطاع العام وإعادة هيكلة الأخير، وهذا ما قد يواجه رفضًا قويًّا من قبل المعارضة والاتحاد التونسي للشغل الذي يعتبر المحرك في الشارع التونسي.
(ح)
ANHA
تابعوا Tunisactus على Google News